غامبيا ودرس إفريقى آخر فى الديمقراطية! - صحافة عربية - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 5:33 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

غامبيا ودرس إفريقى آخر فى الديمقراطية!

نشر فى : الإثنين 5 ديسمبر 2016 - 9:45 م | آخر تحديث : الإثنين 5 ديسمبر 2016 - 9:45 م
بعد بوركينا فاسو، التى أعطتنا منذ سنتين درسا فى الديمقراطية وفى وعى شعبها، عندما أجبر هذا الشعب الرئيس السابق بليز كامباورى، على التنحى وفتح الطريق أمام الشعب لاختيار رئيسه وحكومته، ها هى غامبيا تعطينا مثالا جميلا آخر، بعد انتخابات رئاسية أنهت فترة حكم رئيس استمر 22 سنة، وخرج من الحكم عبر الصناديق، معترفا بهزيمته بعيدا عن جو الانقلابات الدموية التى طبعت القارة ما بعد نهاية الفترة الاستعمارية.
فعندما تكون هناك شعوب منظمة واعية بمصيرها، تقف فى وجه الظلم والطغيان وفى وجه التزوير الانتخابى، يكون التحول الديمقراطى ممكنا، وهذا ما يجب أن يكون فى إفريقيا التى أنهكتها الانقلابات العسكرية المطبوخة فى باريس وعواصم أخرى. فمشكلات القارة كبيرة وخطيرة من بطالة وفقر ومرض وسوء تعليم وحروب وإرهاب، دفعت بالآلاف من أبناء القارة السمراء إلى الهجرة غير الشرعية وقوارب الموت، بحثا عن فرص للعيش، كثيرا ما تنتهى إلى الموت أو إلى المطاردة مثلما يحدث هذه الأيام فى الجزائر، حيث تلاحق السلطات المهاجرين غير الشرعيين الأفارقة لإعادتهم من حيث أتوا، وتغلق بذلك أمامهم باب الأمل.

ويبدو أن شعوب إفريقيا السمراء فهمت أحسن منا مخاطر المرحلة، وها هى تحاول التحكم فى مصيرها بالطرق السلمية، عكس ما يحدث هذه الأيام فى ليبيا التى كان زعيمها القذافى، يزعم أنه ملك ملوكها، محاولا تحريرها من أزماتها للنهوض بها، لتكون فضاء اقتصاديا مستقلا عن أوروبا والغرب، لكن لسوء حظه وحظ ليبيا، أراد له الناتو والمشروع الأمريكى فى المنطقة نهاية مأساوية وضاعت ليبيا نفسها، وها هى تغرق اليوم فى الحروب والفوضى والمجازر. ففى الوقت الذى كان الشعب الغامبى يختار رئيسه بكل وعى عبر الصناديق، كانت العاصمة الليبية طرابلس مسرحا لمعارك دامية أجبرت الليبيين يومى الخميس والجمعة على البقاء فى بيوتهم، والأمم المتحدة على توجيه نداء للأطراف المتصارعة للتهدئة.

فالأمل يأتى إذا من إفريقيا، وعلينا أن نلتفت بأنظارنا إلى هذا الاتجاه، بعد أن أدخلتنا الصراعات فى المنطقة العربية فى نفق مظلم، وأصبحت الديمقراطية فى التجارب العربية مرادفا للفساد والفوضى والحروب الطائفية.
ليس كل شىء أسود فى إفريقيا، فهناك بارقة أمل أن تكون القارة مرجعية ومثالا للديمقراطية!


الفجر ــ الجزائرية
حدة حزام
التعليقات