«ليه كده.. ياكوبر؟!» - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 10:00 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«ليه كده.. ياكوبر؟!»

نشر فى : الأحد 9 سبتمبر 2018 - 10:10 م | آخر تحديث : الأحد 9 سبتمبر 2018 - 10:10 م

** إذا حقق منتخب مصر فوزا صعبا، فإنه يتهم بالضعف وتواضع مستواه، وإذا فاز منتخب مصر بنتيجة كبيرة فقد حقق ذلك لأن منافسه ضعيف.. وهذا يذكرنى بمثل شهير ردده رجل بائس حزين: «عندما أكون على صواب لا أحد يتذكر.. وعندما أكون على خطأ لا أحد ينسى»..!

** نعم المباراة ليست اختبارا ولا مقياسا لقدرات منتخب مصر وليست تقييما لمهارات المدير الفنى الجديد أجيرى.. ففريق النيجر دون المستوى، ويفتقد خبرات تكتيكية أساسية. لكن فى المباراة ملامح فلسفة المدرب المكسيكى، فهو يلعب كرة القدم كما يفترض أن تلعب، هجوما ودفاعا. ويمنح اللاعبين حرية المبادرة والإبداع، ولا يقيد حريتهم، ولا يحركهم كما لو كانوا مجرد «قطارات لعبة» غير مسموح لها مغادرة قضبانها.

** طار الظهيران أيمن أشرف والمحمدى.. وكان كوبر المدرب الأرجنتينى السابق يضع حدودا للظهيرين وفى بعض المباريات القوية والمهمة، لا يجوز للظهير تجاوز خط منتصف الملعب. وزاد بتكليف تريزيجيه باللعب بجوار عبدالشافى أو أمامه قليلا فى مواقف الدفاع. وكذلك كان يفعل مع رمضان صبحى، وأحيانا صلاح، وحتى الننى فهو مقيد وممنوع من ممارسة المغامرة الهجومية حتى لو كان الطريق مفتوحا. وقد لعب المنتخب أمام النيجر مباراة هجومية ومفتوحة، وهو أمر طبيعى فى مواجهة منتخب يعانى دفاعيا، ولا يجيد التغطية، ويفتقد السرعات، وهى ظاهرة أن نرى منتخبا إفريقيا بطيئا فى دفاعاته.. إلا أن ذلك لا يصادر الإشادة بأداء المنتخب باستثناء النصف الأول من الشوط الثانى، الذى لعب فيه الفريق بأقل مجهود لكن أداء المنتخب بشكل عام حرك المواجع، بشأن المدير الفنى السابق.

** كان الجميع على صواب، نعم الجميع من النقاد والمحللين والجماهير. وكان كوبر وحده على خطأ ويرى هو وحده أيضا أنه على صواب. لكن المؤسف أن أحدا لم يراجعه، ولم يطلب منه تغيير طريقته، ممن يملكون حق مراجعته ومساءلته لماذا هذا الإسلوب الدفاعى المبالغ؟ ولم يسأل أحد المدرب الارجنتينى من هؤلاء الذين يملكون حق سؤاله لماذا إصراره على أسماء بعينها؟ لماذا يضم للتشكيل لاعبا مصابا وغائبا لمدة عام مهما كانت كفاءته ويتجاهل العديد من اللاعبين الذين يستحقون الانضمام للمنتخب؟ لماذا قرر أن يضحك على الجميع ويدعى بتجربة لاعبين قبل كأس العالم فمنح بعضهم 10 دقائق فى مباراة واعتبر ذلك اختبارا.. فأى اختبار هذا؟!

** لقد ضيع كوبر على منتخب مصر فرصة الظهور بأفضل مستوى فى كأس العالم وفى مجموعة فتحت ذراعيها للفريق كى يقدم ما لم يقدمه أبدا فى مونديال إيطاليا، فإذا به لا يقدم شيئا على الإطلاق.. وبقدر ما كنا نشعر بالضيق من مستوى الفريق ومن خطط وتكتيكات كوبر حين كان يقود المنتخب.. فإننا اليوم نشعر بالغضب على الفترة التى قضاها كوبر مدربا لمنتخب مصر.. ليه كده ياكوبر؟!

** يبقى مرة أخرى أن الفوز الكبير على النيجر وأداء المنتخب لا يعنى شهادة كفاءة للفريق وللمدرب.. لأن المباراة ليست معيارا ولا اختبارا للقوة.. لكن ملامح الأداء وتغيير بعض الأسماء، والدفع بوجوه جديدة يستحق الإشادة بالجهاز الفنى وإن كان الجهاز يلام قليلا على عدم البدء بصلاح محسن، كما أن حسين الشحات يستحق فرصة كاملة.

** مبروك الفوز الكبير..

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.