على روسيا فهم نتائج مخالفة القواعد الدولية - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 3:28 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

على روسيا فهم نتائج مخالفة القواعد الدولية

نشر فى : الجمعة 9 ديسمبر 2016 - 10:15 م | آخر تحديث : الجمعة 9 ديسمبر 2016 - 10:15 م
ليست دول الشرق الأوسط وشعوبها وحدها هى التى تتساءل بقلق عن سياسات ومواقف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بعد تسلمه سلطاته الدستورية.
بل يشاركها التساؤل باحثون كبار فى واشنطن ومسئولون سابقون عايشوا أزماتها وحروبها وشاركوا فى محاولة معالجتها.
فأحد هؤلاء يعتقد أن الإسرائيليين لم يُفاجأوا بفوز ترامب لعدم ثقتهم فى استطلاعات الرأى. ويقول إن ما يهمّهم فيه هو توافر ثلاثة أمور عنده: الأول التعلّق بإسرائيل بل متابعة احتضان أمريكا لها.
والثانى فهم جيد لكل «عناصر الشر والأذى» فى المنطقة. والثالث استمرار الاعتماد المضمون على أمريكا كحليف عسكرى لإسرائيل. لكنه يلفت إلى أن الأمر الأخير لم يوضع على محك التجربة بعد، ولذلك فإنه غير أكيد حتى الآن على الرغم من أن مواقف ترامب خلال حملته الانتخابية تضمنت الأمرين الأولين. ويشير إلى أن الرئيس الجديد قد يستثمر خلافين رئيسيَّين بين إسرائيل وأوباما هما الاتفاق النووى مع إيران والصراع مع الفلسطينيين.
علما بأن الخلاف الأخير قد لا يكون كبير الأهمية جرّاء الضعف العام للفلسطينيين ولا سيما لرئيس «سلطتهم» محمود عباس. لكن الاختلاف على النووى يمكن أن يركّز عليه ترامب فى مطلع رئاسته استنادا إلى سلبيته تجاه إيران النووية «المتصالحة» مع العالم. وعلما أيضا بأنه ليس هناك تحديد حتى الآن لقضايا الأمن القومى فى رأيه.

يعتقد باحث أمريكى آخر جدى أن «عدم ثقة ترامب بواشنطن» مكّنته من «الإمساك» بشريحة كبيرة من الأمريكيين المدفوع بعضهم بالولاء الحزبى الأعمى وبالشعبوية الغاضبة، وبعضهم الآخر بالأذى الذى لحق به جرّاء تفاوت المداخيل والمشروع الصحى لأوباما وفرص العمل المحدودة. ويعتقد أيضا أن ترامب تعامل بذكاء مع الموجة المعادية للمؤسّسة (استابليشمنت)، وتعامل مؤيدو الجمهوريين بذكاء مماثل فى انتخابات الكونجرس التى رافقت الرئاسية، ففازوا بغالبية فى مجلسيه. ومن شأن ذلك مع تعيينات المحكمة العليا التأثير على السياسة الاجتماعية لعقدين أو ثلاثة. ما هى سيناريوات ترامب؟ يأمل مؤيدوه، استنادا إلى الباحث نفسه فى أن ينفذ بسرعة خططه للبنى التحتية خالقا بذلك فرص عمل كثيرة لأصحاب الدخل المتدنى، وأن يبدل «أوباماكير» بـ«أوباماكير» آخر مع احتمال توسيع العناية الصحية على المستوى الوطنى العام.
علما بأن مواقفه الملتبسة من «الحرب على الإسلام» تقود إلى زيادة «التعذيب» وفرض قيود على مسلمى أمريكا وقصف مدفعى من دون تمييز فى الشرق الأوسط. ومن شأن ذلك دفع مشكلة الإرهاب الدولى إلى التفاقم.

أما الباحث الثالث وهو مسئول سابق، فهو دنيس روس الذى يقول إن المجتمع الدولى يعرف ماذا يتوقّع من ترامب، وإن عليه أن يطمئن حلفاء بلاده قبل أن يتولى الرئاسة رسميا.
إذ إن التطمينات والالتزامات ضرورية جدا فى أوقات الشدّة كما هى الحال فى هذه المرحلة. فحلف شمال الأطلسى مهم. وكذلك الدول السنّية العربية ولا سيما فى ظل هدف ترامب تدمير «دولة الخلافة الإسلامية». ولذا من الضرورى إشراك السعودية والدول المشابهة لها فى هذا العمل، إذ من دونها لا يمكن إفقاد أيديولوجيا التطرّف والإرهاب الاسلامى السنّى صدقيتها.

ماذا عن روسيا؟ العلاقة الدافئة مع روسيا جيّدة نظريا إذا كانت فى الاتجاهين. أما إذا أراد ترامب السنّة إلى جانبه فعليه أن يتعامل مع سوريا بحذر وحرص. وفى المرحلة الراهنة تقصف حلب وتُدمّر وقد تكون أُخضعت كلها حين يتسلّم سلطاته الدستورية. وذلك قد يؤهله للمطالبة بوقف نار وبعلاقات دبلوماسية تمهّد لاستعادة الأسد كامل السلطة. وإذا كان ذلك هدفه فعلا فعليه أن يُخبر موسكو أن أمريكا ستردّ إذا تابع الأسد مسيرته العنيفة الكبيرة. فضلا عن أن على روسيا أن تفهم أن هناك نتائج لمخالفة القواعد الدولية أو العالمية.

طبعا، يضيف روس، أفصح ترامب المرشّح مرارا عن رغبته فى الخروج من الشرق الأوسط. لكن غالبا ما يغيّر المرشحون مواقفهم عندما يصبحون رؤساء. والحصيلة النهائية لأى أزمة إقليمية ستتوقف على أعضاء إدارته ومستشاريه.
ونظرا إلى الوضع الحالى فى المنطقة حيث الفلسطينيون منقسمون أكثر من أى وقت، والإيرانيون مصممون على التوسع، والسعوديون وسط «ثورة متنكِّرة بإصلاح اقتصادى»، فإن الحلفاء التاريخيين لأمريكا فى إسرائيل والدول العربية السنّية يحتاجون إلى أمريكا قوية الآن أكثر من أى مرحلة سابقة.

النهار ــ لبنان
سركيس نعوم

 

التعليقات