نشرت مجلة التعليم العالى الأمريكية «كرونيكل أوف هاير إديوكيشن» مقالا للكاتبة كاثرين مانجان يتحدث عن التعديل الذى تم فى خطط الدروس الجامعية بسانت لويس، لتشمل قضايا العِرق وحفظ النظام التى أشعلها قتل يافع أسود بالرصاص فى 9 أغسطس على يد ضابط شرطة أبيض فى ضاحية فيرجسون بولاية ميزورى. وجاء فى المقال؛ فى يوم الإثنين، عندما تجمع المعزون بالقرب من جنازة مايكل براون، كان طلاب الجامعة مشغولين فى نقاشات بشأن استخدام العِرق كأساس لتوجيه الاتهامات واستخدام القوة والتوترات التى سببتها التفاوتات الاقتصادية. وكانت الصلات واضحة فى مجالات كالعدالة الجنائية وعلم الاجتماع، حيث استطاع الأساتذة وضع وجه مألوف على دراسات الحالة الخاصة بهم. لكن أعضاء هيئات التدريس بالجامعة فى تخصصات التعليم واللغة الإنجليزية والتاريخ، ومجموعة واسعة من العلوم الأخرى، رأوا فرص تدريس فى المأساة التى كان لها أثر قوى على الأمة وشجعت الدعوات إلى التغيير. وتحدثت صحيفة «ذا كرونيكل» مع أساتذة محليين عن كيفية اعتزامهم معالجة هذه القضايا فى قاعات الدرس. وعرضت الكاتبة أربعة أمثلة لخطط الأساتذة المحليين بالجامعة، كالآتى:

رأى دانييل آيسوم، أستاذ حفظ النظام والمجتمع بجامعة ميزوى بسانت لويس ورئيس شرطة سانت لويس فى الفترة من 2008 إلى 2012.

المنهج الدراسى: «حفظ النظام» و«مدخل إلى علم الجريمة والعدالة الجنائية»

أود العمل مع الفصل لبناء دراسة حالة عن كيفية معالجة القتل بالرصاص على يد الشرطة الذى يحدث توترا ويكون له رد فعل قوى. كيفية التعامل مع الاحتجاج، ما هى الخطوات التى تمر بها ــ كوكالة تنفيذ قانون ــ من ناحية إدارة الحشود وتوصيل المعلومات للجمهور؟

وأود النظر إلى نموذج أعرض لحفظ النظام فى المجتمع يتجاوز اجتماعات الحى والدوريات الراجلة. سوف نبحث مدنا مثل سينسيناتى التى بها اتفاقيات تضافرية للمواطنين فى عملية توظيف رئيس الشرطة وفى ترقيته واختياره. وسوف نبحث كذلك ما إذا كانت قوة أكثر تنوعا قادرة على كبح الاضطرابات فى فيرجسون أو بناء فهم وتواصل أفضل مع المجتمع.

لابد أن يكون لدينا مزيج من الناس فى تنفيذ القانون، وآمل أن يرى عدد أكبر من الطلاب من خلفيات متنوعة هذا على أنه سبيل للحياة العملية.

هناك الكثير الذى نتعلمه من هذا الوضع بشأن منع التوترات من التصاعد والتبريرات القانونية لاستخدام القوة.

••• 

رأى كلاريسا رايل هيوارد، أستاذ العلوم السياسية المشارك بجامعة واشنطن فى سانت لويس

المنهج الدراسى: «السلطة والعدالة والمدينة» و«تاريخ الفكر السياسى: المشروعية والمساواة والعقد الاجتماعى»

فى المنهج الأول نهتم بنظريات السلطة والعدالة من خلال عدسات المدينة المعاصرة، بما فى ذلك من أقسام تبحث السلطة والعدالة العنصرية ومقاومة السلطة فى أمريكا الحضرية، والسلطة والعدالة فى الضواحى الأمريكية. وفى كل حالة، سوف تكون فيرجسون ذات صلة بالموضوع إلى حد كبير. وقد نشر عضو المجلس المحلى أنطونيو فرنش سلسلة من مقاطع الفيديو صور فيها عنف الشرطة. وسوف نستخدم ذلك للحديث عن دور الإعلام الجديد، بما فى ذلك تويتر، فى الاتصال والتعبئة السياسيين.

