«المعركة الكبرى» لم تكن هناك - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 1:07 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«المعركة الكبرى» لم تكن هناك

نشر فى : الثلاثاء 8 يناير 2019 - 11:40 م | آخر تحديث : الثلاثاء 8 يناير 2019 - 11:40 م

نشرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية مقالا للكاتب «غسان شربل» عن أن المعركة الكبرى تكمن فى الحرب الاقتصادية بين الولايات المتحدة وليست الأزمة السورية وجاء فيه:
استهل الكاتب حديثه عن أن الحرب السورية والحروب التى دارت على أرض هذا البلد سرقت أنظار العالم على مدى سنوات. ولا غرابة فى الأمر. سوريا دولة أساسية فى المنطقة بموقعها، وما يحدث فيها يعنى الدول المجاورة وتوازنات الإقليم وتجاذباته ونزاعاته. يضاف إلى ذلك أن سوريا كانت أيضا مسرحا لتدخلات الدول الكبرى من مواقع متناقضة ومتنافسة، فضلا عن معركة واسعة ضد التنظيمات الإرهابية. ولا يغيب أيضا أن الأحداث فى سوريا اعتبرت حلقة من حلقات ما سمى «الربيع العربى». وهى حلقة أنجبت مأساة النازحين واللاجئين، خصوصا بعدما سلك سوريون كثيرون طريق أوروبا.
وأضاف أن الحرب فى سوريا كانت مجموعة حروب متباينة المصالح والأهداف. ودفعت حدة المواجهات كثيرا من السياسيين والمعلقين إلى الذهاب بعيدا فى التحليلات والمخاوف. بينهم من اعتقد أن «المعركة الكبرى» تدور على أرض سوريا، وأن نتائجها ستحدد موازين القوى الدولية والإقليمية فى المرحلة المقبلة. خصوصا بعدما قلب اللاعب الروسى الطاولة على الآخرين بتدخله العسكرى المباشر. وثمة تخوف أن تطلق التدخلات الكبرى فى سوريا أزمة شبيهة بأزمة الصواريخ الكوبية فى مطلع الستينيات، التى وضعت يومها أمريكا والاتحاد السوفييتى على شفير مواجهة نووية.
واستطرد الكاتب قائلا: «لا أريد أبدا التقليل من حجم الأزمة السورية والمأساة السورية. لم تختتم هذه الأزمة بعد، وإن تكن اتضحت بعض الخطوط العامة لنتائجها. ولا يمكن إنكار أن هذه النتائج ستترك بصماتها على سوريا نفسها وعلى بعض العلاقات فى الإقليم. لكن بسبب الطبيعة الداخلية والإقليمية للأزمة، لا بد من التمهل قليلا قبل إعداد لائحة كاملة بالخسائر والأرباح. فالأقوى فى الحرب ليس بالضرورة الأقدر فى الإعمار. وحسابات كبار المتدخلين لا تتطابق دائما مع حسابات حلفائهم المحليين».
وأشار الكاتب إلى رأى دبلوماسيين وخبراء فى لندن يعتقدون أن حروب المواقع الاستراتيجية فى العالم فقدت كثيرا من أهميتها السابقة. ويرون أن «المعركة الكبرى» المفتوحة لن تدور بالأساطيل والمدمرات والتدخلات العسكرية. لقد تغير العالم. المعركة الكبرى تدور داخل السباق الاقتصادى المحموم. وهى تخاض فى الشركات العملاقة والجامعات ومراكز الأبحاث. معارك تدور بأسلحة الابتكار والتجديد والتفوق والانتشار. معارك تحسمها أرقام المبيعات والاستثمارات والقدرة على التنافس.
يتحدث هؤلاء عن النتائج الأولية لـ«المعركة الكبرى» الفعلية. وهى تشير إلى أن المعركة ستستمر فى السنوات المقبلة بين 5 كتل اقتصادية مؤثرة. هى الصين وأمريكا والهند وأوروبا وروسيا. ويركزون على أن هذا السباق الذى لا هوادة فيه سيتأثر بمجموعة عوامل. هى التكنولوجيا والسكان والاقتصاد بمجمله والقدرة العسكرية.
اختتم الكاتب حديثه قائلا: «تدور «المعركة الكبرى» بين اقتصادات ضخمة وشركات عملاقة. لهذا يتوقف المراقبون عند الحرب التجارية بين الصين وأمريكا ومعركة خدمات الجيل الخامس للإنترنت. وهذا ما يفسر القلق الأمريكى والغربى من شركة «هواوى» الصينية، وهى ثانى شركة اتصالات فى العالم. فهذا النوع من الشركات قادر على أن يلحق بالدولة المنافسة أضرارا تعجز عنها الجيوش.
إننا فى عالم جديد، شئنا أم أبينا. ما دار على الأرض السورية كان مهما، لكن «المعركة الكبرى» لم تكن هناك.

الشرق الأوسط ــ لندن

التعليقات