الاعتداء الموسمى - نادر بكار - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 11:40 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الاعتداء الموسمى

نشر فى : الجمعة 11 يوليه 2014 - 4:30 ص | آخر تحديث : الجمعة 11 يوليه 2014 - 4:30 ص

العدوان الموسمى على غزة يخلف أكثر من ثمانين قتيلا فى أقل من ثلاثة أيام، وكالمعتاد كلهم من المدنيين العزل أطفالا كانوا أم نساء وشيوخا، وكالمعتاد أيضا يُطلق لتل أبيب العنان أن يطال سلاحها الجوى كل حجر فى غزة لأطول فترة ممكنة قبل أى تدخل دولى لوقف العدوان ــ إن حصل التدخل ــ مع تهديد مستمر باجتياح برى لن يحدث.

ذريعة بدء العدوان الصهيونى هذه المرة كانت واقعة اختطاف ثلاثة مستوطنين وقتلهم بشكل يثير العديد من علامات الاستفهام حول المنفذ والمستفيد.. الاحتلال الإسرائيلى يزعم أن عدوانه يهدف للرد على حماس تحديدا، معتبرا إياها المسئول المباشر، لكن ما الذى يمكن أن يدفع حركة حماس إلى الإقدام على عمل كهذا وفى هذا التوقيت الحرج تحديدا؟

حماس كانت قد أخذت قرارا استراتيجيا تستبق به محاولات إقليمية لإحكام الخناق عليها، لا سيما وقد بلغ توتر علاقاتها بالجانب المصرى أوجه، وانشغلت عنها طهران بمعاركها فى العراق وسوريا، هذا فضلا عن انصراف نظام بشار عنها لأولوية حربه الداخلية.. فلما تضافرت عوامل كثيرة تعجل باجتثاث جذورها بادرت الحركة إلى تغيير وضعها بصورة جذرية بعد سنوات من الانفراد بحكم قطاع غزة وسارعت إلى تذليل كل العقبات للتوصل إلى تسوية مع جانب فتح لتذوب فى جسد فلسطينى واحد من جديد، بل ووجهت بعض قياداتها الشكر للجانب المصرى على جهود إتمام المصالحة، وكأنها محاولة لتخفيف حدة التوتر مع الجانب المصرى فى التوقيت ذاته.

ولم يعد خافيا أيضا أن الارتباط الحمساوى الإخوانى، لا سيما وقد ظهر تأثيره فى أعقاب ثورات الربيع العربى قد بات يشكل مصدرا لقلق بعض الأنظمة العربية التى تتربص بالإخوان ويتربص بها الإخوان الدوائر فى مواجهات مباشرة أو بالوكالة، لكن ثوابت شعوبها الدينية والوطنية التى تمثل القضية الفلسطينية أحد أهم ركائزها ما زالت تحول بين تلك الأنظمة وبين إظهار عداء مباشر وعلنى لفصيل مقاوم فلسطينى، وبالتحديد فى مواجهة اعتداء وحشى همجى حتى ولو انصبغ بالصبغة الإخوانية.

حماس تدرك أنه يتم استدراجها، وأرى أنها حريصة حتى هذا التوقيت على تفويت الفرصة والخروج بأقل خسائر ممكنة، لكن الشعب الفلسطينى كعادته هو من سيدفع ثمن لعبة سياسية إقليمية كبرى من دماء أبنائه ومقدراتهم بلا أمل قريب فى إمكانية تغيير الوضع.