مفتاح الفوز فى القمة - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 7:28 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مفتاح الفوز فى القمة

نشر فى : الإثنين 8 فبراير 2016 - 10:05 م | آخر تحديث : الإثنين 8 فبراير 2016 - 10:05 م
** سؤال تقليدى مازال حيا على الرغم من مرور مايقرب من مائة عام: من سيفوز فى مباراة القمة الليلة.. الأهلى أم الزمالك؟

** من النادر أن يُرد على هذا السؤال بإجابة قاطعة، حاسمة، والإجابات تبدو مثل تصريحات السفراء ووزراء الخارجية كلما جرت مباحثات أو مناقشات لأزمات : « ناقشنا العلاقات الثنائية بين البلدين ».. واليوم قبل ساعات من المباراة لاخلاف على أن الحالة الفنية للأهلى أفضل من حالة الزمالك. فالفريق لعب بقوة أمام إنبى، فيما خسر الزمالك أمام الإسماعيلى.. والواقع أن فوز الأول وخسارة الثانى ليست مقياسا، إلا أن جماهير الفريقين وبعض النقاد والخبراء يتعاملون مع الأمر على أنه مؤشر حقيقى لنتيجة اللقاء..

** لست وزيرا، ولاسفيرا فى الخارجية، تحركنى الديبلوماسية، فكرة القدم لعبة تقوم فى جوهرها على الصراع المتكافىء، وعلى الشك فى النتائج.. ولولا الصراع الدرامى، ولولا الشك لما عاشت اللعبة مئات السنين. ومعنى ذلك أنه لايوجد مقياس مسبق أو مؤشر فى مباريات الديربى.. وفى الدورى المصرى تغيرت الأحوال، فلم يعد هناك مؤشر أصلا لفوز الأهلى أو الزمالك امام الفرق الأخرى.. فقديما كان السؤال: بكم هدف يفوز أحدهما.. والآن أصبح السؤال: هل يفوز أحدهما ؟!

** الأداء الجماعى كان سلاح الأهلى أمام إنبى. وتميز الفريق بهجمات القادمين من وسط الملعب. بقيادة عبدالله السعيد ورمضان صبحى ومن خلفهما حسام غالى وعاشور.. والحركة الدائمة للاعبين صنعت مساحات.. بينما فردية الزمالك أثرت على أداء الفريق أمام الإسماعيلى.. لكن عناصر قوة فريق لاتقتصر على الهجوم من الوسط أو من العمق.. فمازال الأهلى مثلا يفتقد الجناحين، وهما الآن مجرد ظهيرين.. فالكرات العرضية ليست كما كانت أيام جلبرتو وفتحى حين كان فتحى.. بينما الهجوم أصبح الآن محدودا بعدد قليل وليس كما كان سابقا مكونا من بركات، ومتعب، وفلافيو، ومعوض أو جلبرتو، وفتحى أو شوقى وبقيادة أبوتريكة..

** هذا جيل آخر وظرف آخر. والأمر أيضا يسير على الزمالك الذى تميز بمهارات فردية تنقصها الجماعية، ولو تسلح الفريق بها سيختلف مستوى الأداء. واصعب مهام أى فريق أن يلعب بجماعية. فالقرار الفردى سهل ولايجدى، بينما القرار الجماعى صعب لكنه يؤتى بنتائج.. ففى الزمالك حفنى، وفتحى، وكهربا وشيكابالا، وعمر جابر، وهؤلاء يفترض فيهم تمويل باسم إما بكرات عرضية أو بجمل جماعية أمام الصندوق أو داخله، وهو أمر قليلا مايحدث فى المباريات الأخيرة..

** سر المباراة، وسر كرة القدم الجديدة هو ثلاث كلمات :« استقبل.. مرر.. تحرك ».. وهذا السر هو مفتاح الأداء الجيد ومفتاح الفوز.. لكنه مفتاح ثقيل للغاية، وبدونه لاتفتح ابواب أى مرمى إلا بالحظ أو مايسمى التوفيق، وفى قول آخر: شمهورش ؟!
حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.