الحديبية مقدمة الفتح - جمال قطب - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 10:35 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الحديبية مقدمة الفتح

نشر فى : السبت 6 أغسطس 2011 - 11:00 ص | آخر تحديث : السبت 6 أغسطس 2011 - 11:00 ص
قرر رسول الله (ص) أداء العمرة فى ذى القعدة عام 6هـ فخرج من المدينة فى 1500 من أصحابه فى ثيابهم ولما بلغوا ميقات «ذى الجحفة» المسمى «ابيار على» وضع القلائد فى رقاب الهدى وأشعروه (جعلوا علامة فى أذن البدن) ثم أحرم للعمرة، وفعل جميع من معه مثلما فعل. ثم بعث «عينا» يستطلع له أخبار قريش، فرجع المستطلع يقول: «رأيت كعب ابن لؤى قد جمع لك الجموع وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت ومانعوك»، وهنا شاور الرسول ص أصحابه هل يتجه لحرب هؤلاء أم يستمر فى طريقه للعمرة، فكانت المشورة على لسان أبوبكر: «الله ورسوله أعلم، إنما جئنا معتمرين لا لقتال أحد، ولكن من حال بيننا وبين البيت قاتلناه، فأمر النبى «ص» بالاستمرار فى طريق العمرة، وبعد مسافة أعلن النبى ص أن خالد بن الوليد بالقرب من المسلمين، وعرفهم خالد فأسرع ينذر قريش، فلما وصل الرسول ص إلى مدخل مكة «الثنية» بركت الراحلة، فظن الناس أنها «حرنت» أو امتنعت، فقال رسول الله «ص» «ما حرنت وما خلأت» ولكن حبسها حابس الفيل ثم قال «ص»: والذى نفسى بيده لا تسألنى قريش خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أجبتهم وأعطيتهم، ثم غير رسول الله «ص» وجهته ناحية الحديبية «ابتعادا عن مكة» مدركا إشارة الوحى فى امتناع الدابة، ثم انتدب رسول الله «ص» عثمان بن عفان ليذهب سفيرا إلى قريش يخبرها بأن الحضور للعمرة لا للإقامة ولا للقتال، وحدد له موعد 3 أيام لا يتجاوزها، وإلا سيعلم أن قريشا آذته وسينتقم له.

ودخل عثمان بن عفان مكة محرما وأبلغ قريشا رسالة النبى فأعرضوا.. وحاولوا إغراء عثمان أن يطوف بالبيت، لكن عثمان يقول: ما كان لعثمان أن يطوف بالبيت ورسول الله ممنوع منه وحان موعد عثمان ولم يحضر وسربت أخبار تزعم مقتل عثمان، فدعا رسول الله «ص» المسلمين إلى البيعة على القتال انتقاما لعثمان فبايعه جميع الناس ثم وضع رسول الله «ص» يده اليمنى على اليسرى قائلا وهذه بيعة عثمان فقد ذهب سفيرا عنى.

ورجع عثمان عند نهاية الموعد ومعه «بديل بن ورقاء الخزاعى» فذكر تجهز القوم لقتال المسلمين فقال رسول الله «ص»: لم نجئ لقتال، بل جئنا معتمرين، وأن قريشا قد أنهكتهم الحرب، وأضرت بهم فإن شاءوا ماددتهم، ويخلو بينى وبين الناس، وإن شاءوا دخلوا الإسلام وإن أبوا إلا القتال فلا مخرج من قتالهم، فقال «بديل» سأخبر قريشا بما تقول، وذهب فأعلن ما معه، فقال عروة بن مسعود الثقفى: إن هذا (محمدا) قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها، ودعونى اذهب إليه، وجاء عروة يتكلم بين اللين والشدة.. ثم رجع عروة الثقفى إلى قريش يقول: والله لقد وفدت على الملوك كسرى وقيصر والنجاشى فما رأيت أحدا منهم يعظمه قومه، كما يعظم أصحاب محمد محمدا، فإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون النظر إليه تعظيما، وقد عرض عليكم خطة رشد فأقبلوها.

ثم جاء سهيل بن عمرو وعرض أن يكتبوا عهدا بين المسلمين وقريش فقبل رسول الله «ص» وجىء بالكاتب فقال النبى: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، فرفض سهيل، فقال له النبى اختر أنت ما يكتب.. فأدرك سهيل أنه لابد وأن يختار ما يقبله النبى حتى لا يرفضه كما رفض هو (الرحمن الرحيم) فاضطر سهيل أن يخلع الأصنام وان يقول للكاتب اكتب باسمك اللهم وكانت هذه أول وثيقة توقعها قريش تقر بالتوحيد.

(وهذا أول الفتح) وتوالت شروط قريش مجحفة، ورغم ذلك قبلها رسول الله ص فقد شرطوا: هدنة عشر سنين وان يرجع المسلمون دون دخول مكة إلا فى العام القادم، وإذا هاجر قرشى إلى المسلمين ردوه، وإذا رجع مسلم إلى قريش لا ترده، وإذا حضروا فى العام التالى يقيمون فى مكة 3 أيام وسيوفهم فى الغمد،ونظرا لقسوة الشروط وعدم معقوليتها فقد اعترض بعض القوم.
جمال قطب   رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف
التعليقات