«حتة من الجنة» - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 9:08 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«حتة من الجنة»

نشر فى : الثلاثاء 10 أكتوبر 2017 - 9:00 م | آخر تحديث : الثلاثاء 10 أكتوبر 2017 - 9:00 م
«لم أكن أتصور أن أبكى إلا لبلدى، فتأكدنا فى ليلة النصر تلك أن مصر أيضا بلدنا وأنها فى القلب تجاور الوطن، كما نجاور نحن فى قلوب المصريين بلدهم.. الصعود المصرى إلى كأس العالم، جاء بعد عناء.. جاء عصيا وصعبا.. كانت ولادة مستحيلة، بعد مباراة تلاعبت بالأعصاب حتى اللحظة الأخيرة، وشهدت أقصى دراما الكرة.. تقدم فيها الفراعنة بهدف، قبل أن يباغتهم منتخب الكونغو بالتعادل فى وقت قاتل ومحبط.. فى الدقيقة السابعة والثمانين.. بدا الحلم لوهلة يتفلت من الأيدى ويوشك أن يغادر الصدور.. وحده محمد صلاح «أبو مكة» بدا وكأنه يرى فى الأفق ما لا نرى.. لملم جراحه سريعا، ونادى على زملائه اللاعبين، كفارس قادم من بعيد، لتدور الدائرة، ويحصل المنتخب المصرى على ضربة جزاء مستحقة، أحرز منها صلاح الخير والفرحة هدف الفوز الغالى الذى أسعد كل العرب من المحيط إلى الخليج».

** كان ذلك جزءا من مقال الكاتب الإماراتى محمد البادع عن تأهل مصر إلى المونديال.. وقد تفاعل الأشقاء العرب مع تأهل المنتخب بما يعكس محبة هذا البلد فى قلوب الأشقاء.. فلم يبخل كاتب عربى بالتهنئة، ولم يبخل مواطن عربى بالتهنئة. امتلأت مواقع التواصل الاجتماعى بمشاعر الفرحة الصادقة من سعوديين وإماراتيين، وكويتيين، وبحرينيين، وتونسيين ومغاربة وفلسطينيين. ومن أسف أن كاتبا قطريا كتب هزلا لا يصدق، ناعيا احتمال عدم تأهل هولندا والأرجنتين بينما تأهلت السعودية ومصر.. يا إلهى هل يمكن أن يصل المرض إلى تلك الحالة المستعصية؟ 

** أترك هذا التلوث، وأنتقل إلى مشاعر المحبة الصادقة، وأنقل لكم مقالا توقفت أمامه وكتبه الزميل عمران محمد فى جريدة الاتحاد الإماراتية.. بعنوان: «حتة من الجنة ».. ارجوكم اقرأوه.. 
هى قطعة من القلب.. أم جزء من الطفولة.. أم أوراق من دفاتر ذاكرة الأيام.. أم هى كل شىء؟
هى شىء مختلف.. كنسمة هواء من رئة النيل 
هى أسطورة كقصة حب أزلية هبطت من السماء 
هى لحظة صفاء كدموع أم فى ساحة مطار 
هى عناق صديق بعد العبور 
هى عيون أغمضت لحظة تقدم «صلاح» 
أم هى كل شىء 
رسمها عمر خيرت فى مقطوعته الشهيرة، وترك لكم حرية الخيال 
فيها حاجة حلوة.. فيها نية صافية 
ابحثوا عنها 
فستجدونها فى كل شىء 
النيل.. وصوت حليم.. وكل ألحان الترانيم 
هى كالسحر 
لا نعلم لماذا هى بالذات.. لماذا هى فقط؟
فى نشيدها شجن.. فى كلمات بلادى بلادى، معنى مختلف للوطن 
فى راياتها شىء من الفخر.. أكتوبر أو يوليو.. أو حتى عيد النصر 
منها عرفت قيمة الأوطان.. كيف يكون ترابها أهم من الحياة 
كيف يصبح الموت رخيصا فداء لروحها 
هى شىء من دروس الماضى.. هى كلمات أستاذ علمنى الحرف 
هى كالعرق الخفى يجرى فى القلب دون أن تشعر 
اسألوا المغتربين عنها.. ومن غادروها بحثا عن شىء مختلف 
لماذا لا تزال تحبها؟.. لماذا تبكى لأجلها؟.. لن يجيب بكل الكلمات 
فحبها شىء أقوى حتى من قصائد شوقى 
فى حبها نظرات فاتنة أجمل حتى من سحر كليوباترا 
هى شىء لا يُوصف.. لا يُقال.. ولا حتى يُكتب..
لأنها كل شىء..
ضحكت بالأمس.. ففرح لابتسامتها كل أوفياء العرب 
فهى قلب الأمة.. وأحيانا كل هذه الأمة 
كلمة أخيرة
هى باختصار حتة من الجنة.. فهل تُوصف الجنة؟

 

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.