عادت إلى الشرق - محمد موسى - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 9:54 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عادت إلى الشرق

نشر فى : الأربعاء 9 مارس 2011 - 12:48 م | آخر تحديث : الأربعاء 9 مارس 2011 - 12:48 م

 الخبر الذى بثته وكالة رويترز أمس، يتكون من 67 كلمة فقط، مما جعل العنوان يبدو طويلا مقارنة بالنص: محكمة الجنايات تؤيد التحفظ على أموال رئيس مصر السابق مبارك وعائلته.

الكلمات القليلة تلخص مسافة ضوئية قطعها هذا البلد الرائع منذ 25 يناير. هذا الشعب، الذى اعتاد حكاما من نوع مبارك وعائلته، وتعايش قرونا طويلة مع النهب المنظم، والإقصاء التام عن إدارة شئونه، كما تعرض «للضرب فى المليان» أحيانا.

على عهدة موقع ديبكا فايل الاستخباراتى الإسرائيلى، حولت عائلة حسنى مبارك معظم أصولها إلى السعودية والإمارات، بعد ضمانات شخصية من الملك عبدالله والشيخ زايد آل نهيان بمنح هذه الأموال المسروقة حصانة من العودة إلى مصر.

يستند التقرير المنشور بالإنجليزية إلى عدة أدلة، منها تصريح مسئول بنكى فى زيورخ، بأنه «لو كان لمبارك أموال فى سويسرا، فقد انتهى ذلك الآن»، بمعنى أن الأرصدة قد عادت إلى الشرق. ووصف الموقع ما جرى من تحويل المبالغ الخرافية إلى بنوك سعودية وإماراتية بأنه كان سباقا محموما مع الزمن، حتى إن مصرفيين من البلدين ذهبوا إلى أوروبا فى عطلة نهاية الأسبوع لتسريع خطوات نقل الأموال المسروقة، وأشار التقرير، ذو الطابع المخابراتى، إلى أن عمليات النقل كانت على أشدها يومى 12 و13 فبراير الماضى، بعد ساعات من إعلان «رب العائلة» التخلى عن الرئاسة.

ونقلت صحيفة دايلى تلجراف عن مصدر رفيع فى الاستخبارات الغربية إن هناك معلومات «من بعض الأحاديث داخل عائلة مبارك حول كيفية حفظ هذه الأصول»، كما نقلت الصحيفة عن أمانى جمال، أستاذ العلوم السياسية فى برنستون، أن «ثروة مبارك ترقى إلى حجم ثروات شيوخ الخليج الفارسى».

تجمع التقارير، التى تابعتها عن الملف على أن الرئيس المخلوع يخبئ معظم أمواله السائلة خارج مصر حتى من قبل الثورة، ومعظمها تم استثماره فى أصول عقارية فى لندن ونيويورك ولوس انجليس، بالإضافة إلى بعض الممتلكات العقارية «الخرافية» فى القاهرة وشرم الشيخ وسواحل البحر الأحمر.

التاريخ المختفى بين السطور فى خبر الأمس يقول إن شعب «بلادى الصابرة» قد لقن السابقين واللاحقين درسا لا يمكن نسيانه فى قرون، وهو أن هناك محاسبة قد تتأخر، لكل من تصورها «تكية» يغرف منها بلا مساءلة، كما تشير كل صفحة فى ملفات العهد السابق.

«عايزين فلوس مبارك ترجع للشعب، فلوس الشعب فين يا مبارك؟، فين فلوس قناة السويس من 30 سنة؟»، هى بعض أصوات الحق على فيس بوك، والإجابة عن أسئلتها لدى من يملكون القرار الشجاع، الذى سيعيد كتابة المستقبل بهذا البلد الرائع.

محمد موسى  صحفي مصري