سنة 3 ثورة واقع أليم وأمل بعيد - جمال قطب - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 5:20 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سنة 3 ثورة واقع أليم وأمل بعيد

نشر فى : الجمعة 10 يناير 2014 - 8:50 ص | آخر تحديث : الجمعة 10 يناير 2014 - 8:50 ص

بلغت ثورتنا 3 أعوام ومازال الواقع أليما، فكل مكونات الصورة لا تؤذن بخير، فالشعب المصرى مازال ممزقا تتوزعه أصوات عالية تدعى «زعامة جهولة لا تسمن ولا تغنى من جوع»، ومازلنا جميعا لا ندرك كيفية الخروج من الأنفاق المظلمة، بل إن اليأس تسرب وسيطر على كثير كثير من المواطنين.

بل إننا جميعا لا نساعد أنفسنا على اجتياز تلك الهوة التى سقطنا فيها «هوة الجهل والعناد»، فلو راجع مدعو الزعامة أنفسهم فيما يدعونه من فهم وقدرة وأولوية!!! لو أدرك هؤلاء المدعون أن الزعامة ليست أمانى ورغبات، وليست كلاما وعبارات!!! لو أدرك هؤلاء أن واجبهم الأساسى هو تناسى الزعامة ثم البحث عن التقارب والالتفاف حول فكرة معقولة تبدد جزءا من الظلام.. لو أدركوا لخرجت مصرنا من الأنفاق المظلمة، يا ليت قومى يعلمون.

(1)

والدخول إلى سنة 4 ثورة يحتاج إلى مقومات ضرورية لابد من إنجازها دون النظر إلى زعامة أو قيادة، وأولى هذه الضروريات «مساعدة المواطنين» على الثبات وتحمل المشاق، وهذه المساعدة تحتاج إلى توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة (الطعام/ الشراب/ الكساء/ السكن/ العلاج/ الأمن). فالزعيم الحق والقائد الصادق والجمعية الرشيدة والحزب الفالح هم من يمدون أيديهم بعضهم لبعض لتوفير «ضرورات المعيشة بأسعار مقبولة» سواء من عمل اليد أو من الاستيراد ليقدر الناس على التقاط أنفاسهم ومراجعة أنفسهم وإعادة رسم طريق الخروج من هاوية الخراب.

(2)

والسلطة التى تدير البلاد الآن لم تنجز حتى تاريخه ما يشجع على الاستمرار، وما يشجع الشعب على الاطمئنان، فمازالت السلطات الحاكمة فى شديد الحاجة إلى إجراءات اقتصادية «رحيمة وعاجلة» تقنع المحتاجين بعدم الانزلاق إلى «فوضى الجياع». وأنا أعتقد أن إبعاد شبح الجوع وانتشار الأمن الغذائي ــ سلاح متاح بل ومجانى لا يكلف الدولة شيئا، ولا يحتاج إلى زمن، بل لا يحتاج إلا إلى دراية وجهاد وإخلاص.

وسرعة تأمين الطعام مدخل هام لإشاعة الأمن وسد الطريق على ممارسات العدوان والاختطاف والسرقة التى تجاوزت الحدود المعقولة.

(3)

سنة 4 ثورة ليست بحاجة إلى «دمية هزلية» تسمى «ميثاق شرف إعلامى»، بل بلادنا وواقعنا بحاجة ماسسة إلى «نظام إعلامى جديد» يقوم على وضوح الغاية، وشفافية النقد البناء، واستقطاب الناس إلى تغيير نمط حياتهم، وتشجيع الناس على سرعة التغيير ليتمتعوا بآثاره وجدواه. إن ملايين الأيدى العاطلة –رغم أنها غير مدربة- إلا أنها فى انتظار إشارة البدء بشرط أن تكون إشارة جادة ممنهجة- لينطلقوا تعميرا وإصلاحا وتجديدا.

(4)

إن معارك الدساتير على مدار الـ 3 سنوات كشفت عورات المتزعمين وشبق التواقين للسلطة.. وللأسف الشديد فهم لا يعرفون السلطة إلا تفردا وتحكما وكلاما يقدم للناس ومنافع يقتنصها المتزعمون.. فمصرنا الحالية يكفيها جدا وبسرعة قرار سياسى جرىء يتضمن:

1- إرجاء مشروع لجنة الخمسين.

2- إيقاف دستور 2012.

3- إجراء الاستفتاء على عودة دستور 1971 معدلا بتعديلات لجنة المستشار طارق البشرى.

4- انطلاق المجتمع فى بناء مؤسساته وإدارة مصالحه بشفافية وتوافق حقيقى.

5- تحديد مدة 10 سنوات كمدة لازمة لإشاعة ثقافة دستورية جديدة غايتها الإعمار الحقيقى للبلاد والكرامة الصحيحة للعباد.

وقد قصدت بمدة السنوات العشر، أن تخرج مصرنا من تلك «النيران المتبادلة» بين مواطنين يتزعمون ويتعاركون على القيادة وهم جميعا متساوون فى (عدم الوضوح/ عدم القدرة/ حب النفس/ الإصرار على التخلف/ عدم الانفتاح /الثقة المفرطة بالنفس/ العناد/ المكابرة... إلخ)

ولقد أكثرت من هذه المثالب لأنى واحد من هذا الجيل الذى جعل كل همه إما أن يتمسك بما يراه ويسعى لفرضه، أو أن يرفض رؤية الآخرين ويسعى لإقصائهم، وتلك كارثة مصرنا فى عصرنا.

إن هؤلاء المتزعمين لا يرون اجتماع 25 شعبا أوروبيا تحت راية الاتحاد الأوروبى لتحقيق غاية واحدة هى كرامة الإنسان ورفاهيته، بينما نحن خلف زعمائنا لا نستطيع أن نجمع شعبا واحدا على أولوياته وضروراته.

جمال قطب   رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف
التعليقات