ارحموا المستقبل - أشرف البربرى - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 8:44 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ارحموا المستقبل

نشر فى : الخميس 7 نوفمبر 2013 - 7:00 ص | آخر تحديث : الخميس 7 نوفمبر 2013 - 7:00 ص

الجرائم لا تبرر جرائم.. وخطايا الماضى ليست شماعة لخطايا الحاضر. ولكن يبدو أن القائمين على أمرنا بعد 30 يونيو لا يدركون هذه الحقيقة البديهية فيندفعون نحو تكرار كل خطايا وغباوات حكم الإخوان المسلمين وكأنه بات قدر مصر أن يحكمها من أبنائها أغباهم وأقلهم كفاءة وربما أقلهم حبا لها.

أولى خطايا نظام 30 يونيو هى السعى لمكافأة من يتصور القائمون على الأمر أنهم أصحاب الفضل فى وصولهم إلى السلطة فنراهم يختارون لعضوية المجلس القومى لحقوق الإنسان من تنضح كتاباتهم بالحض على الكراهية والإقصاء. ويختارون للمجلس الأعلى للثقافة من لا يستطيع كتابة خطاب لوالدته فى البلد دون أخطاء إملائية ويختارون لعضوية لجنة الخمسين المكلفة بتعديل الدستور من لا يعرف الفارق بين مادة الدستور ومادة التربية الوطنية فى سنة ثالثة إعدادى.

ثانية الخطايا هى الاستسلام للوهم بأن الشعب ثار فى 30 يونيو على حكم التيار الإسلامى لاعتبارات أيديولوجية أو أنه ثار على «الإسلام» رغم أن الواضح لكل ذى عينين هو أن الشعب ثار على نظام حكم فشل فى أداء وظيفته فقط. ولذلك نرى كل هذا الجدل الذى يثيره الحكام الجدد حول أمور هى أبعد ما تكون عن اهتمامات المواطن العادى فيستغرقنا جميعا هذا الجدل لنفيق وقد أصبحت أنبوبة البوتاجاز عملة نادرة ووصل سعرها إلى 40 جنيها فنسمع ممن نزلوا إلى الشوارع يوم 30 يونيو من يترحم على «أيام مرسى».

ثالثة الجرائم هى التنكر لأغلب ما رفعته حركة 30 يونيو التصحيحية والتنكر لأغلب ما دافع عنه وروج له هؤلاء قبل ذلك التاريخ. فبعد أن كان هؤلاء أكثر المعارضين لاستمرار مجلس الشورى فى دستور 2012 الذى أعده الإخوان والأهل والعشيرة نراهم الآن يتسابقون للإبقاء على هذا المجلس الذى لا فائدة له إلا مجاملة الأنصار مكافأة المريدين. وبعد أن كنا نطالب بتقليص كل ما هو بالتعيين لصالح كل ما هو بالانتخاب نرى أن القائمين على تعديل الدستور يمضون فى الاتجاه المعاكس فيعظمون من صلاحيات السلطة التنفيذية المعينة على حساب الأجهزة المنتخبة ونراهم يتجاهلون فكرة إلغاء تعيين المحافظين ليتم انتخابهم من جانب أبناء المحافظة. وبعد أن ملأ هؤلاء الدنيا ضجيجا بسبب مشروع قانون التظاهر الإخوانى قبل 30 يونيو نراهم يقدمون مشروعا أسوأ منه بكثير بغض النظر عن تراجعهم عنه بعد ذلك.

بالطبع فخطايا وجرائم الحكام الجدد للأسف الشديد متعددة وأوجه فشلهم للأسف الأشد لا تقل عن تلك التى أخرجت الملايين للإطاحة بحكم الإخوان المسلمين ومن والاهم ولكنهم فى المقابل محظوظون لأن جماعة الإخوان المسلمين تصر على توفير ستارة من الدخان الكثيف بهذه المظاهرات العبثية فتخفى عن الشعب خطايا حكامهم الجدد وفشلهم.

فهل يفيق حكامنا الجدد من أوهامهم ويدركوا أخطاءهم ويتوبوا عن خطاياهم ويحاولون إصلاحها قبل فوات الأوان؟ أم أن قدر مصر أن تدور فى هذه الحلقة المفرغة من الثورة والفشل؟. أدعو الله أن يدرك الحكام الجدد تلك الحقائق حتى لا يفخخوا مستقبل البلاد ويجدوا أنفسهم وقد انضموا إلى سابقيهم من رجال مبارك ثم رجال مرسى فى السجن الذى أثبتت الأيام أنه مازال فيه متسع لمن يحاول القفز على انتفاضات الشعب والتربح من تضحياته.

التعليقات