المادة التاسعة وأسباب أخرى لرفض مسودة مبادئ الدستور(2) - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 10:38 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المادة التاسعة وأسباب أخرى لرفض مسودة مبادئ الدستور(2)

نشر فى : السبت 5 نوفمبر 2011 - 8:45 ص | آخر تحديث : السبت 5 نوفمبر 2011 - 8:50 ص

غياب التوافق، وقد سعت لجنة الدكتور السلمى الاستشارية لبنائه إلا أن اختلاف مواقف القوى السياسية والوطنية حال دون ذلك وهو أمر ينبغى أن يقبل فى الممارسة الديمقراطية، عنى (وكما عبرت عن التخوف هذا بعمود الأمس) دفع حياتنا السياسية نحو لحظة استقطاب جديدة بين من مع ومن ضد وأضاع فرص النقاش الجاد للمبادئ الهامة التى تحويها المسودة بخلاف المادة التاسعة. غياب التوافق عنى تحول مؤتمر الأوبرا إلى ساحة للهجوم على أحزاب وتيارات ترفض المسودة والطرح المرتبط بها وهذا حقها. غياب التوافق عنى أن الهدف الأسمى من مبادئ استرشادية ومن معايير لاختيار الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، وهو تمكين الجمعية من العمل بسرعة وفى ظل توافق وطنى واسع، أطيح به قبل أن يبدأ النقاش وفى توقيت خطير جوهره استقطابات ما قبل الانتخابات.

 

أما مطالبة بعض الأحزاب والسياسيين بإصدار المسودة فى إعلان دستورى دون استفتاء للمصريات والمصريين فيها، وكما كتبت فى هذا العمود منذ أسابيع، بالفعل تحايل على إرادة المواطن ومصادرة مسبقة لها شأنها فى ذلك شأن جعل القوات المسلحة الرقيب على التزام الدستور الجديد بمبادئ مسودة لم يستفت عليها المواطن.

 

مؤسسة عسكرية قد تصبح دستوريا داخل الدولة وتوافق وطنى غائب وتحايل على إرادة المواطنين هى أسباب رفضى للمسودة، التى كنت أتمنى أن ترى النور كوثيقة استرشادية وسياسية لقوى وطنية توافقت عليها وتطرحها على المواطن كبرنامج عام لوضع الدستور قبل الانتخابات البرلمانية ودون حاجة لإعلان دستورى. ويا لبؤس من يدافع عنها باسم دولة مدنية مبادئها من كل هذا العبث براء.

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات