تحية واجبة وانتقاد لازم - أشرف البربرى - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 4:59 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تحية واجبة وانتقاد لازم

نشر فى : الأربعاء 5 أكتوبر 2016 - 10:30 م | آخر تحديث : الأربعاء 5 أكتوبر 2016 - 10:30 م
لا يملك أى منصف إلا أن يتوجه بالتحية والتقدير لكل من ساهم فى الإنجاز المصرى الأهم خلال السنوات الثلاث الأخيرة وهو علاج أكثر من 835 ألف مصاب بفيروس سى وفقا لما قاله الدكتور أحمد عماد وزير الصحة قبل يومين.

ورغم أن علاج أكثر من 835 ألف مريض من هذا المرض خلال شهور قليلة، هو إنجاز عظيم فى حد ذاته، فإن الإنجاز الأعظم هو نجاح القائمين على هذا المشروع فى تحويل الذى كان قد أصبح شبحا يخيف كل المصريين، إلى مجرد مرض عادى يمكن علاجه والشفاء منه بتكلفة محتملة وهو ما أنقذ ملايين الأسر المصرية من اليأس وفقدان الأمل لمجرد اكتشاف إصابة أحد أبنائها بهذا المرض.

فعلى مدى نحو 3 سنوات شهدت مصر منظومة نجاح متكاملة بدأت بالتفاوض مع الشركات المنتجة للأدوية الجديدة لهذا المرض من أجل ضمان الحصول عليها بأقل الأسعار بما يتيح توفيرها لأكبر عدد من المرضى، ثم تنظيم عملية تسجيل المرضى الراغبين فى تلقى العلاج وتصنيفهم وبدء توزيع العلاج وصولا إلى شفاء مئات الآلاف منهم وفتح باب كبير للأمل أمام ملايين المرضى الآخرين.

المشكلة أن النجاح أصبح هو الاستثناء، رغم ضجيج البروباجندا والإعلام الدعائى الذى يسوق إنجازات وهمية ونجاحات مفتعلة إلى الدرجة التى تغطى على النجاحات الحقيقية.

فمقابل هذا النجاح الكبير الذى يستحق كل التحية، لا يملك أى منصف إلا توجيه أقسى عبارات الانتقاد إلى المسئولين عن إدارة ملف العلاقات المصرية الروسية على كل المستويات. فهؤلاء الذين صدعوا رءوسنا بالحديث عن «الكيمياء الخاصة» التى تجمع بين زعيمى البلدين فشلوا فى إقناع «الحليف الروسى» بمعاملة «مصر الصديقة»، معاملة تركيا التى أسقطت مقاتلة روسية عامدة متعمدة. فمازال الحظر الروسى على السفر إلى مصر قائما منذ سقوط طائرة الركاب فوق سيناء، ولم يتردد الحليف الروسى فى فرض حظر على الصادرات الزراعية المصرية لمجرد أن القاهرة أرادت أن تحمى شعبها من تناول خبز مصنوع من قمح مصاب بفطر الأرجوت، والحليف الروسى يسعى لفرض شروط مالية يقول مراقبون إنها مجحفة فى صفقة بناء محطة الضبعة النووية، بعد أن اختار المسئولون المصريون منحها للروس بالأمر المباشر.

ومقابل التحية الواجبة لنجاح وزارة الكهرباء فى تعظيم الطاقة الانتاجية للقطاع بصورة أنهت ظاهرة انقطاع التيار، فإن الانتقاد واجب لعبث خطة استخدام العدادات مسبقة الدفع، فلم تميز الوزارة بين تركيب العداد لأول مرة حيث يمكن أن يكون العداد مسبق الدفع أمرا واجبا، وبين العدادات الرقمية التى لم يمر على تركيبها سنة واحدة حيث تفرض الوزارة تغييرها لمجرد تغيير مالك أو مستأجر الوحدة السكنية وهو ما يكبد الدولة والمواطنين مبالغ هائلة نتيجة تكهين هذه العدادات الحديثة التى تعمل بكفاءة. ويجب على الوزارة إعادة النظر فى هذا القرار بحيث يتم تركيب العدادات مسبقة الدفع فى حالة التعاقدات الجديدة أو استبدال العدادات المعطلة والقديمة فقط.

وعندما نعلم أن وزارة التعليم تهدر كل عام نحو مليار جنيه على طباعة الكتب المدرسية التى لا يستخدمها التلاميذ فى أى مرحلة، اعتمادا على الكتب الخارجية، تصبح أقسى عبارات الانتقاد للقائمين على أمر هذه الوزارة أمرا واجبا.

وما بين النجاحات القليلة الملموسة والإنجازات الوهمية العديدة والإخفاقات الكثيرة التى تحيط بنا تبقى الحقيقة الأهم وهى أننا مازلنا قادرين على النجاح والإنجاز إذا ما حسنت النوايا من ناحية وتقديم أهل الكفاءة على أهل الثقة فى كل موقع.
التعليقات