واسلمى فى كل حين - نجاد البرعي - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 2:15 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

واسلمى فى كل حين

نشر فى : الإثنين 6 يوليه 2015 - 10:40 ص | آخر تحديث : الإثنين 6 يوليه 2015 - 10:40 ص

خرج الشيخ محمد عبادة قويدر، أحد سكان الشيخ زويد، إلى العمل بعد تناوله سحور الأربعاء وصلاته الفجر، قاصدا مزرعته، حيث أشجار الزيتون وبعض الموالح الأخرى، وفى نحو الثامنة صباحا اتصل به أحد جيرانه، وأخبره بأن مسلحين تكفيريين يعتلون سطح منزله ويطلقون النار على قوات الجيش، فأسرع إلى المنزل تاركا أرضه رغم خطورة الموقف، ونظرا لأنه لا يمتلك سلاحا ناريا، استل سيفا كان فى منزله واصطحب ابنه 16 عاما، طالب بالثانوية العامة، وصعدا إلى السطح، وبدأت مناوشة بينه وبين مسلحين اثنين، كانا يطلقان النار فى محاولة لوقف ما يقومان به وإنزالهما، لكنهما لم يستجيبا له وهدداه بالقتل. قال أحد جيران قويدر: «الشهيد انفعل عليهما وكان قوى البنيان ــ رحمه الله ــ ودفع أحدهما بقوة فسقط، فقام المسلح الآخر بإلقاء قنبلة يدوية على قويدر، ليتحول جسده فى لحظات إلى أشلاء، ويفقد نجله أطرافه حيث يرقد حاليا فى صراع بين الحياة والموت بمستشفى العريش العسكرى». لن توفى تلك المساحة أبطال معركة الشيخ زويد من المدنيين، والعسكريين حقهم. أفراد الشرطة الذين قاتلوا بشجاعة ورفضوا أن يسلموا «قسم الشيخ زويد» رغم حصاره ورغم مساومتهم على أن يخرجوا أحياء مقابل تركهم السجناء يفلتون. أفراد كمائن الجيش فى «السدره» وأبورفاعى»، الذين قاتلوا بشجاعة ولم يتحولوا عن مواقعهم وصمدوا فيها. الشهيد الشيخ محمد عبادة قويدر ونجله المصاب وغيرهما من المدنيين، الذين أمدوا القوات المسلحة بالمعلومات أو قاتلوا معها دفاعا عن مصر الموحدة. تصور الإرهابيون أن نجاحهم فى «الموصل» يمكن أن يتكرر. هرب جنود الجيش هناك تاركين أسلحتهم سليمة، ولم يطلقوا طلقة واحدة. كان الإرهاب يريد الحصول على قطعة أرض يعلن عليها ومنها دولته التى اتخذ لها شعار «قائمة وتتمدد». فشل فيما خطط له، انسحقت عناصره، أثبت الجيش والشعب أنه «إيد واحدة» فى الأوقات الصعبة والحاسمة، أثبت الجيش أنه قادر على خوض «حرب العصابات» بالكفاءة نفسها التى يخوض بها «الحروب النظامية». اليوم يجب أن نبنى على هذا الانتصار. يجب العمل على تقوية العلاقة بين الدولة والقبائل فى سيناء. تقدمت «داعش» فى العراق وسوريا مستغلة ضعف العلاقة بين الدولة وبين القبائل أو توترها. كلما وجدت القبائل هنا أن الدولة أقوى وأكثر اتصالاً بها وحرصا على مصالحها انهارت أحلام «داعش». يجب أن تتوقف تلك الحملة الإعلامية الظالمة على أهلنا فى العريش وسيناء، قدموا أرواحهم للدفاع عنا، وعليهم أن يحصلوا على حقهم من التقدير والاحترام. يجب تقديم تعويضات سخية وفورية إلى المدنيين، الذين أضيروا من العمليات العسكرية، الناس لا تنتظر المال ولكنها تحتاجه. مصر لن تنكسر. لك يا مصْر السلامة.. وسلاما يا بلادى.. إنْ رمى الدهر سهامه.. أتقيها بفؤادى.. واسْلمى فى كل حين.

نجاد البرعى
negad2@msn.com

التعليقات