حوار يتجدد مع المواطنة «مصرية» - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 6:03 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حوار يتجدد مع المواطنة «مصرية»

نشر فى : الخميس 9 يناير 2014 - 9:00 ص | آخر تحديث : الخميس 9 يناير 2014 - 9:00 ص

مصرية: أعرف عنك رفضك للوثيقة الدستورية ٢٠١٣ وأتذكر بعض الإشارات فى كتاباتك إلى أسباب الرفض. هل لك أن تعيدها على وعلى القراء ونحن نقترب من موعد الاستفتاء على الدستور؟

الكاتب: باختصار شديد، لا يمكننى الموافقة على وثيقة دستورية تحوى نصوصا قمعية كجواز محاكمة المدنيين عسكريا ونصوصا أخرى تجعل من المؤسسة العسكرية دولة فوق الدولة وتطلق صلاحيات رئيس الجمهورية فى مواجهة السلطة التشريعية والأجهزة الرقابية ولا تضمن بذلك لا البناء الديمقراطى للدولة ولنظامها السياسى ولا حقوقنا وحرياتنا كمواطنات ومواطنين إزاءها.

مصرية: لماذا لم تشارك فى الحوارات التليفزيونية بشأن الوثيقة الدستورية الحالية؟ فقد كنت من الذين شاركوا بقوة فى النقاش العام حول التعديلات الدستورية فى ٢٠١١ وبشأن دستور ٢٠١٢ وجمعيته التأسيسية.

الكاتب: من جهة، لم تطلب منى المشاركة فى الحوارات التليفزيونية إلا مرات قليلة جدا وجميعها كانت فى سياقات غير مناسبة. من جهة ثانية، أشعر منذ فترة بعزوف شديد عن المشاركة فيما أراه «سيركا تليفزيونيا» يروج للرأى الواحد وللموقف الواحد ويشوه المعارضين عبر التشكيك الزائف فى وطنيتهم ونزاهتهم. من جهة ثالثة، لدى قناعة أن الكتابة الصحفية وإن ضاقت دوائر من

تصل إليهم مقارنة بالحوارات التليفزيونية أكثر قدرة اليوم على تمرير رسائلى الرافضة لانتهاكات حقوق الإنسان والحريات وللقوانين وللنصوص الدستورية القمعية ولمقولات الفاشية وإلعقاب الجماعى إلى الشريحة المحدودة نسبيا التى مازالت تبحث عن بدائل ديمقراطية للدولة وللمجتمع.

مصرية: كتبت بالأمس عن ضرورة النظر إلى الأمام وتجاوز خانات الرفض والمعارضة والاجتهاد لصياغة متكاملة للبدائل الديمقراطية فى مصر. كيف ستترجم هذا فى الكتابة الصحفية، وهى كما تقول أصبحت أداة تواصلك الرئيسية معنا؟

الكاتب: سجلت، دون صمت عن ما أراه حقا ومنذ ٣ يوليو ٢٠١٣، رفضى للخروج عن الآليات والإجراءات الديمقراطية ورفضت كافة انتهاكات حقوق الإنسان وعودة الدولة الأمنية وقمعها وإعادة عسكرة مخيلتنا الجماعية وتحملت ومازلت ثمن مواقفى العلنية تشويها وتخوينا وإفكا لا ينتهى. الآن، تقتضى مواصلة الدفاع عن الديمقراطية التى أؤمن بها المزج بين الرفض والمعارضة وبين

تقديم بدائل للناس تمكنهم من التفكير فى خطوات عملية وواقعية لإعادة مصر إلى عملية حقيقية للتحول الديمقراطى.

اعتزم الكتابة عن التطبيق الممكن للعدالة الانتقالية وعن أنماط ممكنة للشراكة فى السلطة والسياسة قد تباعد بين مصر وبين الفاشية الدينية والفاشية العسكرية وعن هوامش للديمقراطية فى الدولة والمجتمع ممكنة فى ظل الظروف الراهنة. خلال الفترة الماضية ـ ومع تراجع الطلب الإعلامى والطلب على مشاركتى فى ندوات ومؤتمرات: ـ أعدت قراءة الكثير من الكتابات عن

خبرات التحول الديمقراطى الناجحة والفاشلة فى العالم من حولنا، وسأحاول توظيف المعرفة الأكاديمية التى تجددت للتفكير معكم فى البدائل المتاحة أمامنا فى مصر لإنقاذ أمل الديمقراطية.

مصرية: هل تدرك أن هذا النوع من الكتابة الباحثة عن البدائل وعن صناعة الأمل قد يباعد بينك وبين تناول التفاصيل الكثيرة للواقع الراهن وقد يجلب لك نوعا جديدا من النقد، حمزاوى يخشى معالجة الواقع بانتهاكاته وقمعه وعسكرته ودولته الأمنية ويهرب إلى المستقبل خوفا؟

الكاتب: لا أتمنى هذا ولا أتوقعه. فالبحث عن البدائل، ولكى يتصف بالمصداقية، سينطلق دوما من الواقع وتفاصيله ولن يتجاهلها كما لن يمكننى أن أصمت عن الانتهاكات والقمع ـ فلم أصمت ولم يصمت غيرى من الاصوات المدافعة عن الديمقراطية من قبل. فقط، أريد تجاوز خانة تسجيل الموقف المبدئى الرافض والمعارض، على ضرورته، إلى مساحة التفكير فى حلول.

غدا هامش جديد للديمقراطية فى مصر

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات