وأىُ مبادئ أعظم؟ - نادر بكار - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 11:35 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وأىُ مبادئ أعظم؟

نشر فى : الثلاثاء 7 أكتوبر 2014 - 7:50 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 7 أكتوبر 2014 - 7:50 ص

فى توقيت ٍحرج كهذا اختلط فيه الحابل بالنابل واهتزت فيه كثير من الثوابت أو كادت ومادت الأرض تحت أقدام الناس، وهم حيارى بين طائفتين، إحداهما غالت فى الدين وتنطعت فحرقت وذبحت ودمرت وروعت، وأخرى أرادت أن تتحلل من الشرع بالكلية فدعت إلى فجور وسوغت لرذائل واستخفت بكل مقدس وتنكرت لكل عرف...يطيب لى أن أستدعى من ذاكرة البشرية كلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم، القلائل التى ودع بها الدنيا قبل ألف وأربعمائة عام وحفظها عنه الجماد والشجر قبل أن تنقلها ألسنة وكتب البشر.

(١)

«أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب إن أكرمكم عند الله أتقاكم، وليس لعربى على عجمى ولا لأحمر على أسود فضل إلا بالتقوى – ألا هل بلغت؟....اللهم فاشهد، قالوا نعم – قال فليبلغ الشاهد الغائب».

أعظم ما سعت إليه الإنسانية - ولم تحققه- من مساواة عادلة بين البشر لا مكان فيها لفوارق اللون أو العرق والجنس واللغة

ومعيار التفاضل فيها ليس حكرا على طائفة ٍدون أخرى ولا تختص به جماعة دون غيرها...إهداء إلى (الفاشيتين) من تريد منهما أن تحتكر الإسلام لنفسها وتحتقر من دونها، والأخرى التى تحتقر (الإسلام) نفسه وتراه مناهضا لحقوق الإنسان.

(٢)

«أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا.....لا ترجعن ّ بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض..... ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد».

حرمات انتهكت ودينٌ شوه ودعوة إلى الحق ضاعت وهمجية وهرج سادا فلا يدرى القاتل فيم قتل ولا المقتول فيم قتل وكأن نصا كهذا لم يحذر به الرسول الكريم كل من يزعم اقتداء بهديه وسيرا على منهجه!

(٣)

«ألا واستوصوا بالنساء خيرا.......فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن فى بيوتكم لمن تكرهون، ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن فى كسوتهن وطعامهن».

النساء شقائق الرجال، فالمرأة تتساوى مع الرجل تماما فى التشريف والتكليف واستحقاق الثواب والعقاب، بل وزادتها هذه الوصية النبوية تعظيما وتقديرا، وهذه موجهة لطائفة تهين المرأة صباح مساء ولا ترى فيها إلا إشباعا رخيصا للشهوات والنزوات المتسربلة برداء الفن فإذا ما عارضها أصحاب الفطر السليمة رموهم بدائهم وانسلوا بوقاحة!

وموجهة لمن يرى المرأة أما كانت أو زوجة وأختا، يراها جارية لا حقوق لها ولا كرامة، بل هى ما خُلقت فى ظنه إلا لخدمته وتسكين شهوته...وهو بعد ذلك يملأ الدنيا ضجيجا ويعلو صوته نحيبا بالحديث عن الشريعة ومحاسنها!

(٤)

«وإن ربا الجاهلية موضوع ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وقضى الله أنه لا ربا. وإن أول ربا أبدأ به عمى العباس بن عبدالمطلب..... وإن دماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم نبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب».

القائد قدوة وأنموذج يحتذى، وليست الشعارات من سيصنع منه ذلك، وإنما أفعاله التى يبصر فيها المجتمع ُتجردا وإخلاصا وبذلا...ليس لأهله ولا لطبقته ولا لخاصته فضل على عموم الناس ولا ميزة، فهنا يرسى القائد صلى الله عليه وسلم مبادئ اقتصادية واجتماعية جديدة، تطال بتأثيرها أول من تطال أهله وعشيرته فما يعود لبقية الناس بد من الامتثال والإذعان.