مجلس النواب فى سن الحكمة - محمد موسى - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 3:22 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مجلس النواب فى سن الحكمة

نشر فى : الثلاثاء 7 مارس 2017 - 11:15 م | آخر تحديث : الثلاثاء 7 مارس 2017 - 11:15 م
يواصل مجلس النواب الحالى انتصاراته على المعارضين والمنتقدين فى قاعات البرلمان أو خارجها. من النواب تم إسقاط عضوية توفيق عكاشة وأنور السادات، ويبدو إلهامى عجينة فى الطريق، وبتهمة واحدة هى إهانة المجلس. أما قائمة خصوم البرلمان فى الخارج فهى طويلة، بدأت من أبلة فاهيتا، ولن تنتهى بالبلاغات ضد الصحفيين.

إبراهيم عيسى الصحفى الموهوب والسياسى صاحب التقلبات، منح البرلمان فى صحيفة «المقال» جائزة أوسكار للرسوم المتحركة، استنادا إلى الانتقادات التى تنهال من جميع الجهات الأصلية والفرعية، تعليقا على أداء المجلس الذى يصدم نوابه أنفسهم فى بعض الأحيان. النائب أحمد طنطاوى، مثلا، يرى أن المجلس ينتصر لنفسه وليس للمواطنين الذين يعانون، وهيثم الحريرى يرى العيب فى أداء البرلمان وليس فيمن ينتقده.

لجأ إبراهيم عيسى للنكتة، وهى وسيلة الاتصال رقم واحد لدى المصريين. حتى بين الحبايب تأتى أحيانا فى صورة تحية، ورد المجلس التحية بأحسن منها، حين صرخ أحد النواب: الصحفى اللى مش بيحترم المجلس ياخد بالجزمة القديمة.

انتفاضة البرلمان طالت جريدة الأهرام، وهى «صحيفة إحنا اللى بنصرف عليها»، وانتهت ببلاغ ضد رئيس تحرير «المقال». والتحقيقات مستمرة، والاحتمالات مفتوحة على كل شىء، من الجزمة القديمة إلى العفو، بشرط تعهد من إبراهيم «بألا يتمادى فى توجيه الإساءات والتجريح والتشويه فى حق المجلس ونوابه مرة أخرى»، كما قال أحد النواب.

الإساءة للبرلمان تعبير فضفاض، وتهمة لا يعرفها قانون أو دستور، لذلك لجأ بلاغ البرلمان للصياغات العمومية، مثل أن «العدد يحتوى على تقليل وتحقير من شأن البرلمان لدى الشعب المصرى، ويصفه بعبارات منها أنه فيلم كارتون، وأنه من إخراج جهاز الأمن الوطنى». والتهمة الأخيرة سبق توثيقها فى تحقيق نادر على موقع مدى مصر، بعنوان «هكذا انتخب السيسى برلمانه»، ولم يغضب أحد ساعتها.

إبريل الماضى شهد ثورة البرلمان على أبلة فاهيتا. النواب اعتبروا أن الدمية «مؤامرة ليفقد الشعب ثقته فى نوابه، واستخدام خاطئ للحريات، لتشويه وهدم المؤسسات المنتخبة»، كما ورد وقتها فى بيان المجلس. وأصبحت الأبلة فخورة، لأنها «الأرملة التى هزت عرش مصر» بأغنية تنتقد غياب النواب عن الجلسات.

المجلس اهتز بسبب أغنية دمية، ومن عنوان فى «جريدة مجهولة»، كما وصفها رئيس البرلمان، لكنه لم يتأثر بمعاناة الشعب من الأسعار، وبالتضخم القياسى وتزايد معدلات الفقر، ولا بالتضييق على الحريات. لم يشاهد تقارير برنامج مؤيد للنظام، هو «العاشرة مساء»، لأطفال يبحثون عن الطعام فى أكوام الزبالة.

يدخر المجلس عضلاته وجهوده لملاحقة المسيئين، وآخر مرة شوهد فيها متورطا فى عمل عام، كان تفكير احد النواب فى تمديد الفترة الرئاسية إلى 6 سنوات. حتى لو كان ذلك انتهاكا للدستور الذى أقسم النواب على احترامه، لأن «الدستور به نصوص حالمة، ولا توجد مادة دستورية عصية على التعديل»، كما قال مؤخرا صلاح فوزى عضو لجنة إعداد الدستور.

تجاوز البرلمان العجوز طيش الشباب منذ دهر، فقد احتفل فى أكتوبر بمرور 150 عاما على الحياة البرلمانية فى بلدنا، وآن له أن يتسامح مع كل أنواع الدمى والنكات، وأن يركز فى خدمة مصالح الناس. أما إن كانت الانتقادات تؤلم إلى هذا الحد، فعلى المجلس إصدار «كتالوج» للصحفيين يعرفهم بحدود احترام المجلس، وقواعد استخدام الجزمة البرلمانية فى ضبط الأداء الصحفى.
أما ضبط الأداء البرلمانى فهو للتاريخ، والتاريخ لا ينسى.

 

محمد موسى  صحفي مصري