جمهورية إسماعيل أباظة - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 1:30 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جمهورية إسماعيل أباظة

نشر فى : الأحد 9 نوفمبر 2014 - 8:10 ص | آخر تحديث : الأحد 9 نوفمبر 2014 - 8:10 ص

يوم الجمعة الماضى قال المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء للزميلة هند مختار فى «اليوم السابع» إنه يقوم بجولات مستمرة فى منطقة وسط البلد للتأكد من عدم عودة الباعة الجائلين مرة أخرى.

لا يشك أحد فى الجهد غير العادى للمهندس محلب ــ أعطاه الله المزيد من الصحة والعافية ــ لكن أدعوه إلى أن يقوم بجولة صغيرة خلف مكتبه مباشرة فى شارع إسماعيل أباظة.

الحكومة بذلت جهدا كبيرا تستحق عليه الشكر فى إنهاء احتلال الباعة الجائلين لمنطقة وسط البلد خصوصا شارعى طلعت حرب وميدان الإسعاف.

لكن وكما يقولون «الحلو ما يكملش» فشارع إسماعيل أباظة صار محتلا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. الشارع متفرع من شارع قصر العينى ويبدأ بوزارة التعليم العالى وأكاديمية البحث العلمى، ثم وزارة الإسكان وبعدها وزارة التعليم، ثم وزارة الإنتاج الحربى وأمامها محطة مترو سعد زغلول والخزانة العامة وبجوارها مبنى الضرائب العقارية.. ثم ينتهى الشارع بالتقاطع مع شارع خيرت.

للموضوعية هناك سوق حيوية قديمة تبدأ من تقاطع الشارع مع شارعى منصور ونوبار، وبها محال للخضار والفاكهة، وتعتمد على الموظفين الخارجين من مربع الوزارات، متجهين إلى محطة المترو.

سوف يسأل البعض: وأين هى المشكلة؟!.

منطقة السوق لم تعد تطاق، ويصعب على الإنسان المرور فيها على قدميه، لكن المأساة التى يعانى منها كل سكان الشارع أن الباعة الجائلين تجاوزوا منطقة السوق القديمة وبدأوا يحتلون الشارع من بدايته فى قصر العينى وحتى نهايته مع شارع خيرت ويقيمون جمهوريتهم المستقلة!!.

شخصيا أتعاطف مع كل بائع جائل يبحث عن رزق حلال، لكن أن يتم سد الشارع يوميا من الثامنة صباحا حتى الثامنة مساء فإنه شىء لا يطاق.

قبل أيام قليلة شاهدت مشهدا سرياليا: بائع جائل يعنف بشدة ويسب الأديان لعامل المحافظة ويحاول إجباره على كنس القمامة من المنطقة التى يريد أن ينصب فيها «فَرْشته»، العامل مغلوب على أمره يحاول إفهامه أنه يؤدى عمله ولا يوجد مكان آخر لركن القمامة حتى تأتى سيارة المحافظة. الزبائن والمارة يحاولون تهدئة البائع المنفعل والمنفلت، وفجأة ألقى أحد سكان عمارة بالشارع بكيس مياه على الجميع، لأنه يبدو انه يئس من هذا المشهد المتكرر يوميا منذ حوالى ثلاث سنوات، خصوصا أن جزءا من شارع نوبار صار موقفا إجباريا لسيارات السيدة عائشة.

فى تقديرى الشخصى الجميع ضحايا للمأساة المصرية، البائع الجائل الباحث عن عمل ورزق حلال، والعامل المطحون والساكن اليائس والمواطنون المغلوبون على أمرهم، أما الطرف الأخير وهو الحكومة فغير موجود بالمرة.

بالمناسبة هذا الشارع يبعد أمتارا قليلة عن وزارة الداخلية ومجلس الوزراء والشعب ووزارة الصحة والعديد من الأجهزة والهيئات فى «مربع الوزارات» وحتى من الناحية الأمنية، ينبغى أن تتأكد الحكومة وأجهزتها بأن كل شىء على ما يرام، خصوصا فى هذه الأيام الصعبة.

عندما زأرت الحكومة وبدأت فى حملتها الموسعة ضد الباعة الجائلين قبل شهور ألزمت باعة منطقة السوق بالشارع بالعمل فقط من فوق الرصيف.وبعد أيام قليلة عادت ريما لحالتها القديمة، لدرجة تصورت فيها أن إعادة الهدوء إلى هذا الشارع ضرب من الخيال!!.

كل ما أرجوه من المهندس محلب واللواء محمد إبراهيم و المحافظ المهندس جلال مصطفى السعيد ان يتفقدوا هذا الشارع البائس فى أى لحظة عدا يومى الجمعة والسبت حتى يجربوا ما يعانيه السكان، وحتى لا يتفاجأوا ذات يوم أن الباعة قد اقتحموا مجلس الوزراء نفسه ونصبوا «فَرْشَهم» داخله!.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي