ما الخطأ الذى أوصلنا إلى هذه الحالة؟ - صحافة عربية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 1:57 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ما الخطأ الذى أوصلنا إلى هذه الحالة؟

نشر فى : الأربعاء 9 يوليه 2014 - 5:55 ص | آخر تحديث : الأربعاء 9 يوليه 2014 - 5:55 ص

دول وأنظمة بدت مهابة قوية، جمعت المال والنفط والسلاح والزعيم والأمن والإعلام والمثقفين وعلماء الدين الذين يؤكدون أننا من انتصار إلى انتصار، ومن إنجاز إلى آخر، عراق صدام حسين، وسوريا الأسدين، ومصر مبارك، وليبيا القذافى، ويمن على عبدالله صالح، عاشت أعواما طويلة مهترئة من الداخل، تعيش بإرهاب المخابرات والأمن وكذب الإعلام، لا بساسة أو سياسة، خبراء الاقتصاد آخر من يستمع إليهم الزعيم، خطط التنمية تكتب ولا يقرأها أحد ناهيك أن ينفذها، التعليم يتردى ومعه المجتمع والقيم ولا أحد يهتم فكان انهيارها حتميا ومستحقا.

حان الوقت أن نسأل «ما الخطأ الذى حصل؟» ولنبحث فى داخلنا، أما ذاك الذى يبحث عن مؤامرة أجنبية فهو يهرب من الحقيقة، إن الأخطاء فينا فما هى؟ هل هو الاستبداد المغلف بتلك الكلمة الخادعة «الاستقرار»؟ أم أنها نظرية المفكر البحرينى محمد جابر الأنصارى «الحرص على الغنيمة»، فأصبح الزعيم العربى ومن حوله ينظرون إلى الوطن كغنيمة عابرة، مثل الذى يذبح وزته «وطنه» ليحصل على كل الذهب؟ هل هى الطبقية التى نرفض أن تعترف بها ولكن نعيشها كل يوم فى معظم مجتمعاتنا العربية، نراها فى نظرة الحاكم نحو «الشعب الآخر» هو والطبقة المستفيدة من حوله من أثرياء ومثقفين وشيوخ دين بل حتى طبقة وسطى خادمة لمن أعلى منها، فيرون فيمن دونهم مجرد رعاع يتمايزون عنهم حتى ثقافيا، لا يستحقون ديمقراطية ولا حق الاختيار والرأى لأنهم لا يحسنون الاختيار ويجب تعليمهم وتحسين وعيهم أولا؟ هل هو الجمود فى الدين وفرض مدرسة فقهية فضّلها الحاكم نفضلها لأنها توفّر له فقه السمع والطاعة، ولا يكترث بعجزها عن مواكبة العصر والاجتهاد، بينما تتسرب من حولنا أشكال العصرنة المادية لا الفكرية، فتقاطعت العصرنة مع الجمود وانفجرت فى ظاهرة «القاعدة» و«داعش». أم أن الوقت تأخر على هذا السؤال، ودورة الخراب والانهيار بدأت ولا راد لقضاء الله، فلا أحد يريد الاعتراف بأن هناك خطأ حصل أو يحصل، انظروا إلى رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى ومعه بقية ساسة العراق كنموذج لهذه الحالة، عجزوا عن إدراك أن وطنهم ينهار فتلاسنوا يوم افتتاح برلمانهم فتأجلت الجلسة أسبوعا، ومضى المالكى يتناحر حتى مع شيعته، المالكى وساسة العراق مجرد نموذج لنا جميعا، لا أحد يريد أن يعترف بأن خطأ حصل، فى هذه الأثناء الوحيد الذى يتحرك بديناميكية هو الطوفان والتاريخ.

التعليقات