العدوان الروسى.. هل تتشابه النهايات؟ - نادر بكار - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 3:49 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

العدوان الروسى.. هل تتشابه النهايات؟

نشر فى : الثلاثاء 6 أكتوبر 2015 - 8:15 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 6 أكتوبر 2015 - 8:15 ص

(١)
اليوم ذكرى انتصارنا، ليس لأحد من البشر فيه نعمة تجزى، أما الله سبحانه فلولاه لتحول عزنا ذلا وفوزنا خسارة..لا فضل لاتحاد سوفييتى ولا لحلف غربى ولا لحافظ الأسد نفسه... اليوم ذكرى انتصار عزمنا وتخطيطنا وصبرنا ومثابرتنا، اليوم ذكرى حرب قررنا بمحض إرادتنا بدايتها وفرضنا نهايتها واستثمرنا نتائجها...العالم ما زال يتذكر لنا عبقرية الإنجاز ويبقى وحده إعلام يونيو ونخبة يونيو وعقلية يونيو ونفسية يونيو هى التى تأبى التذكر، بل تأبى مجرد الاعتراف.. ربما تشاركهم فى ذلك إسرائيل دون بقية العالم !

*********
(٢)
بلادنا من سوريا شرقا وحتى ليبيا غربا ومن العراق شمالا وحتى اليمن جنوبا أضحت ملعبا يتبارى عليه الأمريكيون وحلفاؤهم من ناحية والروس وحلفاؤهم من ناحية أخرى... وعلى عكس أى ملعب ٍآخر، يبدو حتى هذه اللحظة أن ملعبنا بالذات ليست له ثمة قوانين محددة يتحاكم إليها طرفا النزاع. الأخطر من ذلك أن تتحدد القوانين يوميا تقريبا بشكل تصاعدى اعتمادا على آلية الفعل ورد الفعل المضاد، أيضا دونما سقف واضح لحدود هذه الآلية وما يمكن أن تجرنا إليه .

**********
(٣)
الإعلام المصرى ومثله العربى ــ بل وحتى العالمى ــ تغافل ببجاحة لم يعد لوصفها معنى فارقا، تغافل عن تصريح الكنيسة الروسية الرسمية دعمها الكامل لما وصفته بحرب بوتين المقدسة فى سوريا، لم تكتف ِالمؤسسة الدينية بهذا بل شرعت تتحدث عما تمثله سوريا لموسكو من أهمية جيوبوليتيكية واستراتيجية قصوى بتفصيل دقيق يتشابه بشكل مدهش مع تنظير باباوات أوروبا للحروب الصليبية قبل مئات السنين من الآن !
لا حديث هنا عن خلط الدين بالسياسة، لا إشارة ولو من بعيد للطائفية البغيضة ولا لتغذية الاحتقان بين أتباع الديانات المختلفة، ليس ثم إلا صمت القبور...ومن قبل ذلك كل جرائم طهران ومخلبها اللبنانى الطائفى حزب الله بل بشار نفسه وطائفته، كل هذا ليس بطائفية ٍولا استغلال ٍللدين لحفظ سلطان دنيوى ولا انتهاك ٍلحقوق طائفة أخرى، فقط الويل كل الويل لمن رد عن نفسه الاعتداء، والعار بحذافيره يكلل من يصرخ على حقه ويدافع عن حرماته !

*********
(٤)
الكل يدعى وصلا بداعش...والأرض التى تفترشها داعش من شمال العراق إلى أطراف دمشق تكذب الوصل المزعوم هذا. «داعش» مكنت لإيران فى العراق أكثر وأكثر، داعش أتت بالروس ليحتلوا سوريا، داعش أباحت لتركيا التنكيل بالأكراد تعمية على مشاكلها الداخلية، داعش عززت قبضة حزب الله على لبنان، داعش ألصقت الإرهاب بكل من يتحدث عن إسلامه ويستدل بقرآنه...لله در «داعش» على كل ما قدمته ومازالت لكل هؤلاء من أوطاننا ودماء أهلنا وأعراض نسائنا !
الاحتلال الروسى لم يقصف لداعش معسكرا واحدا، بل تتحدث محطاته الفضائية مزهوة عن معسكرات معارضى بشار التى سويت بالأرض باعتبارها الهدف الرئيسى للعدوان الروسى .
الحديث عن تكرار سيناريو أفغانستان صار مكررا...حسنا لن أذكره هنا، لكن أشير فقط إلى أن القادة من نوعية بوتين يصلون فى الأغلب إلى مرحلة متقدمة من الزهو بالنفس لا يدركون معها إلى أنهم يكررون نفس الأخطاء بحذافيرها...يظن نفسه أذكى من كل من سبقه...فليكن، لا يبدو أن الأمر سيستغرق بضع السنوات التى استغرقها فى أفغانستان لطرد أسلافك..الأزمات الاقتصادية التى تغلى تحت السطح فى موسكو مع الجبهات التى تفتحها على نفسك فى كل حدب وصوب ربما تحمل لك ما هو أشد قسوة !