كتيبة التحرير - محمد موسى - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 11:07 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كتيبة التحرير

نشر فى : الأربعاء 6 يوليه 2011 - 8:47 ص | آخر تحديث : الأربعاء 6 يوليه 2011 - 8:47 ص

 كان يجلس فى مكتبه مثل طفل ضخم يبتسم فى براءة وهو يلهو بالمتفجرات، بينما يصرخ الجميع من حوله: حاسب.

كان ذلك فى عيد ميلاد الإصدار الثانى من جريدة الدستور، وكان إبراهيم عيسى، أكثر صحفيى الجيل موهبة ومثابرة على الابتكار، قد عاد ليصبح مركز المعارضة الصحفية الحقيقية الوحيدة. رفع مع كتيبة مقاتليه سقف النقد ليصل، وللمرة الأولى، إلى شخص الزعيم المخلوع. وكان معه على نفس الموجة بلال فضل وعمرو سليم، وجيل من الموهوبين الجدد، منهم شاعر عامية رهيب، «كأنه واحد منا»، اسمه على سلامة.

اليوم يعود الطفل المشاغب ليتقدم كتيبة «التحرير»، الجريدة التى أحببتها من أول نظرة، لأنها عصرية، ورشيقة الإيقاع، وحسناء أيضا.

«التحرير» تطبق علوم المهنة، فهناك تبويب واضح تتعود عليه بعد عدد أو اثنين، وهناك توظيف إخراجى بديع لكل سنتيمتر من الصفحة، وباقة من ألوان الباستيل الهادئة، بلا مثيل فى صحفنا اليومية الصارخة بالأحمرات والموف.

«التحرير» تنفرد عن كل الصحف بوجود الماكيت، أى أنها ليست مساحات مفتوحة يتم تسويدها بواسطة صحفى يحمل أوراقا تحت إبطه، ومخرج يطلب منه «موضوع 200 كلمة، ثم موضوع يكون فيه صورة وزير ولا حاجة، ويا ريت هنا صورة ممثلة نقصّها ديكوبيه تعمل شغل جامد»، كما يتم تعبئة صحف مصر كل يوم.

«التحرير» تواصل مع إبراهيم مغامراته الشبابية، بتقديم ما يهم الشباب ويثير فضوله، والدليل على ذلك صفحات مدهشة بالرسوم والقصص المصورة، ومقاطع تويتر وفيسبوك، وأبواب قصيرة فى نهايات الصفحة، وإيقاع لاهث سريع مقتضب، دون أن تفتقد التحليل والتعليق والموقف.

عيسى «الشبابى» أول من خصص صفحات لألعاب الفيديو والمسلسلات الأجنبية والمصارعة الحرة والتنمية البشرية وحاجات غريبة أخرى، لا ترد على قلب صحفى تقليدى. وهو القادر على تضفير عدة أبواب بلا رابط بينها سوى أنها صفحة «كل حاجة»، التى سجلت مفاجأة مهنية لم ينتبه لها أحد.

الآن يعود إبراهيم بكتيبة جديدة جريئة وجميلة، كفاية إن فيهم نجلاء بدير، ليقدم تصورا مستقبليا لصحيفة يومية، شابة ومعجبانية، وجادة فى الوقت نفسه، وهى مهمة صعبة تستفز طاقات إبراهيم وإبداعه.

أسجل هنا حكاية ربما لا يتذكرها عيسى.

كنا فى بداية مشوارنا الصحفى، عندما تشجع إبراهيم المولع بالمشاغبة، وكتب مقالا نقديا عن الشيخ الراحل متولى الشعراوى. أثار المقال الإعجاب بسبب اقترابه من «نقد» الشيخ لأول مرة فى التاريخ، لكن إبراهيم أسر لمن حوله بعد النشر أنه نادم لأنه «اقترب دون أن يصوب».

لم يعد لدى عيسى عذر فى ألا يصوب، فقد تعددت تجاربه الصحفية، واشتعل الرأس خبرة وقوة، وأصبحت مهمة إبراهيم الصحفية والسياسية، بعد الثورة، أغلى وأهم.

محمد موسى  صحفي مصري