الأسد يراهن على الوقت - العالم يفكر - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 2:48 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الأسد يراهن على الوقت

نشر فى : السبت 5 سبتمبر 2015 - 9:05 ص | آخر تحديث : السبت 5 سبتمبر 2015 - 9:05 ص

نشر معهد «شاثام هاوس» مقالا لـ«حسن حسن»؛ وهو زميل مشارك ببرنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمعهد، يتناول فيه التصعيد العسكرى من قبل كل من طرفى الصراع السورى وما أدى إليه من زيادة كبيرة فى إراقة الدماء، خلال الشهر الفائت.

فعلى مدى أسابيع، ظل نظام الأسد يقصف مدينة الزبدانى، بالقرب من الحدود اللبنانية، ودوما، قرب دمشق. وقصف المتمردون قريتى الفوعة وكفرايا الشيعيتين فى محافظة إدلب.

كان هجوم النظام هذا العام الأسوأ، على الأرجح، من حيث الخسائر البشرية والدمار؛ حيث خلفت غارة جوية على السوق فى دوما أكثر من مائة قتيل مدنى ومئات المصابين. وكان الوضع الإنسانى فى الزبدانى كارثيا بالمثل: ووصف ستيفان دى ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة لسوريا «مستويات غير مسبوقة من الدمار» فى المدينة، آخر معاقل المتمردين فى المنطقة القلمون.

استهل الكاتب المقال بالإشارة إلى ما أثاره هذا التصعيد من تكهنات بأن الجانبين ربما يحاولان تعزيز المواقف التفاوضية بعد أن بدأت إيران وروسيا سلسلة من الأنشطة الدبلوماسية. فقد نقلت رويترز يوم الخميس عن دبلوماسى غربى قوله إن زيادة العمليات الحربية، هى وسيلة الاطراف المتصارعة «فى التحضير لحل سياسى»، وأضاف: «أن تلك هى الوسيلة التى يتبعها الجميع حتى الآن لإيجاد حل سياسى. فالجميع بحاجة إليه لأنهم منهكون».

إلا أن الكاتب مازال يرى أن هذا التصريح يردد آمال أنصار المعارضة بدلا من نمط التفكير داخل وخارج سوريا؛ حيث تتجاهل هذه الأفكار حقيقة أن من يقودون تصعيد الأعمال العدائية لا يرغبون فى حل سياسى. فقد بدأت جبهة النصرة وأحرار الشام، واللتان أحرزتا المكاسب الناجحة الأخيرة فى الشمال، حملات منسقة بينهما فى إدلب وسهل الغاب فى بداية العام، أى قبل أشهر من بدء أى مبادرات دبلوماسية. وكان هجوم نظام الأسد على الزبدانى فى إطار حملة بقيادة حزب الله لتعزيز قبضته على منطقة القلمون بالقرب من لبنان. ومجزرة النظام ويتفق قصف المدنيين فى سوق دوما مع حملة الانتقام والإرهاب كلما تجاوز المتمردون خطوطا معينة.

***

كما أن نظام بشار الأسد ليس لديه نية لتقاسم السلطة أو السماح للمعارضة بالمساعدة فى إدارة البلاد، وقد رسخ هذا الأمر بالفعل. وتعلم الحكومة تماما أن أنصار المعارضة لا يرغبون فى نصر حاسم بقيادة المتمردين. إضافة إلى أنه لا تنطوى أى خطط حكومية طارئة لمواجهة تنامى قوة المتمردين، على تسليم السلطة.

وأشار الكاتب إلى أن نظرة أنصار النظام لم تتغير أيضا تجاه الصراع، على الرغم من الإيماءات الدبلوماسية التى تقدمها إيران، بما فى ذلك اقتراح خطة «منقحة» لسوريا وروسيا، مثل تنظيم زيارات من قبل مسئولى النظام إلى سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية. فالسبب الاكثر ترجيحا لهذه اللفتات هو اللعب على إحجام العديد من أنصار المعارضة عن زيادة الدعم للمتمردين.

وقد أبدت الدول الغربية سرا مخاوفها من أن الارتفاع الأخير فى مستوى المساعدات والتنسيق العسكرى الذى توفره دول الخليج وتركيا، يمكن أن يتسبب فى خروج الوضع فى سوريا عن نطاق السيطرة.

ويتردد أنه خلال اجتماع لمن يسمون أصدقاء سوريا، طلبت الدول الغربية صراحة من ممولى المعارضة الإقليميين، دراسة هذا السيناريو وعدم السماح بتهديدات وجودية للنظام. ودفعت هذه المخاوف إلى محادثات داخل المعسكر المؤيد للمعارضة، وليس المعسكر المؤيد للنظام، عن إعادة تنشيط العملية السياسية. فعلى سبيل المثال سجل ممثلو المملكة العربية السعودية فى تلك الاجتماعات، أن الحل السياسى لا يمكن تحقيقه لأن روسيا غير مستعدة لممارسة أى ضغط على نظام الأسد. لذلك، فإن العديد من البلدان التى تقف إلى جانب المعارضة تتطلع إلى أى إشارة من روسيا، حتى لو كانت تلك المبادرات لم تقدم أى شىء جديد.

***

وأضاف حسن أنه غالبا ما يترجم التمنى فى جزء من المعسكر المؤيد للمعارضة إلى تذبذب وتحركات فاترة. فعلى سبيل المثال، أيد ذلك المعسكر الجهود المشتركة بين تركيا وقطر والمملكة العربية السعودية لدعم جيش الفتح فى شمال سوريا، تحالف المتمردين الذى حقق مكاسب مؤثرة ضد الجيش السورى فى إدلب منذ مارس. وبعد أن بدأ تحالف المتمردين التقدم نحو معاقل النظام فى وسط وغرب سوريا، بدأ أنصارهم يعيدون النظر ثانية حول هذه الخطوة.

كما توجد خلافات عميقة بين الولايات المتحدة وتركيا أيضا حول دور القوى الكردية فى شمال شرق سوريا ومحاربة الدولة الإسلامية فى العراق وسوريا. وانخرط عضوا الناتو فى حرب كلامية على ما يسمى «منطقة أمنية خالية من داعش» المفترض أنهما وافقا على إنشائها فى الشمال.

وعليه اختتم الكاتب المقال قائلا بأن نظام الأسد وداعميه الأجانب يدركون جيدا خطوط الصدع الناشبة بين الفريق المؤيد للمعارضة. وتعتبر وسيلتهم الوحيدة لتحسين وضعهم التفاوضى هى الاعتماد على مرور الوقت. وهم يأملون أن يصبح المتردون فى نهاية المطاف، منقسمين للغاية ومنهكين يساندهم، وأن يلجأ داعموهم إلى النظام لمساعدتهم فى القتال ضد الجماعات المتطرفة.

التعليقات