يوميات الانتخابات ـــــ تنظيم حملة انتخابية حقيقية - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 11:44 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يوميات الانتخابات ـــــ تنظيم حملة انتخابية حقيقية

نشر فى : السبت 12 نوفمبر 2011 - 8:00 ص | آخر تحديث : السبت 12 نوفمبر 2011 - 8:00 ص

قررت خوض الانتخابات البرلمانية وهدفى الأول هو تنظيم حملة انتخابية حقيقية تتواصل مع الناخبات والناخبين انطلاقا من مشروع سياسى وتنموى للوطن وتنموى للدائرة التى أترشح بها. قبل بدء الحملة، وكنت مع فريق صغير من الزملاء والمساعدين قد حسمنا أمرنا باتجاه الاعتماد على العمل التطوعى لتنظيم الحملة، كان همى الأكبر هو تحفيز عدد من المتطوعين يكفى لإدارة العمل الانتخابى بجدية ومنافسة المرشحين الآخرين. والحقيقة أن رغبة وقدرة الكثير من المواطنات والمواطنين على التطوع والإسهام الفعال كانت المفاجأة الجميلة الأولى التى دونتها فى يوميات الانتخابات. بعد أيام من بدء العمل أصبح للحملة فرق للتواصل الجماهيرى ولتنظيم اللقاءات والمؤتمرات وللعمل الإعلامى ولمخاطبة الناخب عبر شبكات التواصل الاجتماعى ولطبع مواد الدعاية الانتخابية وبالطبع لإدارة الحملة.

 

الهم الآخر الذى سيطر على ونحن نبدأ الحملة الانتخابية كان التعرف وبسرعة على المداخل الحقيقية للحركة الجماهيرية والسياسية فى الدائرة بعيدا عن سوق الانتخابات الفاسد والردىء الذى صنعته ممارسات نظام مبارك. هناك بالفعل سوق للانتخابات به تجار أصوات وتجار مواد دعاية انتخابية ومتخصصين فى الدعاية السلبية عن المرشحين ومسئولين عن تجاوزات كتقطيع لافتات المرشحين وإفساد مؤتمراتهم ولقاءاتهم وغير ذلك من أفعال كانت تتحول قبيل يوم الانتخاب وفى اليوم نفسه إلى أعمال بلطجة وإجرام. التحدى الذى واجهناه هنا كان كيف نبتعد عن سوق الانتخابات وبطانته الفاسدة ونصل فى ذات الوقت للمناطق الخاضعة لسيطرته ونتواصل بها مع الناخبات والناخبين انطلاقا من مشروع سياسى وليس من أرضية الرشاوى الانتخابية.

 

بموضوعية وحياد، وعلى الرغم من وجود الكثير من الائتلافات والمبادرات الأهلية الرائعة فى دائرة مصر الجديدة بمناطقها المختلفة وإمكانية التواصل معها، أؤكد أن التخلص من سوق الانتخابات الفاسد أو تجاوزه بالكامل فى العمل الانتخابى اليومى غير ممكن فى 2011. كل ما نستطيع فعله هو تجنب هذا السوق وبطانته وتحمل ثمنا انتخابيا ليس بالهين يبدأ من تقطيع اللافتات مرورا بالشائعات والدعاية السلبية ووصولا إلى إفساد اللقاءات. كل ما نستطيع أن نفعله هو أن نتواصل مع الائتلافات والمبادرات الأهلية المحترمة، وليست تلك الخارجة من عباءة النظام القديم بمسميات جديدة وهى أيضا موجودة ولها بعض المرشحين، ونخاطب من خلالها الناخب.

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات