عن الشباب الذين يحتاجهم الرئيس السيسى - مصطفى النجار - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 6:51 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عن الشباب الذين يحتاجهم الرئيس السيسى

نشر فى : الجمعة 7 نوفمبر 2014 - 8:40 ص | آخر تحديث : الجمعة 7 نوفمبر 2014 - 8:40 ص

فى انفعال بالغ قال الرئيس عبدالفتاح السيسى فى حديثه الأخير منذ أيام «شباب مصر أنا محتاجك، محتاجك تجرى معايا، ليه لأنك عندك براءة وهمة وإخلاص أكتر من أى حد تانى أنا محتاج البراءة بتاعتك محتاج أمانتك محتاج جهدك»، هذا حديث جيد لا شك أننا نتفق مع مضمونه لأن الوطن لن يتقدم بغير الشباب، ولكن السؤال كيف يتقدم الوطن وقد أعلن الحرب على شبابه؟

أين الشباب الذين سيشاركون فى البناء؟ هل نعتقد أن هذه الوجوه المصنوعة والمعروف ولاءاتها، والتى يتم فرضها الآن على الإعلام تعبر عن شباب مصر؟ هل نعتقد أن هؤلاء المطبلين المتلونين الباحثين عن أى مغنم بنفاقهم لمن بيده القوة والنفوذ هم الذين سيعبرون بنا للمستقبل؟ هل نعتقد أن شباب ثورة 1919، الذين يتصدرون المشهد العام الآن فى مصر ويرسمون خريطتها السياسية هم الذين تترجى منهم الآمال؟

إن الحقيقة التى لا بد أن يعلمها من يبحث عن الشباب ويطالبهم بالمشاركة فى البناء أن الشباب بالفعل غائبون منذ فترة طويلة بدءا من الاستفتاء الأخير على الدستور ثم الانتخابات الرئاسية، ولا نتحدث هنا عن بعض النشطاء السياسيين المعروفين المعارضين للسلطة بل نتحدث عن جيل كامل ينسحب وينزوى يوما بعد يوم ويراقب المشهد من بعيد بخيبة أمل وإحباط متزايد.

•••

ما الذى يدعو للأمل؟ الحياة السياسية تم تجريفها وتأميمها بالكامل وتحولت الأحزاب إلى أماكن مهجورة لا يرتادها أحد، الأبواق الإعلامية المحسوبة على السلطة لا تفعل شيئا سوى تخوين الشباب وتشويههم باتهامات فارغة وبحملات اغتيال معنوى منظمة ولم يتحرك أحد لإيقاف هذه الجرائم، من يعبرون عن آرائهم بسلمية فقانون التظاهر ينتظرهم ولا يحاكمونهم طبقا لهذا القانون الجائر بل يتهمونهم بإتلاف المنشآت واستعراض القوة وتصدر ضدهم أحكام بسنوات واسألوا يارا سلام ورفيقاتها وتأملوا ملامحها البريئة وقارنوا بينها وبين التهم التى حوكمت بها لتعرفوا مرارة المأساة وفداحتها.

مئات بل آلاف المعتقلين من الشباب والطلاب الذين دفعوا ثمن سياسات العقاب الجماعى التى لم تميز بين متورط فى عنف وبين ضحية اعتقال عشوائى، لا يوجد شاب فى مصر ليس له صديق أو زميل معتقل سيقول البعض هؤلاء سُجنوا بسبب السياسة وكأن الاهتمام بالسياسة مبرر للاعتقال، فماذا عن الفاعلين فى المجتمع المدنى والعمل التنموى وخدمة الناس بعيدا عن السياسة؟ هل سمعت عن هذه الفتاة المصرية التى أسست مبادرة لرعاية أطفال الشوارع وإعادة تأهيلهم فإذا بها يتم اعتقالها واتهامها بالإتجار فى الأطفال؟ هل سمعت عن مؤسسة «نبنى» التى تقوم بتنمية منطقة منشية ناصر ويقوم عليها شباب رائع يحاربون الآن من أجل عدم إغلاق مقر المؤسسة من قبل المحافظة، التى طلبت منهم إخلاء المقر رغم كل الجهد الهائل والمثمر الذى صنعوه على الأرض؟ هل سمعت عن الشابين الذين ساءهم حال المستشفيات وتدنى الخدمة الصحية فقاما بتصوير بعض مظاهر الإهمال بالمستشفيات العامة فتم اعتقالهما على الفور؟ هل سمعت عن هؤلاء الشباب الذين يعملون فى مؤسسة خيرية كبرى من أكبر مؤسسات مصر وتم إلقاء القبض عليهم، وهم يوزعون شنط رمضان على الفقراء فى إحدى محافظات الدلتا، وتم اتهامهم بتمويل الإرهاب؟ هل سمعت عن مجموعة طلاب كلية الهندسة الذين صمموا مشروع تخرجهم فى قسم الاتصالات وطوروا جهازا للاستشعار عن بعد فتم إلقاء القبض عليهم واتهامهم بتصنيع أسلحة وأدوات للتفجير؟ كل هذه الصور حكايات من الواقع ونُشرت بالصحف لكن من قرأها وتفاعل معها؟

•••

إذا كنا نبحث عن الشباب ونطلبهم فلندرك أن مصر تمر الآن بأكبر عملية نزوح جماعى للشباب، وأن حالة الاغتراب تتعمق والرغبة فى الهجرة تزداد. ومن لا يستطيع الخروج فقد انعزل عن كل شأن عام وانكب على نفسه فى عالم خاص لم يعد يعنيه ما يجرى فى الوطن من خير أو شر لذلك لن يلبى النداء.

سيلبى الشباب النداء حين يخرج رفاقهم من المعتقلات، ويستمتعون بالحرية التى ناضلوا من أجلها، سيلبى الشباب النداء حين تتوقف الحرب على هذا الجيل ويتوقف تخوينهم واغتيالهم معنويا فى إعلام مأجور، سيلبى الشباب النداء حين تتوقف الحرب على المجتمع المدنى لتعود المبادرات التنموية والنشاط الخدمى الشعبى فى كل حى، سيعود الشباب حين يتحقق القصاص العادل لأصحابهم، الذين ماتوا بين أيديهم وأمام أعينهم، سيعود الشباب حين يشعرون أن هناك أملا يستحق وليس إحباط ويأس وقمع للأحلام، سيعود الشباب حين تحترمون عقولهم وتشعرونهم بالانتماء لهذا الوطن الذى نظفوا يوما شوارعه ودهنوا أرصفته حين شعروا بأنه وطنهم، وأنهم مسئولون عنه.

نعم الشباب هم أكثر الناس براءة وصدقا وإخلاصا وهمة، ومن يحتمى بهم لن ينهزم ومن يحاربهم لن ينتصر، هذا الجيل العشرينى والثلاثينى، ومن هم أصغر يعشقون هذا الوطن ويريدونه الأفضل بين الأمم، هذا جيل يتقى الله فى وطنه وشعبه ولا يريد له إلا الخير وما نزل معرضا نفسه للموت فى عز جبروت نظام مبارك إلا من أجل وطنه وشعبه.

إذا أردتم عودتهم تعرفون أين تبحثون عنهم، ابحثوا عنهم من أجل مصر والمستقبل.

مصطفى النجار عضو مجلس الشعب السابق
التعليقات