ما هو أسوأ من مباراة السنغال - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 5:09 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ما هو أسوأ من مباراة السنغال

نشر فى : الجمعة 9 أكتوبر 2015 - 11:50 ص | آخر تحديث : الجمعة 9 أكتوبر 2015 - 11:50 ص

•• لا أحب إقحام اسم مصر فى كل شىء وأى شىء، كما يحدث هذه الأيام بشأن مباراة المنتخب مع السنغال (ب).. لأن السنغال (أ) قرر أن يلعب مع الجزائر. فما حدث بشأن تلك المباراة التى كان مقررا أن تلعب فى الإمارات، لا يمثل إهانة لسمعة مصر. فلم أقرأ يوما فى صحف إنجليزية أن سمعة بريطانيا واسمها تعرضا للإهانة لأن المنتخب خسر مباراة، ولا أن إنجلترا انتصرت لأن منتخبها فاز فى مباراة.. أرجوكم يجب إيقاف هذه اللغة التى تخلط بين وطن وفريق. فمصر ليست المنتخب. والمنتخب ليس مصر.

•• ما حدث هو جهل باللوائح الدولية. هو الهواية حين ترغب فى العمل بالاحتراف. وهو نتاج اختيارات جمعيات عمومية، أراها منذ سنوات مسئولة عن هذا التهريج الذى تعانى منه صناعة كرة القدم فى مصر، وهو تهريج لم يعد محتملا. وكنت طالبت مرات بدماء جديدة، وبشباب متصل بالعالم والاتحاد الدولى، ويملك قدرات ولغات تمكنه من المخاطبة والتفاهم، وقراءة اللوائح ومتابعتها.. إلا أن الانتخابات ووسائلها، وأساليبها، وما تسفر عنه من اختيارات جعلت الشباب يمتنعون وأصحاب الأفكار الجديدة يبتعدون..

•• أيضا كلمات من نوع كارثة وفضيحة فقدت قيمتها.. إما لأنها باتت مثل «علكة» تمضغ على مدى الساعة. أو لأنها مبالغات فى غير موضعها. وما جرى ويجرى فى مواضيع تتعلق بكرة القدم وإدارتها محليا، فيه ما هو أسوأ من السفر للإمارات كى يلعب المنتخب مباراة فلا تقام، لأن اتحادنا الموقر بكل الأعضاء الذين ينتمون إليه لا يعرفون لوائح الفيفا.. ومن تلك المواضيع التى تعانى منها اللعبة الشعبية الأولى فى مصر ما يلى:

أين دورى المحترفين؟ أين شركات كرة القدم؟ أين الأندية الشعبية؟ ما قيمة وأهمية وضرورة أندية البترول والشركات والهيئات والجيش والشرطة فى أهم مسابقة محلية؟ لماذا وكيف يشارك المنتخب العسكرى بلاعبين دوليين حتى لو كانوا من الشباب الذى يؤدى الخدمة العسكرية؟ لماذا لا يتركون لأنديتهم وفرقهم؟ ما هذا البث الفضائى الحائر منذ 8 سنوات بين المحطات وبين أندية وبين أشخاص وبين شركات وقد تحول إلى عمليات توريد بالجملة وبيع بالقطاعى؟ كيف يعود الجمهور للمدرجات؟ وأين شركة الأمن المدنية؟ وكيف يدخل الجمهور ويخرج من الملاعب بسلاسة ويسر من عشرات الأبواب والمنافذ ولا يطالب بالتوجه قبيل المباريات بساعات؟ لماذا يصبح الملعب ومدرجاته موضعا يحبس ويتعرض فيه المتفرج للأسر (يكون اسيرا) ولا يكون المدرج مكانا للمتعة والترويح؟

•• أليست تلك كلها أمورا تستحق اتحادا يعمل من أجلها، وبه رجال عندهم من المنطق والقدرة والفكر ما يقنع الغير والمؤسسات بما يفيد مصلحة الكرة المصرية..؟

•• إذا كنتم جميعا ترون أن إلغاء مباراة السنغال كارثة وفضيحة، فإن كل عمليات إدارة كرة القدم فى مصر فيها ما هو أسوأ من ذلك بكثير.. فلا هى إدارة، ولا هو فكر، ولا هى متعة، ولا هى صناعة، ولا هى كرة القدم..

•• الصبر يارب..!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.