الاتحاد الخليجى.. التمنى والواقع - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 1:19 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الاتحاد الخليجى.. التمنى والواقع

نشر فى : الثلاثاء 6 ديسمبر 2016 - 10:05 م | آخر تحديث : الثلاثاء 6 ديسمبر 2016 - 10:05 م

المانشيت الرئيسى لجريدة الوطن البحرينية، صباح الاثنين، كان يقول: «تعويل عربى على القمة الخليجية». وفى العنوان الثانى الشارح للمانشيت كان الآتى: «أول زيارة لرئيسة وزارء بريطانيا إلى المنطقة من بوابة البحرين».


لكن فى صحيفة الوسط كان لافتا للنظر إلى أنها عنونت على التطورات الميدانية فى حلب، وفى صفحتها الأولى أيضا كانت هناك ثلاثة أخبار تتحدث عن المواجهة الشاملة من الحكومة ضد المعارضة، التى تقول الحكومة إنها مدعومة إيرانيا.

الخبر الأول كان عن تأجيل قضية الشيخ على سلمان الأمين العام لجمعية الوفاق المنحلة إلى ١٢ ديسمبر الحالى، فى جلسة لم تستغرق دقيقة واحدة. والخبر الثانى عن تأجيل قضية الشيخ عيسى أحمد قاسم فى القضية المعروفة باكتساب أموال وجمعها من غير ترخيص. وفى القضية الثالثة تأييد الإعدام والمؤبد وإسقاط الجنسية بقضية مقتل ضابط وشرطيين بالدية.


ما سبق هو الخلفية قبل يوم واحد مو افتتاح القمة الخليجية رقم ٣٧. العاصمة المنامة استعدت وتزينت لاستقبال قادة الخليج. الرهانات الشعبية والإعلامية على القمة فى عنان السماء، على سبيل المثال قرأت اكثر من مقال للرأى فى فى الصحف البحرينية الصادرة يوم الاثنين فقط تطالب قمة المنامة بسرعة إعلان الاتحاد الخليجى.


فى صحيفة الوطن فقط كانت هناك ثلاث مقالات منها ما كتبه موفق الخطاب بعنوان: «أوقدوا لنا شمعك الاتحاد لنطوف بها البلاد». وكتبت فاطمة عبدالله خليل تحت عنوان: «قمة الخليج الـ٣٧.. والقرار الصعب». وفى الصفحة المقابلة كتب سعد راشد تحت عنوان: «قمة الصخير.. قمة الشعوب الخليجية».


بالطبع أى عربى سوى يتمنى أن تنجح القمة الخليجية، التى يفترض أنها انطلقت فى الخامسة، عصر أمس، فى المنامة، وتختتم صباح اليوم الأربعاء. ويتمنى أيضا أن تقود القمة إلى تقوية بلدان الخليج الست لمواجهة الأخطار الراهنة، التى يقول مثيرون إنها غير مسبوقة.


لكن الأمنيات والتمنيات والآمال شىء. والواقع شىء آخر للأسف الشديد.


منطقة الخليج العربية تعيش فى موقف صعب جدا، هى تواجه الأنواء والعواصف والأعاصير والرياح من كل الاتجاهات. فجأة وبعد أن كان العالم يخطب ود المنطقة، صار يحملها أوزار الماضى القريب والبعيد. الحليف الأمريكى التقليدى وفى آخر أيام أوباما غدر بالسعودية، ويحاول أن يمتص كل ثرواتها عبر تشريع قانون جاستا لمحاسبتها على هجمات ١١ سبتمبر. والرئيس المقبل ترامب كان أكثر فجاجة حينما قال: إن حمايتنا للمنطقة يبغى أن تكون مدفوعة الأجر. أما روسيا فقد ألقت بمعظم أوراقها وثقلها مع الخصوم الكبار الحاليين لعرب الخليج أى إيران والعراق وسوريا. وهناك حرب مفتوحة فى اليمن تسعى فيها إيران إلى التهام هذا البلد العربى الكبير وتحويله إلى مجرد تابع للمرشد الأعلى فى مدينة قم، أو استنزاف وإنهاك السعودية والخليج ماليا وعسكريا. هناك أيضا تهديدات الإرهاب الداعشى وانخفاض أسعار النفط ما جعل معظم بلدان المنطقة الغنية تلجأ لإجراءات تقشف غير مسبوقة.


فى ظل كل ما سبق يكون السؤال هو: هل تسمح الظروف الداخلية والإقليمية والدولية بقيام الاتحاد الخليجى؟!


كنت أتمنى أن تكون الإجابة هى نعم، لكن كل المؤشرات والشواهد تقول للأسف إن ذلك أمر صعب جدا إلا اذا حدثت معجزة. وبالتالى يصبح السؤال المنطقى هو إذا كانت بلدان الخليج غير قادرة الآن على تنفيذ خطوة الاتحاد الكامل، أليس هناك حلول وسط أو خطوات محددة لمنع ومواجهة الأخطار، ما أوراق القوة والضغط فى يد عرب الخليج لوقف ما يراد لهذه المنطقة من مخططات شيطانية؟!

عماد الدين حسين  كاتب صحفي