كما أضافت الكاتبة نقلا عن أستاذة العلوم السياسية؛ فى اليوم الأول، سوف نفكر فى مفهوم المشروعية مستغلين قضية فيرجسون. وسوف نسأل ما الأمر الخاص بالحوكمة وممارسة السلطة فى فيرجسون الذى يبدو غير مشروع. ثلثا السكان أمريكيون أفارقة، لكن العمدة ومجلس إدارة المدرسة بالكامل وكل أعضاء مجلس المدينة إلا واحد من البيض. وهذا يثير السؤال التالى: هل هذه الهيئة من المسئولين المنتخبين تشارك ناخبيها رؤاهم؟ كيف تنظم الانتخابات، وكيف يمكن أن يسهم ذلك فى عدم التوازن؟

أتمنى، مع مواصلة النقاشات بشأن العدالة العنصرية التى نجريها فى أنحاء الحرم الجامعى داخل قاعات الدرس، أن نلقى الضوء على مناسبة النظرية السياسية لمقتضى حال الحياة السياسية.

•••

رأى نورمان وايت، أستاذ علم الجريمة المشارك فى مدرسة العمل الاجتماعى بجامعة سانت لويس.

المنهج الدراسى: «الدراسة من الخارج فى علم الجريمة» و«علم الجريمة والممارسة المهنية»

قبل ثلاث سنوات، قررنا أنه لابد لنا من تغيير الطريقة التى ننظر بها إلى الجناة ونظام العدالة، وقد صككنا عبارة العدالة الإنسانية لتأكيد هدف توفير الكرامة للجميع. وكنا نبحث عن طرق لإدخال الطلاب فى المجتمع أكثر من التفاعل مع الأشخاص الذين قد لا يلتقون بهم لولا ذلك، كى يروا أنهم مثلهم تماما. فأنت لا يمكن أن تكون محترف عدالة جنائية فعال دون فهم حياة الأشخاص الذين يمكن أن تتصل بهم.

نحن نهتم بكيفية زيادة قضايا كالفقر والبطالة والأسرة أحادية العائل لاحتمال مشاركة الشباب فى سلوك المشكلة. وما يحدث فى فيرجسون يضع هذا العمل فى موضع أقرب إلى المقدمة والمركز، وقد فتح الباب لنقاشات حول عدم المساواة الاقتصادية وتكوين قوة الشرطة كان لابد من حدوثها.

نحن ننشئ علاقات مع أطفال المدارس المتوسطة من خلال التعليم وغيره من الأنشطة فى مكان يسمى قدس الأقداس يقع فى أحد أحياء سانت لويس ذى معدلات الجريمة المرتفعة تاريخيا.

•••

واختتمت الكاتبة مقالها بعرض رأى سيندى إيبرسون، أستاذ علم الاجتماع فى كلية المجتمع جامعة سانت لويس فى ميراميك

المنهج الدراسى: «مدخل إلى علم الاجتماع» و«الجريمة والمجتمع»

أعمل على إعداد رسوم تبين كيف أن هذا كله بدأ بإطلاق النار على رجل فى الثامنة عشرة وقتله قبل أسبوعين، وكيف أدى هذا إلى تمركز قوات الحرس الوطنى فجأة فى شوارعنا وقيام الناس بأعمال الشغب.

سوف يبين أحد الرسوم مايكل براون والجماعات المحيطة به الأسرة الحزينة والمجتمع الحزين وكيف ربطته وفاته بجماعة من الغرباء. وسوف نتحدث عن كيف أن حياة هذا الشاب وموته سوف يؤديان إلى تغير اجتماعى.

كما سنتحدث كذلك عن كشف زيف القوالب النمطية والخرافات. فمعظم الناهبين الذين ظهروا فى الإعلام كانوا سودا، ولذلك فالأشخاص الذين يعتقدون أن هذا هو ما يفعله السود سيقولون «فلتروا، هذا هو ما قلته لكم من قبل». لكن ما نفعله فى علم الاجتماع هو الاهتمام بعدد الأشخاص الذين كانوا هناك وعدد الأشخاص الذين لم يكونوا ينهبون. كم عدد الانتهازيين الذين لم يكن لأعمالهم علاقة بوفاة مايكل براون؟

لقد أمضيت أنا وزملائى وقتا مع المحتجين فى فيرجسون فى محاولة لمعرفة ما كان يجرى. ونحن نريد من الطلاب أن يبدأوا فى التفكير بشكل نقدى حول كيفية ارتباط الأحداث ببعضها وحول الحلول المحتملة. لماذا يوجد ثلاثة ضباط أمريكيون أفارقة فحسب من بين 53 بينما 63 بالمائة من سكان فيرجسون من الأمريكيين الأفارقة؟ وما أنواع المواقف التى يمكن أن تمنع الناس من أن يصبحوا ضباط شرطة، وكيف يمكن للكلية أن تصبح جزءا من الحل؟