تبييض العامود - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 8:36 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تبييض العامود

نشر فى : الأربعاء 5 أكتوبر 2011 - 9:40 ص | آخر تحديث : الأربعاء 5 أكتوبر 2011 - 9:40 ص

هى خطوة أقدم عليها البعض من كتاب الأعمدة ومقالات الرأى اعتراضا على عودة السلطات فى مصر لمصادرة الصحف مجددا. لم يعد بخافٍ على أحد أننا على مسار «للخلف در» فيما خص الحريات الإعلامية وأن التضييق على كتاب ونشطاء وإعلاميين بعينهم يتزايد بصورة يومية. وفى المقابل، يستدير الإعلام الرسمى دورة كاملة ليعود للتأييد المطلق لأصحاب السلطة كما كان قبل نجاح الثورة وبعد مغامرة قصيرة للعمر حاول بها الانتصار للثورة ولم يقنع أحد.

 

لا اعتراض لدى على منع النشر فى محاكمة مبارك وأعوانه، وبالقطع يمكن منع النشر حول قضايا تتعلق بالأمن القومى وأسرار الدولة. إلا أن مثل هذه الأمور ينبغى أن تبلغ بها وسائل الإعلام من قبل السلطة القضائية (القضاة أو النائب العام) ولا يمكن تركها لقرار تعسفى أو لمقص الرقيب الذى اعتاد لعقود طويلة أن يمنع ويحذف.

 

مصر ليست للخلف در فى مجال الحريات الإعلامية وحسب، بل فى مجال الحريات السياسية أيضا ما لم يتم إنهاء حالة الطوارئ وإغلاق ملف إحالة المدنيين للقضاء العسكرى.

 

مصر ليست للخلف در فى مجال الحريات وحسب، بل فى ادارة المرحلة الانتقالية والتحول الديمقراطى وهما باتا يتهددهما جدول زمنى مطاط وشبح غياب السلطات المدنية المنتخبة لفترة طويلة ومجلس عسكرى وأوضاع اقتصادية واجتماعية كارثية تنذر بعواقب وخيمة.

 

مصر ليست للخلف در فى المرحلة الانتقالية وحسب، بل فى تهاوى علاقة الثقة بين المواطنات والمواطنين من جهة والفاعلين السياسيين من جهة أخرى.

 

المجلس العسكرى تحاصره التخوفات الشعبية من احتمالية استمراره فى الحكم ومجلس الوزراء يقيم كهيئة غير فعالة ولا شرعية لها والأحزاب فى مصالحها الصغيرة وحساباتها الضيقة والمواطن بات. يشك بهم جميعا.

 

للخلف در فى الحريات والانتقال للديمقراطية وثقة المواطن فيمن يدير الأمر، سلطة وأحزاب سياسية. أكرر لسنا هكذا على الطريق الصحيح

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات