الإسلام كما أدين به.. 3ـ ربنا، أ- صفات كماله - جمال قطب - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 4:03 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الإسلام كما أدين به.. 3ـ ربنا، أ- صفات كماله

نشر فى : الخميس 10 ديسمبر 2015 - 10:20 م | آخر تحديث : الخميس 10 ديسمبر 2015 - 10:20 م

ــ1ــ
حينما يخضع الإنسان خضوعا مطلقا بإرادته، فلابد أن يكون هذا الخضوع للمعبود «كامل الأوصاف» يعنى اتصافه جل جلاله بجميع صفات الكمال، وهى صفات ذاتية تبين حقه جل جلاله فى التفرد بالعبادة والطاعة والحب والاستجابة لكل ما يصدر عنه من أمر ونهى، وصفات الكمال لله أكثر من أن تحصى، ويجتهد الجميع للتعرف على بعضها. وأولى صفات الكمال هى الوحدانية: فهو واحد لا شريك له، وهو «أحد» لا جزء له وهو صمد.
وقد يسأل سائل: ماذا يستفيد الإنسان من وحدانية الله؟! وهو جل جلاله لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، لهذا فإن «الوحدانية والأحدية» تطمئن الإنسان أن الكون خال تماما من دعاة الألوهية، فما دام جل جلاله واحد أحد فليس على الأرض إله ولا شريك له، فليس بين الكبراء ولا الأغنياء ولا الأباطرة من يخشاه الناس فيعبدونه أو يطيعونه على مضض. فالوحدانية إقرار مزدوج يثبت تفرد الله ووحدانيته وأحديته من ناحية، كما يثبت مساواة جميع البشر بعضهم لبعض من ناحية أخرى.
فما أعظم فائدة الإنسان من وحدانية الله، ومن الوحدانية أيضا يستفيد الإنسان راحة نفسية وعقلية إذ إنه يعبد واحدا أحدا فلا تضارب فى الأوامر ولا تناقض فى التوجهات، ولا تضاد فى المشاعر. فمجموع مكونات الإنسان تخضع لرب واحد مما يشعر بالثبات والسكينة.
ــ2ــ
ومن صفات كماله سبحانه أنه وحده الخالق والخلاق العظيم الذى خلق كل شىء وقدره تقديرا وأحاط بكل شىء علما فهو سبحانه يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، وهو وحده يعلم ما تحمل كل أنثى إن كان شقيا أو سعيدا، ويعلم مقدار نفعه وضره ويعلم مدى عمر ذلك الجنين، ويعلم كم وكيف يكتسب ذلك الإنسان رزقه ويعلم نهاية أجل كل شىء زمانا ومكانا ((....وما تدْرى نفْسٌ....))
ــ3ــ
ومن صفات كماله جل شأنه أنه: العليم السميع البصير المحيط بكل شىء.
فإذا كانت علوم الناس تقوم على معارف مستمدة من قوى وأدوات خارجة عنها بل إن العلماء ينقلون عن بعضهم البعض على ثقة منهم، لكن علم الله فهو علم ذاتى لا يحتاج إلى مدخلات خارجية، فهو سبحانه الذى خلق البشر جميعا وهو رازقهم جميعا، وهو يسمع كل ما يعلنونه ويعلم كل ما يخفون، فهو جل شأنه ((...يعْلم السر وأخْفى)) وهو ((...عليمٌ بذات الصدور )) وهو سبحانه وتعالى ((وعنْده مفاتح الْغيْب لا يعْلمها إلا هو....))
ــ4ــ
ومن صفات كماله سبحانه أنه «القدوس المهيمن» فهو سبحانه وحده الجدير بتقديس الخلق له واختصاصه بالحب والخشية والطاعة، فهو وحده خالقهم ورازقهم فهل يقدسون غيره حاشاه؟! وهذا المهيمن المحيط يجمع المخلوقات إحاطة تجعل الجميع طوع أمره، فالمهيمن جل شأنه هو المطيع دون نزاع أو معارضة، فالسموات وما فيها والأرض وما فيها قد خاطبها المهيمن ((.. فقال لها وللْأرْض ائْتيا طوْعا أوْ كرْها قالتا أتيْنا طائعين))
ــ5ــ
ومن صفات كماله جل شأنه أنه (الحكم والحكيم والحاكم ) الذى يحكم جميع الشئون وينفذ حكمه فى جميع النزاعات....وإذا كان القاضى فى الدنيا لا يستطيع أن يحكم إلا إذا توافرت أمامه 1ــ المعلومات الكافية عن النزاع، 2ــ الشهود، 3ــ وكيل عن الغائب، 4ــ خبير حسابات (محاسب) حتى يستطيع القاضى أن يقترب من الحق، فإن الله جل جلاله لا حاجة له إلى شىء من هذا، فهو الحكم، وهو الشهيد، وهو الوكيل، وهو الحسيب، وهو الرقيب، وهو الحق المبين. فحقوق العباد لا تضيع عنده لأنه هو جل جلاله الحافظ والحفيظ.
ــ6ــ
وثانى صفات الكمال أنه سبحانه (قوى عزيز) و(قادر قدير مقتدر) فهو قوى لا يغلبه أحد، ولا يعطل مشيئته أحد، ولا يلغى حكمه وقدره أحد. كما أنه جل جلاله قوى قادر ينصر كل ضعيف ويروع كل متكبر مغرور، وإذا ذكرنا مطلق القدرة نجد أنه سبحانه اتصفت قدرته بجميع تجليات القدرة فهو قوى، وهو عزيز لا ينال ما عنده إلا بإرادته، وهو قادر يفعل كل ما يشاء، وقدير قدر الخلق والأرزاق، وهو مقتدر يصنع ما لا يتصوره أو يحسبه إنسان (سبْحان رب السماوات والْأرْض رب الْعرْش عما يصفون).
كما ينفرد سبحانه بأنه القاهر والقهار، يقهر من يتطاول على خلقه أو يزاحمه الأهمية، فله سبحانه وتعالى الكمال الأكمل سبحانه الإله الواحد الأحد.

يتبع،،،،،

جمال قطب   رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف
التعليقات