هزيمة جماعة ونصر الجميع - أشرف البربرى - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 3:40 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هزيمة جماعة ونصر الجميع

نشر فى : الخميس 5 ديسمبر 2013 - 7:00 ص | آخر تحديث : الخميس 5 ديسمبر 2013 - 7:00 ص

كل المؤشرات تقول إن قيادة جماعة «الإخوان المسلمين» لا تدرك حقيقة أن الوقت الذى راهنت عليه بات أخطر أعدائها الآن بعد أن خسرت الرهان عليه. فبعد أيام قليلة سيكون لدى مصر دستور جديد تم الاستفتاء عليه وربما بنسبة إقبال من الناخبين تفوق الإقبال الباهت فى الاستفتاء الباهت على دستورهم المعطل. وبعد أيام ستحل امتحانات نصف العام لينشغل فيها طلاب الجامعات قبل عودتهم إلى ديارهم فى أجازة نصف العام لتفقد الجماعة ورقة الاحتجاجات الطلابية. وبمرور الوقت تتعافى السياحة ويتزايد اقتناع العالم بالتغيير الذى شهدته مصر فى 30 يونيو.

إذن ما الحل بالنسبة للجماعة؟ مازالت الجماعة تمتلك الورقة الرابحة بالنسبة لها وبالنسبة لمصر كلها وهى ورقة الاعتراف بالهزيمة والاستعداد لجولة جديدة من الصراع السياسى الذى لن يتوقف فى جميع الأحوال.

إن اعتراف الإخوان بهزيمتهم فى الجولة الحالية هو انتصار لمصر كلها بما فيها الجماعة. ليس هذا فحسب بل إنها قد تصبح الرابح الأكبر من هذه الخطوة التى لها سوابق عديدة فى تاريخ الإنسانية. فإمبراطور اليابان هيروهيتو عندما وقع وثيقة استسلام بلاده فى نهاية الحرب العالمية الثانية دون قيد ولا شرط كان يضع أساس عودة الإمبراطورية اليابانية بأعظم مما كانت عليه. والألمان عندما استسلموا لتقسيم بلادهم بين المنتصرين فى الحرب نفسها كانوا يؤسسون لعودة بلادهم كأكبر قوة اقتصادية وربما سياسية فى أوروبا. بل إن رئيس الوزراء الإسلامى التركى نجم الدين أربكان عندما استسلم لمؤامرة القضاء والجيش على حكومته والإطاحة بها فى يونيو 1997 بعد نحو عام على تشكيلها كان يؤسس لعودة أقوى للتيار الإسلامى إلى الحكم فى تركيا مع رجب طيب أردوغان عام 2002 بعد أن استوعب دروس تجربة أربكان.

فالواضح لكل ذى إدراك، أن الإخوان خسروا الجولة الحالية من الصراع واستمرار الجولة لن يؤدى إلا إلى مزيد من الخسائر للجماعة وللجميع وإن كانت خسائر الجماعة أكبر لأنها تواجه الآن دولة متماسكة الأركان ومحيطا اجتماعيا بات معاديا لها. فالجماعة فقدت لأول مرة فى تاريخها ظهيرا شعبيا كان يمدها بالتعاطف والدعم فى مواجهة أنظمة الحكم المتعاقبة. وعندما تفقد أى جماعة ظهيرها الشعبى يصبح استمرارها فى المواجهة نوعا من الحماقة غير المبررة.

وإذا كان الوقت هو العدو الأول لجماعة الإخوان، فإن حماقة القيادة وقصور رؤيتها هو العدو الثانى. فتطورات الأزمة منذ نجاح ثورة 25 يناير 2011 تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الإخوان لديهم من رصيد لا ينفد من الحماقة بعد أن فقدت الحد الأدنى من الرشد والقدرة على السيطرة على نهم السلطة فوضعت نفسها ومعها الشعب المصرى كله فى أزمة هى الأخطر منذ عقود عديدة.

كل خيارات الجماعة منذ 25 يناير وقراراتها تقول إن قياداتها لا تستحق هذه الفرصة التاريخية التى اتاحتها لها تضحيات آلاف المصريين فى ثورة 25 يناير. فقد تنكرت لكل وعودها وفشلت فى السيطرة على نفسها فى مواجهة إغراءات النجاحات والانتصارات الزائفة فى معارك سياسية وانتخابية خلت من وجود منافسين حقيقيين. وعندما جاءت لحظة الحقيقة التى تحتاج إلى القيادة الرشيدة مع نزول الملايين إلى الشوارع فى 30 يونيو للمطالبة برحيل الإخوان، انحازت هذه القيادة إلى «الخيار شمشمون» لتهدم المعبدعلى رأس الجميع.

التعليقات