حالة من الريبة والحذر - محمد موسى - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 11:44 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حالة من الريبة والحذر

نشر فى : الأربعاء 6 أكتوبر 2010 - 10:17 ص | آخر تحديث : الأربعاء 6 أكتوبر 2010 - 10:17 ص
التفت الرجل حوله أولا، ثم همس لى بصوت لا أكاد أسمعه: سيبك من التوكيل اللى عملته للحزب الوطنى، ومن كل الكلام اللى بتسمعه عن الالتزام الحزبى، أنا عامل حسابى أترشح مستقل لو الحزب ما اختارنيش.

الرجل من كبار رموز الوطنى فى الشارع والإعلام، لكن هذا لا يمنعه من التعامل مع «حزبه»، بكل الحذر والريبة، بداية من إغلاق المحمول ورفع البطارية، «ما حدش يعرف ممكن مين يسمعنا»، إلى الاستعداد بعدد من المحامين والمستشارين للتحايل على «توكيل الإذعان» كما يسميه، فى حالة استبعاده عن طريق المجمع الانتخابى.

وأمس بدأت المجمعات الانتخابية للوطنى فى كل محافظات مصر، والسباق محموم لدرجة أن متوسط المتنافسين على المقعد الواحد يزيد على سبعة أعضاء. لكن ما تخفيه دراما المجمعات الانتخابية أكثر مما يبدو على السطح، أو ينشر على الموقع الرسمى للحزب الوحيد فى مصر. ولو صح نصف ما يشكو منه أبناء الوطنى أنفسهم فإن مصر تفقد فرصة، ربما تكون الأخيرة، للتخلص من أسلوب الاتحاد الاشتراكى فى دولة تزعم أنها متعددة الأحزاب.

ارتدى الحزب الوطنى عباءة أمريكية اسمها المجمع الانتخابى، يتشكل من قيادات الحزب وبعض الشخصيات العامة، لاختيار المرشحين الأعلى شعبية. لكن ما يحدث فى الوطنى هو أن المرشح يدخل امتحان المجمع وكل أسلحته «التربيط مع أعضاء المجمع، وهم بالمئات، وعلاقته مع قيادات الحزب فى القاهرة»، على حد تعبير الرجل.

العباءة الأمريكية التى يتبناها الحزب الوطنى تتضمن الكثير من الجدية والعمل الجماهيرى والإعلامى، لكن ما تم نسخه فى الوطنى هو «تجريد المرشح من كل أسلحته القانونية والشخصية، مقابل الطاعة العمياء، ودى تنفع فى تنظيم زى الإخوان، مش فى الحزب الوطنى» على حد تعبير محمود المصرى، الأمين السابق للحزب الوطنى بدائرة تلا بالمنوفية، فى تصريحات لـ«الشروق».
المصرى كان يتحدث عن قرار منع التنظيميين من الترشح، ورد على الدين هلال، أمين الإعلام بالحزب قائلا إن نزول التنظيميين للانتخابات فى الماضى «أوجد حالة من الريبة بين الهيئة البرلمانية والقيادات الحزبية».

حالة الريبة موجودة بين كل مستويات الحزب، وبين الحزب الحاكم والمعارضة، وبين الحزب والشعب الذى يحكمه منذ قرون. وما يحدث حتى الآن يشير إلى أن الحزب أضاع فرصة الاستفادة من أمواج التغيير المتلاطمة التى ضربت الشارع السياسى فى مصر، وقرر مواصلة نهج الاتحاد الاشتراكى وفكره التاريخى القديم، حتى مع الإعلان عن «تفجر ثورة الفكر الجديد»، ووجوهه الجديدة.

 

محمد موسى  صحفي مصري