الأساتذة السوريون كجزء من الحل - قضايا تعليمية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 6:09 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الأساتذة السوريون كجزء من الحل

نشر فى : الخميس 10 مارس 2016 - 10:00 ص | آخر تحديث : الخميس 10 مارس 2016 - 8:25 م
لا يختلف حال الأستاذ الجامعى السورى عن حال أى مواطن سورى اضطرته ظروف الحرب التى تشهدها بلادنا منذ خمس سنوات للنزوح إلى دول الجوار. إذ نعانى جميعا من صعوبات معيشية واقتصادية بغض النظر عن وضعنا التعليمى وخبراتنا الأكاديمية، خاصة فى ظل تقلص المساعدات المالية المقدمة من المؤسسات الدولية، وغياب أى سياسات تسمح لنا بالعمل بصورة قانونية.

قبل اندلاع الثورة فى سوريا عام 2011، احتضنت خمس جامعات حكومية ما يقارب 7.500 أستاذ جامعى بدرجات علمية واختصاصات مختلفة ولمعظم الكليات العلمية والنظرية واللغوية. اليوم، نزح أكثر من 2.000 أستاذ جامعى من البلاد. عاد منهم عدد قليل جدا إلى جامعته الأم التى حصل منها على شهادة الدكتوراه، بينما يجاهد غالبيتهم فى العثور على فرصة عمل. ففى تركيا، على سبيل المثال، يوجد أكثر من 600 أستاذ جامعى سورى بلا عمل. كما يوجد نحو 250 أكاديميا فى الأردن ولبنان وعشرات الأساتذة فى مصر والعراق. ويوجد نحو 500 أستاذ جامعى فى المناطق المحررة فى شمال سوريا أيضا بلا عمل نتيجة القصف العشوائى المستمر وصعوبة التنقل بين المدن.

فى المقابل، هناك مئات الآلاف من الطلاب السوريين الذين لم تمكنهم ظروف الحرب من استكمال تعليمهم العالى. وتشير العديد من التقارير الدولية إلى صعوبات تواجه تعليم الطلاب السوريين فى دول الجوار يتركز معظمها حول صعوبة التأقلم مع المناهج وأساليب الدراسة الجديدة. إلا أن هذا التحدى الكبير ممكن أن يتحول إلى فرصة لنا نحن الأساتذة السوريين.

***
يمتلك الأستاذ السورى خبرة واسعة فى أساليب التدريس والمناهج التى اعتاد عليها الطالب السورى فى السابق، كما أن الأستاذ السورى الأكثر قدرة على تفهم الظروف النفسية والمعيشية التى يعيشها الطالب السورى خاصة أنه فى الغالب يعيش مثلها. وبالتالى فإن فتح الباب أمام الأستاذ السورى للمشاركة فى تعليم الطالب السورى فى دول الجوار يشكل فرصة كبيرة لمساعدة الطلاب أولا والأساتذة ثانيا سواء على الصعيد الاقتصادى أو على المستوى النفسى. فإلى جانب الخبرات التى نمتلكها، نحن نرغب بتقديم المساعدة لطلابنا وبلدنا التى أنهكتها الحرب وأعادتها عشرات السنين للوراء.

وهنا لابد من التأكيد بأن منح فرصة للأساتذة السوريين للمساهمة فى تعليم الشباب السورى لا يعنى إطلاقا استثناء أو إبعاد الأساتذة المحليين. على العكس، المطلوب هو تضافر الجهود والتعاون بين الأساتذة المحليين ونظرائهم السوريين بما يضمن تمكين الطالب السورى من الحصول على أفضل معرفة وأيضا الاندماج فى المجتمع المضيف بشكل صحيح.

كما أننا نتطلع إلى فرصة تمكننا من استئناف عملنا فى البحوث. ولأن الكثير من الدراسات تجرى وستجرى حول الوضع السورى اليوم وخطط إعادة الإعمار مستقبلا، فإن إشراك الباحثين السوريين فى هذه الدراسات من شأنه أيضا أن يسهم فى تقديم دراسات أكثر قابلية للتطبيق لاحقا.

مع الأسف، فإن معظم المبادرات التى تستهدف مساعدة السوريين – بما فيها المبادرات السياسية ــ تتعامل معنا باعتبارنا عنصرا متلقيا فقط. إن تغيير هذه النظرة والبدء باعتبارنا المكون الأساسى للحل، سيخفف الأعباء بصورة كبيرة على الدول المستضيفة وأيضا على المؤسسات الدولية كما أنه سيساعد على إيجاد حلول حقيقية يتفاعل معها السوريون باعتبارهم شركاء فيها وليس فقط متلقين لها. وبالمثل فإن ازدياد اهتمام الحكومات العربية والمؤسسات الدولية بإيجاد فرص لتعليم اللاجئين السوريين أخيرا، يقدم فرصا جيدة لتحسين أوضاع تعليم اللاجئين السوريين وربما أيضا أوضاع الأساتذة السوريين فى حال تم الالتفات إلينا واعتبارنا جزءا ممكنا من الفرص الممكنة.
  
  عمار الابراهيم
  

تنشر بالاتفاق مع مؤسسة الفنار للإعلام
التعليقات