الرقص مع «زابيفاكا» - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 4:20 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الرقص مع «زابيفاكا»

نشر فى : الأربعاء 7 فبراير 2018 - 10:20 م | آخر تحديث : الأربعاء 7 فبراير 2018 - 10:20 م

** كان حوار سريع خاطف مع إيهاب لهيطة مدير المنتخبات الوطنية، وأعرفه شابا مثقفا، يعمل بجد وفى صمت، وعند كلمة الصمت أتوقف، فهو قليل الحديث، وهذا جيد، إلا أنه من الضرورى أن ينظم اتحاد كرة القدم لإيهاب أو لمتحدث رسمى مؤتمرًا فى توقيت إسبوعى للحديث عن مستجدات الاستعداد لكأس العالم، فنحن ذاهبون إلى روسيا، إلى بطولة، تشبه المعارك الكبرى، إنها مثل معركة ستالينجراد، لكنها منقولة على الهواء مباشرة، وكأس العالم فى روسيا ليس معركة حربية قطعا، وإنما أحاول أن أضفى عليها أهمية أكبر، فكأس العالم بتعبير رياضى وأدق هى حفلة كبيرة، وسوف نضطر خلالها إلى الرقص مع الذئاب، وكنت أشرت من قبل إلى أن اللعب فى المونديال سيكون رقصة مع «زابيفاكا» (تميمة روسيا)، وهو ذئب روسى يكتسى باللونين البنى والأبيض، وللعلم هل جرب أحدكم الرقص مع ذئب؟ الرقص مع الذئاب ليس نزهة؟!

** الفكرة هى أن العالم الآخر يفعل ذلك، يقدم عرضا مختصرا للمستجدات، وأنه يجب أن يكون مؤتمرا صحفيا جادا وحقيقيا ومنظما، يحضره من يرغب فى الإنصات لكل ما هو جديد عن المنتخب، وليس لطرح أسئلة من نوع: لماذا لم يضم كوبر وليد سليمان؟ ولماذا استبعد باسم مرسى؟ ومن يحرس المرمى فى روسيا؟

** بالمناسبة، كنت عبرت عن سعادتى بطلب طرحه كوبر على اتحاد الكرة قبل أشهر بأن تلعب مباريات الدورى بكرة كاس العالم «تليستار 18»، ويبدو أن سفينة التى تحمل تلك الكرات قادمة من الصين عبر طريق الحرير وتعانى من الأشواك التى عطلتها، وقد كانت الفكرة أن المدير الفنى للمنتخب كان واقعيا فيما طلبه، فلماذا لم ينفذ أم نفذ ونحن لا ندرى، فنعتذر عن ذلك؟

** أكرر أن هذا ليس نقدا ولا هجوما على المنتخب أبدا، وأذكر أن صحافة العالم الآخر لا تسكت أبدا عن النقد، فقبل كأس العالم فى جنوب إفريقيا 2010 كتب الصحفى الإنجليزى سيمون بارينز مقالا قال فيه: «قد تفوز إنجلترا بكأس العالم.. لكن هذا إن حدث فسوف يعنى أن دافيد بيكهام سيحمل الكأس بطريق الخطأ».. والمعنى واضح هو لا يستحقه.. ولا يستحق أن يحمله.. وأضاف بارينز: «إن مطالبة منتخب إنجلترا بأداء مبارياته بأساليب ممتعة يعد مطلبا خياليا»!.

وقضية العلاقة بين النتائج وبين الكرة الممتعة كانت صيحة اللعبة فى سنوات مضت، باعتبار أن من يلعب كرة حلوة سيحقق نتائج حلوة، لكن العلاقة بين النتيجة والأداء الآن تبدو مثل حركة طرفى المقص، كلاهما يمضى فى اتجاه.. لكن هذا ليس صحيحا، ولا يجوز أن يكون صحيحا، فما زلت أرى أن الأصل فى كرة القدم هو اللعب للفوز، واللعب إلى الأمام، واللعب من أجل إمتاع المشاهدين. وأن هؤلاء الذين يعشقون كرة القدم ويتابعونها يأسفون حين يغيب الأداء حتى لو تحقق الفوز.. وتلك هى المكافأة التى ينتظرها الجمهور!.

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.