على أى أساس ألغينا جمارك الدواجن المستوردة؟! - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 5:32 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

على أى أساس ألغينا جمارك الدواجن المستوردة؟!

نشر فى : الإثنين 5 ديسمبر 2016 - 9:50 م | آخر تحديث : الإثنين 5 ديسمبر 2016 - 9:50 م
هل درست الحكومة قرارها قبل نحو أسبوع بإعفاء الدواجن المستوردة من الجمارك؟!

المؤكد أنها لم تفعل، والسبب ببساطة أنها وبعد اجتماع مطول مساء السبت الماضى قالت نصا: «إنها كلفت مجموعة عمل لرفع التوصيات المناسبة فى ضوء ما تم من اجتماعات خلال الأيام الماضية، والتى تضمنت الاجتماع مع اتحاد منتجى الدواجن وكذلك رئيس اتحاد الصناعات بهدف اتخاذ القرار المناسب فى القريب العاجل، وفور الانتهاء من تقدير الموقف».

ذلك ما قالته الحكومة، والطبيعى أن نسأل ألم يكن الأصح والأسلم والأفضل للحكومة أن تشكل هذه اللجنة لتقدير موقف من جميع الجهات ذات الصلة قبل ان تتخذ القرار بإلغاء الجمارك على الدواجن المستوردة، وليس بعده؟!

والسؤال الطبيعى والبديهى: كيف يمكن اتخاذ قرار خطير يؤثر على سلعة استراتيجية يعمل بها أكثر من ٣ ملايين عامل باستثمارات تصل إلى ٦٠ مليار جنيه، بهذه الخفة والسرعة، من دون تقدير كامل للموقف؟!

لست خبيرا فى الدواجن وصناعتها، وبالتالى لا استطيع ان اؤيد القرار أو اعارضه الا بعد الدراسة والفهم، لكن املك فقط بعض التساؤلات.

اقتصاديا يمكن أن يتم اتخاذ قرار بزيادة الجمارك أو تخفيضها أو إلغائها على أى سلعة طبقا لظروف السوق. الجمارك آلية فى يد أى حكومة تستخدمها طبقا لعوامل مختلفة، مثلها مثل سعر الفائدة فى البنوك يتم خفضه اذا اردنا التوسع فى الاستثمار والتخلص من السيولة والودائع والعكس صحيح.

لكن السؤال الموضوعى مرة اخرى هو هو: كيف تم اتخاذ هذا قرار إلغاء الجمارك على الفراخ المستوردة، وما هى المعلومات والبيانات والعوامل المختلفة التى اتخذ بناء عليها مجلس الوزراء القرار؟!.

لو أن هناك أى دراسة جدية وشاملة للموضوع وليست متسرعة قبل اتخاذ القرار، ما كنا قد وصلنا إلى هذه النقطة، وما كانت الحكومة مضطرة أن تجد نفسها محشورة فى هذا الركن الضيق، ومتهمة بالعديد من الاتهامات منها انها قامت بتربيح بعض رجال الاعمال، رغم انها اتهامات قد لا تكون مستندة إلى وقائع حقيقية راسخة، إضافة إلى تساؤل لماذا تم تطبيق القرار بأثر رجعى ومن الذى استفاد من هذا الاستثناء؟!.

لا تدرك الحكومة انها خسرت كثيرا فى هذه القضية امام الرأى العام، وغالبية الناس لديهم احساس انها باعتهم لحفنة من المستوردين!! بغض النظر هل هى بريئة أم فعلت ذلك؟

مرة أخرى قد يتم حل القضية غدا أو بعد غد أو فى أى وقت، والطريقة التى تم بها صياغة بيان مجلس الوزراء السبت الماضى، توحى بأن الحكومة اتخذت قرارا فعليا بإلغاء قرارها السابق بإلغاء الجمارك على الدواجن المجمدة، لكنها تريد بعض الوقت حفاظا على ماء وجهها.

ما يشغلنى اليوم ويقلقنى هى الطريقة التى تم على أساسها اتخاذ قرار إلغاء الجمارك، وهى نفس الطريقة الكارثية التى تكررت فى مواقف أخرى كثيرة قبل ذلك، وكان اشهرها قرار حظر استيراد القمح المصاب بفطر الأرجوت، ثم العدول عنه بعدها بأيام قليلة وبطريقة مهينة، بعد ان اوقفت روسيا ودول اخرى واردارتها من الخضروات والفواكه المصرية.

من الواضح أن قرارات استراتيجية مهمة يتم اتخاذها بخفة ملحوظة ومن دون أدنى دراسة حقيقية تتعامل مع كل الظروف والمستجدات المحيطة بكل قضية.

وإذا استمرت هذه الطريقة فى التفكير واتخاذ قرارات حساسة، فلن تكون الحكومة فى حاجة لأعداء يحاربونها، فهى التى تتآمر فعليا على نفسها!
عماد الدين حسين  كاتب صحفي