فرنسا وأولاند - الأب رفيق جريش - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 11:18 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فرنسا وأولاند

نشر فى : السبت 10 ديسمبر 2016 - 10:45 م | آخر تحديث : السبت 10 ديسمبر 2016 - 10:45 م

لم تكن مفاجأة للعيون المراقبة والثاقبة أن الرئيس الفرنسى الاشتراكى فرانسوا أولاند لن يرشح نفسه لفترة رئاسية ثانية فى انتخابات 2017 فهو الرئيس الأقل شعبية من ضمن رؤساء الجمهورية الخامسة، حيث لا تتعدى شعبيته الـ 4 % حسب مؤشرات واستطلاعات الرأى وقد بدأ رحلة السقوط منذ 2013، بينما منافسه السابق الرئيس اليمينى ساركوزى لم تتدهور شعبيته أثناء رئاسته لأقل من 30 % وما أعطى للرئيس أولاند بعض الأمل هو ارتفاع شعبيته لـ 30 % أثناء فترة الاعتداءات الإرهابية التى أصابت فرنسا وباريس بالذات عام 2015 وذلك لإدارته للأزمة، ولكن سرعان ما رجعت المؤشرات إلى السقوط مرة أخرى. فالبطالة وصلت إلى أعلى درجات الخطر مع غلاء للمعيشة وضعف المرتبات والتى أصابت بنوع خاص الطبقة الوسطى من الشعب وهم الموظفون ثم أيضا العمال والفلاحين وكل من هم ما بين 30 و50 سنة وهم الطبقات التى كان يتكل عليها اليسار فى الانتخابات رغم وعود الرئيس المتكررة وحزبه اليسارى بتصحيح الأمور إلا أنها باءت بالفشل وكذلك برامج الضرائب وتخفيض ساعات العمل وإلى آخرها باتت هى أيضا متذبذبة وفاشلة. سمة سبب آخر وهو أن برامج الأحزاب اليمينية أصبحت أكثر يسارية فيما يخص الجزء الاجتماعى وبسط الحماية على العمال والفلاحين والأكثر احتياجا، بينما الجزء الأخلاقى فهو يخاطب المحافظون والمتدينون من الشعب خاصة فى قضايا المهاجرون والأسلام السياسى والأجهاض والمثلية وما إلى ذلك مما يسد الطريق أمام اليسار الفرنسى من النجاح فى الانتخابات الرئاسية القادمة عام 2017. ورغم أن الرئيس الفرنسى أولاند انسحب ولن يدخل أى سباق رئاسى إلا أن رئيس وزرائه مانويل فالس نزل إلى حلبة السباق رغم المخاطرة الكبيرة فى عدم النجاح لأن الشعب ينظر إلى أن الرئيس ورئيس وزرائه والنهج الذى ينهجونه فى إدارة مشاكل البلاد هما واحد ويبدو أن الشعب الفرنسى الآن متعطش للتغيير.

والرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند إذا كان فاشلا فى إدارة البلاد إلا أنه أثبت فى المواقف الصعبة أنه رجل دولة فقد أثبتها فى الاعتداءات الإرهابية المتكررة والتى أودت بحياة كثيرين والآن يثبتها فى إدارته للمرحلة الانتقالية أو بأدق فى الفترة المتبقية لحكمة والتى تُعد للأنتخابات الرئاسية القادمة.

الأب رفيق جريش الأب رفيق جريش
التعليقات