زيارة نتنياهو إلى الهند مهمة لكن ليست تاريخية - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 8:09 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

زيارة نتنياهو إلى الهند مهمة لكن ليست تاريخية

نشر فى : الأربعاء 10 يناير 2018 - 9:20 م | آخر تحديث : الأربعاء 10 يناير 2018 - 9:20 م

مع كل الأهمية للزيارة التى سيقوم بها فى الأسبوع المقبل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى الهند، فإنها ليست زيارة تاريخية. منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين فى سنة 1993 زار الهند وزير الخارجية شمعون بيرس (1993)، والرئيس وايزمان (1996)، ورئيس الحكومة أريئيل شارون (2003)، وكثير من الوزراء. لذا فالمقصود هنا زيارة أُخرى فى سلسلة زيارات.

إذا كنا نريد التحدث عن زيارة تاريخية، فإنها حدثت قبل نصف سنة عندما كان القومى الهندى ناريندرا مودى أول رئيس حكومة هندى تطأ قدماه الأرض المقدسة والبحر المتوسط، ويأخذ صورة مشتركة مع نتنياهو.

البارز بصورة خاصة فى زيارة نتنياهو القريبة هو الحجم الكبير جدا لوفد رجال الأعمال ومدراء الشركات. وهذا ليس غريبا أيضا لأن رؤساء الحكومات فى الغرب دأبوا على اصطحاب مثل هذه الوفود فى زياراتهم إلى دول أجنبية على أمل أن يساعدوا فى تشجيع تجارة دولهم مع الهند، التى تُعتبر هى والصين من الدول الأكثر كثافة سكانية فى العالم (نحو 1.3 مليار نسمة).

يأتى العديد من رجال الأعمال الذين ينضمون إلى الزيارة من الصناعات الأمنية الكبرى، والمتوسطة، والصغيرة، وهذا ليس صدفة. فخلال العقد ونصف العقد الأخيرين تحولت إسرائيل إلى الدولة الثانية المزودة للهند بالسلاح من حيث أهميتها بعد روسيا. وقد باعت إسرائيل إلى الهند طائرات الإنذار الجوى فالكون، وصواريخ من أنواع متعددة، ورادارات، وسفنا حربية، وطائرات من دون طيار، ومدافع، وتكنولوجيا سيبرانية واستخباراتية وغيرها. وقامت وحدات خاصة من الجيش الإسرائيلى ومن الشرطة بالتدرب والتدريب والتعاون مع نظرائها الهنود، وأخيرا جرى تعاون بين سلاحى الجو فى الدولتين.

ليس التعاون بين إسرائيل والهند عسكريا فقط، بل أيضا هناك تعاون فى الفضاء وفى مجال الاستخبارات، وكما تحدثت عنه أخيرا صحف هندية، وفى المجال النووى أيضا. وعلى ما يبدو فإن سبب العلاقة الوثيقة فى هذه المجالات هو باكستان، الدولة المسلمة التى تملك سلاحا نوويا (كما تملك الهند)، والتى تصدر من أراضيها إرهابا إسلاميا متشددا. وبحسب تقدير حذر، فطوال تلك الفترة (العقد ونصف العقد الأخيرين) تتراوح قيمة المشتريات من إسرائيل بين 10 و 15 مليار دولار.

لكن فى السنوات الأخيرة تشهد الهند تحت حكم مودى تغييرا يمس ويمكن أن يمس أكثر فى المستقبل مكانة الهند كسوق كبيرة ومهمة للمنتجات الأمنية الإسرائيلية. تطالب الهند بأن ينتقل تصنيع منظومات السلاح إلى أراضيها كى توفر فرص عمل للسوق المحلية. وفى الواقع فقد أقامت صناعات كبيرة فى إسرائيل مثل رفائيل، والصناعة الجوية، والصناعة العسكرية وشركة ألبيت، فى السنوات الأخيرة فروعا كبيرة واشتروا مصانع أو تشاركوا مع شركاء محليين.

لكن حتى هذا لا يبدو أنه كاف. قبل نحو أسبوع أعلنت وزارة الدفاع الهندية إلغاءها صفقة ضخمة تقدر بنصف مليار دولار لشراء صواريخ مضادة للدبابات من طراز سبايك من صنع رفائيل. فى إسرائيل يفسرون الإلغاء بأنه صراع قوى داخل حكومة مودى، لكن من المحتمل أن تبدأ الهند بالانفصال عن صناعة السلاح الإسرائيلية. هذا لا يعنى أنها لن تواصل شراء كل ما تجده ضروريا أو متقدما، لكن من الأجدى أن تحاول الحكومة التفكير فى مسار تجارى جديد، وأن تفهم أنه ربما من الأفضل الاستثمار فى تسويق تكنولوجيا ومنتجات مدنية فى السوق الهندية الهائلة وللطبقة الوسطى النامية هناك.

يوسى ميلمان
معاريف

التعليقات