الزمالك «5» والاتحاد «1».. كيف ولماذا؟ - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 11:54 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الزمالك «5» والاتحاد «1».. كيف ولماذا؟

نشر فى : الأحد 5 أغسطس 2018 - 9:20 م | آخر تحديث : الأحد 5 أغسطس 2018 - 9:20 م

** كيف حدث هذا التحول الكبير فى أداء الزمالك أمام الاتحاد السكندرى مقارنة بأداء الفريق أمام بتروجيت؟
** الهدف المبكر الذى سجله كهربا فى الثانية 27 من المباراة، فتح باب اللقاء على مصراعيه. فقد منح الزمالك قوة دفع معنوية هائلة، يقابلها تحطيم معنويات لاعبى الاتحاد. فقد خسروا المباراة من بدايتها.. وحين يصاب مرمى فريق فمن الطبيعى أن يندفع فى الهجوم وتتسع المساحات فى وسط ملعبه ودفاعه وهو ما استغله الزمالك أيضا.
** لا شك أن التغييرات التى أجرها جروس على الطريقة من 4/1/4/1 إلى 4/2/3/1 وعلى التشكيل من أسباب هذا الفوز الكبير على الاتحاد. كذلك جاء هذا الفوز الكبير نتيجة الفارق بين بتروجيت وبين الاتحاد فى أسلوب مواجهة الزمالك، فكل مباراة هى بين طرفين، بين فريقين، وكلاهما فى صراع على الكرة، باتجاه مغاير لاتجاه طرفى المقص. كلاهما يواجه آخر، بهدف إيقاف منافسه، أو تهديد مرمى منافسه.. فهل هذا الانتصار الكاسح الذى حققه الزمالك كان لقوته أم لضعف الاتحاد؟
** الزمالك لعب بشعار مختلف هذه المرة بعكس المباراة الأولى. فأمام الاتحاد رفع جروس شعار الهجوم ثم الهجوم.. ودفع بمقدمة ثلاثية خلف رأس الحربة، تجمع بين المهارات وبين النزعة الهجومية الفطرية. أوباما، وكهربا، وإبراهيم حسن خلف كاسونجو.. وجعل تلك المقدمة تنتشر بعرض الملعب.. وساهمت انطلاقات حازم وأبوالفتوح فى تعزيز قوة أطراف الزمالك.. وقابل ذلك منطقة دفاعية قوية فى الوسط بطارق حامد ومحمود عبدالعزيز.. علما بأن عبدالعزيز يكمل ويساند ويسدد، فالزمالك كفريق يرغب فى المنافسة على اللقب لا يحتاج إلى لاعبين مدافعين بنسبة 100 % فى خط وسطه.
** الفارق بين حمدى النقاز وبين حازم إمام فى مركز الظهير الأيمن أن عرضيات النقاز أخطر وأدق. لكن حازم إمام سرعته أكبر وأخطر. وكلاهما عنده نزعة هجومية، وأضعف دفاعيا. والفارق بين طارق حامد وبين أيمن حفنى، أن حامد مدافع وسط وأيمن حفنى ليس لاعبا للوسط. هو لاعب مهاجم فى الثلث الأخير من الملعب. وهو اللاعب المتحرك الخفيف والمهارى والمتسلل خلف خطوط المنافس. وهو أيضا اللاعب الذى يصنع فرصة لفريقه بتمريرة.. وتكليفه بواجبات دفاعية مستمرة فى أى مباراة هو عدم دراية بملكاته ومهاراته وفيما يمكن أن يستخدم تلك المهارات.. فهل كان جروس يحتاج إلى مباراة بتروجيت للتعرف على ما يملكه أيمن حفنى بالضبط.. ولم يكن ذلك ممكنا فى فترة الإعداد؟
** فترات الإعداد والمباريات التجريبية، يجب أن تتسم بالدسامة الفنية، وبهضم اللاعبين لفلسفة المدرب، إن كانت له فلسفة. فقد كان كونتى على سبيل المثال له فلسفته الدفاعية الإيطالية الشهيرة، والتى تقوم على جعل منطقة فريقه عبارة عن متجر مغلق لمدة 90 دقيقة، بعكس فلسفة ماوريسيو سارى الهجومية، فهو من اباء اللعب الهجومى والإيجابى، بنتائجه وبتصريحاته التى أطلقها قبل مواجهة مانشستر سيتى فى الدرع الخيرية.. والفلسفة التى يؤمن بها مدرب هى التى تحكم خياراته وتشكيله وطريقة اللعب.. !
** يبقى أن الفرق القوية التى تسعى للبطولات والألقاب يجب أن تمتلك الحلول والخيارات والبدلاء، وأن تفرض هى أسلوبها على خصومها. وأن يكون مفهوما أن قوة الفريق الهجومية تكشفها مدى احتفاظه بالكرة فى منطقة الخصم، وماذا يفعل بالكرة التى يحتفظ بها.. فلايمكن إذن، أن يكون الزمالك غير مقنع أمام بتروجيت ثم مقنع جدا أمام الاتحاد.. لأنها ليست شعرة، تأتى فى مباراة وتذهب فى مباراة!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.