انتهازية مواطن - أشرف البربرى - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 2:10 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

انتهازية مواطن

نشر فى : الخميس 10 مارس 2011 - 9:40 ص | آخر تحديث : الخميس 10 مارس 2011 - 9:40 ص
لا يوجد تفسير لموجة الاحتجاجات الفئوية التى تضرب البلاد حاليا وتعوق أى محاولة لتطبيع الحياة فى مصر بعد ثورتها العظيمة إلا أنها نوع من الانتهازية المرفوضة حتى لو لم يكن أصحاب هذه الاحتجاجات يدركون ذلك.

فعندما جاد مئات الشهداء وآلاف المصابين فى أيام الثورة بأرواحهم كانوا فعلوا ذلك من أجل الكرامة والحرية والإنسانية لكل الشعب وليس من أجل من يأتى الآن ويبحث عن مصلحة شخصية رخيصة استغلالا لدماء هؤلاء الشهداء.

لذلك عندما يخرج علينا الآن المحتجون من كل حدب وصوب ليطالبوا بتثبيت فى وظيفة انتظروه صامتين سنوات أو بزيادة فى راتب رضوا به صاغرين أعواما وحتى بالتخلص من مدير ظالم فإنهم يبخسون هؤلاء الشهداء حقهم ويهدرون دماءهم هباء.

وإذا كانت ثورة 25 يناير أظهرت من الشعب المصرى أفضل ما فيه فإن تلك الاحتجاجات الفئوية تعكس روحا شريرة وأنانية لا يفكر أصحابها إلا فى مصالحهم الشخصية الضيقة دون أدنى اعتبار لتضحيات الشهداء التى يجب أن تظل دينا فى رقبة كل مصرى ومصرية.

ربما لا يدرك أغلب المشاركين فى الاحتجاجات خطورة ما يفعلونه على مستقبل الثورة التى أعادت للشعب كرامته وجعلت هؤلاء المحتجين قادرين على النزول إلى الشارع وقتما يشاءون دون خوف من أمين شرطة ولا ضابط أمن دولة. وقد لا يدرك هؤلاء أيضا أن هذه الرغبة فى الحصول على أكبر قدر من المكاسب استغلالا لما يعتبرونه ظرفا مناسبا هى سلوك سيئ يظهرهم فى أسوأ صورة لأن الثورة أكبر من مجرد زيادة فى مرتب أو تثبيت فى وظيفة أو التخلص من مدير مكروه. فكل هذه المطالب مشروعة ومستحقة بل قابلة للتحقق خلال فترة زمنية غير طويلة. ولكن إذا كان الشعب قد تحمل الحرمان من هذه الحقوق ومعها الحرمان من الكرامة والحرية لأكثر من 30 عاما ألا يمكن لنا الانتظار شهورا بعيدا عن تلك النزعة الانتهازية التى لن تؤتى خيرا كثيرا؟

إن من يتصور أنه سيخرج فائزا من هذه اللعبة غير النزيهة هو مخطئ تماما إذ لا يمكن للحكومة مهما أوتيت من قدرة أن تلبى طوفان المطالب الذى أغرق البلاد والعباد ولكن الفائز من هذه اللعبة سيكون بقايا النظام السابق الذين يريدون استمرار حالة الفوضى والاضطراب على أمل الإفلات من العدالة التى حتما ستلاحق ما ارتكبوه من جرائم فساد وإفساد طوال السنوات الماضية.

وإذا كان الحق فى التظاهر والاحتجاج غير مطروح للنقاش فإن ممارسة هذا الحق تصبح خطيئة عندما تتحول إلى خطر يهدد ثورة الشعب التى أبهرت العالم.
التعليقات