بينت يسيطر على الحكومة الإسرائيلية - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 8:02 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بينت يسيطر على الحكومة الإسرائيلية

نشر فى : السبت 10 ديسمبر 2016 - 10:55 م | آخر تحديث : السبت 10 ديسمبر 2016 - 10:55 م
صحيح أنه مكتوب فى ويكيبيديا أن رئيس الحكومة هو بنيامين نتنياهو وأن الليكود هو الحزب الحاكم، لكن هذا «مظهر» وجزء من الكذبة الإسرائيلية، فرئيس الحكومة الحقيقى هو نفتالى بينت، والحزب الذى يقرر مسار حياتنا هو حزب المستوطنين (حزب البيت اليهودى سابقا).
منذ نحو 40 عاما يقدر هذا الحزب مسار حياتنا. لقد بدأ هذا مع غوش إيمونيم التى فرضت على حكومات إسرائيل الاعتراف بمستوطنات فى وسط الضفة، وهو لا يزال مستمرا اليوم بوتيرة أسرع مع حزب المستوطنين الذى سيطر على الحكومة. لقد نجح بينت هذا الأسبوع فى بلبلة دولة بأكملها وإشغالها بمستوطنة صغيرة غير قانونية تتألف من 40 كرافانا مقامة على هضبة صغيرة بالقرب من عوفرا. لم يعد هناك ما هو أهم منها: لا نقاش الميزانية، ولا النتائج المتدنية فى التعليم، ولا تصاعد عدد حوادث الطرق، ولا عدم جهوزية الجبهة الداخلية، ولا قضية الغواصات. لقد استبعد كل شىء من أجل عن عمونه وتبييض سرقة أراض خاصة فى المناطق [المحتلة]، لأن بينت أراد ذلك.
فى إمكاننا مواصلة البكاء على هذا الوضع الجنونى الذى وصلنا إليه، الذى هو وضع يهدد استمرار وجود الهيكل الثالث، لكن من الأفضل التفكير فى حل. إن قوة بينت تنبع من نظام الحكم عندنا الذى يتيح لكل مجموعة أقلية فرض إرادتها على الأكثرية. وفى النظام البرلمانى الحالى، يستطيع كل حزب أقلية تقريبا يدخل إلى الائتلاف الحكومى إسقاط الحكومة متى يشاء. هذا الواقع يفرض على رئيس الحكومة العمل طوال الوقت على تحصين الائتلاف، والانصياع إلى مطالب مختلفة ومتنوعة، من دون أن يكون قادرا على تحقيق وجهة نظره. إن قدرته على الحكم متدنية إلى حد أن الحقيبتين الأساسيتين، وزارة المال ووزارة الدفاع، اضطر إلى إعطائهما إلى خصومه. كيف يمكن إدارة أى شىء بهذه الطريقة؟
لقد تحدثنا عن قوة حزب المستوطنين، لكن سائر أحزاب الائتلاف تفعل ما يحلو لها كذلك. فقد نجح حزبا الحريديم فى الحصول من نتنياهو على اتفاق ائتلافى مكلف للغاية وعلى إلغاء فرض تعليم المواد الأساسية [كالرياضيات والعلوم فى المدارس التابع لهما]. أما وزير المال موشيه كحلون فهو يدير سياسة «يوجد عندى» من أجل كسب ودّ الجمهور، ونتنياهو يستشيط غضبا. أما وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، فهو أخذ على عاتقه مهمة الرجل الناضج والمسئول، لأنه يريد الحلول محل نتنياهو.
ما الذى بقى لرئيس الحكومة؟ ضبط النفس والمناورة. فهو مضطر إلى أن يضع جانبا مشاريعه، وأن ينفذ كمن ركبه الشيطان، سياسة أحزاب الأقلية. إن هذه هى نتيجة نظامنا حيث تحصل الأقلية على قوة أكبر بكثير من القوة التى منحها إياها الجمهور فى الانتخابات. إنه نظام مشوّه وغير ديمقراطى، تسيطر بواسطته الأقلية على الأكثرية. ولهذا يجب تغيير النظام والانتقال إلى نظام أكثر ديمقراطية يوفر قدرة على الحكم واستقرارا من خلال المحافظة على تمثيل الأقلية وحقوقها.
المقصود هو نظام يجرى فيه انتخاب رئيس الحكومة بصورة مباشرة وببطاقة أولى، ويُنتخب الكنيست ببطاقة ثانية وفق النظام النسبى المعمول به. إن رئيس حكومة يحصل على صلاحياته مباشرة من الجمهور يمكنه تأليف حكومة تتوافق مع وجهات نظره فيها أشخاص يعتمد عليهم، وهو لن يكون بحاجة إلى ثقة الكنيست، ولن يستطيع أى حزب أقلية إسقاطه. لذا، فهو يستطيع أن يحكم ولاية كاملة من دون إزعاج وأن ينفذ مشاريعه من دون خوف من إسقاطه غدا. إن الاستقرار والقدرة على الحكم هما أيضا شرطان أساسيان من أجل القيام بإصلاحات صعبة لا تظهر ثمارها إلا بعد مرور سنوات. من هنا، فإن الذى لديه أربع سنوات من الحكم على الأقل، يستطيع تنفيذ هذه الإصلاحات. وفى اللحظة التى تُنفذ ستربح الدولة نموا وارتفاعا فى مستوى المعيشة.
عندما يحدث ذلك، فإن بينت والحريديم وكحلون وليبرمان سيفقدون قدرتهم على الابتزاز، وسيصبح واضحا للجمهور من هو المسئول عن كل نجاح أو فشل. وهكذا أخيرا لن يكون بينت الرئيس الفعلى للحكومة.

نحميا شطرسلر
هاآرتس
التعليقات