إنييستا لا يموت.. لكنه يُقهر - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 2:01 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إنييستا لا يموت.. لكنه يُقهر

نشر فى : الأحد 11 نوفمبر 2012 - 8:45 ص | آخر تحديث : الأحد 11 نوفمبر 2012 - 8:45 ص

●● كان فوز سيلتك على برشلونة 2/1 فى بطولة أوروبا  مفاجأة كبيرة، حتى إن نيل لينون مدرب الفريق الاسكتلندى قال بتواضع إنه لم يتوقع هذه النتيجة على الرغم من أن المباراة كانت على أرضه. وأضاف علينا أن نرفع مستوانا كى نواصل الطريق. لم يقل الرجل مثل معظم رجالنا إن اللاعبين نفذوا الخطة (هم لا ينفذون التعليمات إذا خسر الفريق طبعا، هكذا يرى دائما بعض رجالنا). لكن الألمانى شوستر نجم برشلونة الأسبق يرى أن سيلتك لا يستحق أصلا أن يلعب فى دورى رابطة الأبطال. قال الرجل رأيه ولم يذهب إلى الجحيم. ولم يتبادل شباب اسكتلندا وألمانيا السباب والشتائم عبر صفحات التواصل الاجتماعى، ليس لأن تلك هى الديمقراطية التى لا نعرفها، ولكن لأن الوطنية فى العالم الآخر لا تترجم بقدر السباب الذى توجهه لمنافسك فى ساحات الملاعب،  ولأنهم فى العالم الآخر أيضا لا يحاربون بعضهم البعض فى ميادين كرة القدم، ولكنهم يدركون أن الحروب لها أسبابها الأخرى ومواضعها الأخرى.

 

●●  يبدو أن فوز سيلتك على برشلونة حرك المواجع. مواجعنا، ومواجع الإسبان. فقد أجرت صحيفة الإندبندنت البريطانية حوار الأسبوع مع إنييستا،  وكان المانشيت عريضا وعميقا ويقول: «اندريس انييستا: لا يموت، ولكن لم يعد لا يُقهر».. ودار الحوار حول إسلوب برشلونة، وهل أصبح معرضا للخطر، ويمكن مقاومته.؟ ورد إنييستا بما معناه: «أن هذا الأسلوب الذى يقوم على تبادل الكرة بالتمرير وبالتحرك المستمر يلائم لاعبى برشلونة وإسبانيا. إلا أن كرة القدم ليست علما جافا، وهذا الأسلوب لا يعنى الفوز

 

 دائما. لكنه بات معروفا ومحل دراسة بعد الانتصارات التى حققها المنتخب وبرشلونة خلال السنوات الأخيرة».

 

●●  اندريس انيستا لا يزال يحتفظ بأول حذاء لكرة القدم لعب به رسميا وهو مقاس 8 جنبا إلى جنب مع قميص بول سكولز نجم مانشستر يونايتد بعد مباراة نهائى دورى ابطال 2011. كما يحتفظ بتسجيل لصوت المعلق الإسبانى الذى صرخ عندما سجل هدف الفوز بكأس العالم «هدف أبدى، وخالد. إنييستا».. والحوار طويل. وفيه المعلومات التى نتعلم منها، وقراءة مثل تلك التقارير والحوارات أكثر متعة من أحاديث لعبة كلو بامية التى ستقرر مصير الدورى. وهذه الحوارات والتقارير الأجنبية أفضل قطعا من مقالات السباب والهلفطة التى توصف بأنها رياضة. وأخيرا لعلها ما بقى لنا فى المهنة بدلا من أحاديث مملة، عقيمة، من نوعية: «فييرا مستمر مع الزمالك. البدرى يطالب لاعبيه بالفوز. فرق مصر تبحث عن مهاجم إفريقى سوبر (السوبر لم يأت بعد). حوارات مع الألتراس من أجل عودة الدورى.. كل هذا يساوى عجن العجين المعجون، لا فيه جملة جديدة ولا حتى معجونة ؟!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.