هل هذا الأداء يناسب المشروعات الكبرى؟ - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 12:41 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل هذا الأداء يناسب المشروعات الكبرى؟

نشر فى : الجمعة 5 سبتمبر 2014 - 7:45 ص | آخر تحديث : الجمعة 5 سبتمبر 2014 - 10:14 ص

بغض النظر عن السبب الرئيسى فى انقطاع الكهرباء صباح أمس عن معظم مناطق القاهرة الكبرى وبعض مناطق الجمهورية، فإن المعنى الوحيد الذى يمكن استخلاصه هو أن عوامل الضعف والترهل والتفكك فى مفاصل الدولة مازالت كبيرة للأسف الشديد.

الذى حدث بدءا من الساعة السادسة والربع من صباح أمس الخميس وحتى موعد كتابة هذه السطور «قبل الثانية عشرة ظهرا بقليل» هو أن الحياة توقفت تقريبا فى مصر. المصالح الحكومية والبنوك ومكاتب البريد والمصانع والمخابز والشركات وبعض المستشفيات والمياه وبعض المحطات التليفزيونية.

وبعد خمس ساعات تحدث بعض قادة الوزارة عن «مناورة كهربائية» وخلل فنى ادى إلى خروج غير مفهموم للعديد من المحطات من الخدمة وانهم يجرون تحقيقا لمعرفة السبب مستبعدين فى الوقت نفسه وجود عمل تخريبى.

قبل هذا التوضيح الجزئى وطوال خمس ساعات لم يخرج أى مسئول كبير ليقول للناس بيانا واضحا محددا عن الأزمة وسببها وموعد علاجها، والنتيجة أن الناس سقطت فريسة للشائعات المدمرة.

كاتب كبير وصديق عزيز اتصل بى ليسألنى هل صحيح أن «الإخوان وأنصارهم الإرهابيين» دمروا 17 محطة كهرباء من أجل تعطيل البنوك حتى لا تبيع شهادات استثمار قناة السويس؟. بالطبع قلت له اننى لا املك اى معلومات.

بعدها تحدثت مصادر مسئولة عن أن سبب المشكلة هو خروج خط أسيوط سمنود عن الخدمة، وفى تفسير ثالث أن تعطل محطة النوبارية أوقف خطوط المترو، أما أغرب تفسير فهو أن مصادر فى شركة كهرباء منطقة مصر الوسطى قالوا إنهم لا يعرفون سبب انقطاع التيار، وأن التعليمات عندهم ألا يتكلموا لوسائل الإعلان.

مثل هذا الأداء الحكومى كارثى، وإذا كان يصلح فى الستينيات، فهو لا يصلح بالمرة الآن.

اليوم هناك فيس بوك وتويتر وقنوات فضائية أجنبية، والأهم هناك متربصون كثيرون بمصر واستقرارها وفى اللحظة التى تقع مشكلة كبرى مثل الذى حدثت صباح أمس، كان ينبغى أن يخرج رئيس الوزراء او وزير الكهرباء مباشرة ليقول للناس كلاما محددا وواضحا ليوقف سيل الشائعات.

هذا الأداء المترهل هو تربة خصبة ولا يسىء إلى الحكومة فقط، بل للأسف الشديد يشكك فى المستقبل بأكمله.

مثل هذا الأداء لا يمكن أن يكون مناسبا بالمرة للمشروعات القومية العملاقة التى تنوى مصر تنفيذها وبدأت فى بعضها بالفعل.

عندما لا نكون قادرين على معرفة سبب انقطاع الكهرباء عن نصف مصر فى لحظة واحدة غير مسبوقة لمدة خمس ساعات، فالمؤكد أن هناك خطأ كبيرا.

عندما طال وقت انقطاع الكهرباء وسمعت العديد من شكاوى الناس وتذمرهم، والشلل الذى أصاب معظم القطاعات، تيقنت أننا نعانى وضعا مأساويا حقيقيا، لكن أكثر ما يؤلم ويحزن هو أن أجهزة ومؤسسات حكومية كثيرة ثبت للأسف أنها لم تكن على مستوى الأزمة.

أتمنى أن تبادر مؤسسة الرئاسة ورئاسة الحكومة إلى استخلاص العبر مما حدث صباح أمس، وتبدأ فى اتخاذ إجراءات واضحة حتى لا يتكرر ما حدث.

المصريون صبروا بصورة حضارية على انقطاع الكهرباء طوال الشهور الماضية لأن الحكومة قالت لهم إنها تعانى أزمة وقود طاحنة، لكن كيف يمكن إقناعهم بما حدث صباح الخميس؟.

لو كنت مكان الحكومة لحاسبت كل المقصرين والمهملين فى مأساة الأمس، وأعلنت ذلك على الملأ، حتى يكونوا عبرة لغيرهم.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي