الفوز والمتعة.. شكرا جوارديولا..! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 3:25 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الفوز والمتعة.. شكرا جوارديولا..!

نشر فى : الإثنين 11 فبراير 2019 - 10:45 م | آخر تحديث : الإثنين 11 فبراير 2019 - 10:45 م

** أجاب مانشستر سيتى على السؤال الجدلى الساذج:
لماذا نلعب كرة القدم؟ هل نلعبها من أجل الفوز بأى طريقة؟ هل نلعبها من أجل المتعة ونثرها؟ هل نلعبها من أجل الفوز والمتعة؟
** إنها تساؤلات يطرحها الأطفال الذين ينتظرون دائما إجابة مسطحة بنعم أو لا، أو إجابات العصافير التى تختار الفوز أو المتعة، وهى تساؤلات قديمة أيضا حول اللعبة الشعبية الأولى، وتحكم الإجابات أحيانا نقص الثقافة الكروية، ونقص الثقافة العامة. فالقاعدة، وضع تحت كلمة القاعدة ألف خط، أن الذى يلعب بقوة وبمبادرة، ويلعب بجودة، ويلعب بأفضل الطرق، ويلعب بإبداع وابتكار وبمهارات، سوف يفوز فى النهاية، وسوف يمتع الجماهير فى النهاية، وبالتالى سوف يمزج بين الفوز وبين المتعة فى النهاية.. أما الاستثناء، فهو الفوز بدون متعة فى الأداء وبدون قوة وابتكار وإبداع وبدون مهارات. وهذا الاستثناء يعلقه التعساء والضعفاء على أبواب الاستادات وفوق مسطحات العشب الأخضر، ويسجلونه كحقيقة أبدية فى كرة القدم لتبرير ضعفهم وخيبتهم!
** لقد حقق مانشستر سيتى فوزا كاسحا على تشيلسى 6/صفر، وهى أسوأ هزيمة تصيب الفريق منذ الخسارة 7/صفر أمام نوتنجهام فورست فى إبريل 1991. . وقد توقف العالم أمام الحادث الأليم الذى وقع فى مدينة مانشستر مساء الأحد فى تمام الساعة السادسة بتوقيت القاهرة. توقف العالم أمام النتيجة، وأمام هات ــ تريك أجويرو رقم 15 مع مانشستر سيتى.. لكننى أتوقف مرة أخرى، عند الأسلوب الذى يلعب به جوارديولا.. أتوقف عند الاستحواذ بمفهومه الإيجابى والفلسفى. فكلما امتلك فريق الكرة فإنه يحرم الفريق الآخر منها.. لكن الاستحواذ له هدف، وهو تسجيل الأهداف.
** إلا أن الموضوع ليس أجويرو وحده الذى وقف العالم ووقفت الصحف الإنجليزية أمامه، فى ترسيخ لفكرة اللاعب البطل، بينما أرى أن الأفضل هو «الفريق البطل». هو العمل الجماعى الذى منح أجويرو كفرد المساحة للتألق والتسجيل. فلا تظنوا أبدا أن الأرجنتينى فعل ذلك وحده، لأن بجواره مهاجمين يتحركان ويصنعان المساحات والثغرات، ستيرلينج وبرناردو، ومعه خط وسط رائع، دى بروين، فيرناندينيو، جوندوجان، وجناحان طائران ووكر وزينتشينكو. مع أجويرو فريق. وقبل ذلك مع الفريق قائد ومدرب صاحب فلسفة، يصيب دائما ويخطئ أحيانا، لكن المحصلة أنه أفضل مدرب فى العالم!
** منذ سنوات فى أكاديمية برشلونة أدخل يوهان كرويف نجم هولندا الشهير حين كان مدربا للفريق الأول أسلوب الكرة الشاملة الذى لعب به فريق أياكس أمستردام ومنتخب هولندا فى مطلع السبعينيات. ومزج كرويف بين الكرة الشاملة التى تقوم على تبادل اللاعبين لمراكزهم بصفة مستمرة أثناء اللعب والحركة، وبين أسلوب تبادل اللاعبين للكرة بتمريرات قصيرة، لفرض السيطرة النفسية والذهنية والبدنية ولإنهاك الخصم. وأمسك جوارديولا بفلسفة أستاذه الهولندى.
** يقول جوارديولا: «إن هذا الأسلوب لم يكن قائما أبدا على فكرة الاستحواذ على الكرة بالتمرير دون هدف أو لمجرد تبادلها، وإنما كان الهدف فى كل مباراة أن نمرر ثم ننطلق نحو الامام وإلى مرمى المنافس».
** وهو الأسلوب الهجين بين الكرة الشاملة الهولندية والتيكى تاكا التى استخدم فيها الإسبان مهارات التمرير وتبادل الكرة للفوز بالصراعات الفردية والجماعية فى الملعب دون الحاجة للاحتكام إلى صراعات بدنية تستخدم فيها القوة العضلية خاصة أن أجساد لاعبى إسبانيا صغيرة.
** انظروا لكرة القدم بعمق. فهى ليست لعبة فرد. وليس صحيحا أن اللعب للفوز يكون تسولا وبأى ثمن. وإنما الأداء الممتع والقوى يقود الفريق غالبا إلى الفوز.. شكرا جوارديولا!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.