العدوان على غزة - مصطفى النجار - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 7:45 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

العدوان على غزة

نشر فى : الجمعة 11 يوليه 2014 - 4:35 ص | آخر تحديث : الجمعة 11 يوليه 2014 - 4:35 ص

لو حلمت جولدا مائيرا وموشى دايان ورابين وشارون وبيريز وكل رموز الدولة الصهيونية بأن يقوموا بذبح أهلنا فى فلسطين وقصفهم بالصواريخ والطائرات مع ضرب حصار خانق عليهم من جميع الاتجاهات، ثم يظهر مصريون فى نفس الوقت يرفعون شعار (اقفلوا معبر رفح) و(ملناش دعوة بالفلسطينيين خلى إسرائيل تربيهم) و(دول مش مقاومين دول إرهابيين)! لهلل هؤلاء واستغنوا عن حلم دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات ولهنأوا أنفسهم بانتشار الفكر الصهيونى المؤيد لقتل العرب وإبادتهم بين العرب أنفسهم!

فى نفس الوقت الذى كانت بعض صفحات التواصل الاجتماعى تظهر فيها هذه الشعارات وبعض الهاشتاجات على أيدى بعض المصريين ممن أعميت بصيرتهم وانتحرت ضمائرهم، كانت كتائب القسام تطلق اسم «عملية العاشر من رمضان» على قصفها لإسرائيل وتهدى هذا الإسم إلى «أرواح شهداء الجيش المصرى فى معركة العاشر من رمضان» حيث جاء فى بيانها (تتعانق أرواح شهداء غزة الأطهار الذين ارتقوا اليوم جراء إجرام العدو الصهيونى مع دماء أبناء الأمة العربية والإسلامية، ويظلنا اليوم عبق الانتصارات على الكيان الصهيونى، وتتوالى البشريات إيذانا بدحر المحتل عن ثرى فلسطين الحبيبة، التى اغتصبها ظلما وعدوانا وإننا فى كتائب القسام لنهدى عملية القصف النوعى الأخير والتى أطلقنا عليها ــ عملية العاشر من رمضان ــ إلى أرواح شهداء الجيش المصرى الأبطال، الذين ارتقوا خلال معركة العاشر من رمضان البطولية ضد العدو الصهيونى عام 1973، ونعد شعبنا وأمتنا أن نبقى رأس الحربة فى الصراع مع المحتل والدرع الحامى لشعوب هذه الأمة من صلف وتغول الصهاينة).

•••

حملة استعداء المصريين على أهل غزة والفلسطينيين بشكل عام ليست جديدة فقد رأينا مشاهدا منها قبل ذلك فى كل عدوان يستهدف أهل غزة، ولكنها اليوم تأخذ طابعا مختلفا إذا دجنتها وسائل إعلامية استغلت موقف قطاعات واسعة من المصريين ضد جماعة الإخوان لتربط المقاومة الفلسطينية كلها بالإخوان، وتصور المقاومين من حماس وغيرها على أنهم ارهابيين يتربصون بمصر ويدينون بالولاء للتنظيم الدولى للإخوان. ولم يقتصر الأمر على ذلك فوسط حملات الأكاذيب المستمرة منذ هراء أن الكهرباء كانت تقطع فى عهد مرسى لأن الغاز والوقود يخص به أهل غزة، وأكذوبة أن عناصر حماس قتلت الثوار فى موقعة الجمل وجمعة الغضب، ناهيك عن الاتهام المسيء ــ للدولة المصرية وأجهزتها أولا قبل أى طرف آخر ــ بأن هناك كتائب فلسطينية تحركت مسافة 600 كم من الحدود الفلسطينية المصرية لتعبث بالأمن القومى بالقاهرة وتفتح السجون وتقتل المتظاهرين دون أن يراهم أحد ودون أن تمنعهم أى جهة بالدولة، من فعل ذلك!. وسط هذا الهراء ظهر بيننا من كتبوا بمنتهى الوقاحة والنذالة (كتر خيرك يا نتنياهو ربنا يكتر من أمثالك للقضاء على حماس اس الفساد والخيانة).

وهذا ما يثير تساؤلات يجب البحث عن إجابتها، هل نجحت إسرائيل فى خلق طابور خامس مؤيد لها بين العرب والمصريين يتبنون أجندتها ويدافعون عن إجرامها؟ هل اللوثة العقلية التى تسبب فيها الإخوان للبعض أوصلتهم للفرح بقتل إخوانهم فى غزة؟ هل الاختلاف مع حماس ــ والتى لم يثبت حتى الآن بشكل عملى اتهام واحد من الاتهامات المتتالية ضدها ــ يبرر مساندة إسرائيل ومباركة قتل أهلنا فى غزة؟ هل تغير عدونا الاستراتيجى تحت موجات غسيل الدماغ وتغيير الهوية الوطنية؟

•••

لا شك أن من باركوا القتل فى مصر وسفك الدماء سيباركون القتل فى فلسطين لأنهم فقدوا ما يربطهم بالإنسانية. ولكن إذا كانوا يدعون الوطنية ويطنطنون بها ألا يعلمون أن هذه المقاومة التى يباركون سحقها هى خط الدفاع الأول عن بوابة مصر الشرقية وأنها تمثل شوكة وحائط صد يعوق إسرائيل التى عجزت فى 2009 عن اقتحام غزة بريا وتكبدت خسائر فادحة عوضتها بقصف المدنيين بالأباتشى وال إف 16 لتثلج صدور مواطنيها الذين أذهلهم عجز جيشهم عن سحق المقاومة وإبادتها كما توعد قادتهم!

ما يجب أن يعلمه فاقدوا الانسانية ومدعو الوطنية أن أمننا القومى لا يكتمل إلا بثبات أهل غزة، وأنهم يخوضون حربا بالنيابة عنا كصف أول للمواجهة مع العدو الاستراتيجى للمصريين والعرب، ولا يستحقون منا سوى كل دعم وإجلال وتقدير وليس الشماتة والدعوة لحصارهم لتسهل إبادتهم ثم يأتى الدور علينا، كتبت المبدعة «تغريد سعادة» بنت الضفة الغربية لهؤلاء قائلة (من يشكر عدو شعبى لقتله جزءا من شعبى خائن، ومن يشكر عدونا على عدوانه وسفكه لدماء الأبرياء فهو الخائن الحقيقى الذى يجب أن يخجل من عاره وإثمه). ستنتصر المقاومة فى فلسطين وستتراجع إسرائيل، ليس لأن الخليفة الداعشى المزعوم حرك جيوشه ولا لأن حكام العرب استنكروا وشجبوا ولا لأن المجتمع الدولى مارس الضغط ليتوقف القتل، بل لأن إسرائيل لا تعرف إلا لغة القوة والتى ستذوق بأسها على يد المقاومة رغم ضعف إمكانياتها فى مواجهة جيش قاتل لديه أحدث السلاح والعتاد. ستخسر إسرائيل جولتها وتعود أدراجها لأن هؤلاء الذين يواجهونها يطلبون الموت ويتسابقون إليه، بينما الصهاينة يريدون الحياة ويتشبثون بها.

المجد لكل مقاوم والعار لكل صامت ومتآمر وشامت، المقاومة صبر يعقبه نصر (إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا).

مصطفى النجار عضو مجلس الشعب السابق
التعليقات