افرحوا بـ«ترامب».. وادفنوا المؤامرة - خالد سيد أحمد - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 1:28 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

افرحوا بـ«ترامب».. وادفنوا المؤامرة

نشر فى : الجمعة 11 نوفمبر 2016 - 9:10 م | آخر تحديث : الجمعة 11 نوفمبر 2016 - 9:10 م
حالة من السعادة البالغة، انتابت الاعلاميين المصريين الموالين للسلطة، بعد فوز دونالد ترامب بالرئاسة الامريكية، إلى درجة ان احدهم، قال صراحة: «الحملة الانتخابية لترامب كانت متعاطفة جدا مع مصر، وقال لى اعضاء كبار فى الحملة، إن ترامب شخص عاطفى طلب منهم ان يحكوا له عن الجنرال عبدالفتاح السيسى، وبعد أن استمع لهم خبط بيده، وقال إن مثلى الأعلى هو الجنرال السيسى».

الفرحة كانت عارمة أيضا فى أوساط رجال الأعمال المقربين من السلطة، الذين ظهروا على قنواتهم التليفزيونية، وتباروا فى الحديث عن «عبقرية ترامب الفذة»، وقدرته على إحداث نقلة نوعية فى الاقتصاد الأمريكى، وانعكاس ذلك على الاستثمار فى مصر، كما اعتبروا ان نجاحه وهزيمة منافسته هيلارى كلينتون، انتصارا حقيقيا للسياسة المصرية.

الادارة المصرية من جهتها لم تخف هى الأخرى فرحتها العارمة بهذا الحدث.. هذه السعادة المصرية البالغة بصعود ترامب، تدفعنا إلى التساؤل عن أسبابها، خصوصا أن فوزه بالرئاسة شكل صدمة لأغلب دول العالم تقريبا، وللمجتمع الامريكى نفسه، الذى لم يستوعب قطاع عريض منه ما حدث، وخرج فى مظاهرات احتجاج رافضة لوصوله إلى السلطة، حتى قبل ان يتسلمها فعليا ويجلس على مقعد الرئيس بشكل رسمى.

بلاشك الادارة المصرية تعتبر فوز ترامب فرصة حقيقية، لتجاوز الفتور الذى اصاب العلاقات بين القاهرة وواشنطن منذ ثورة 30 يونيو، لاسيما أن ادارة الرئيس باراك أوباما لم «تهضم» ازاحة الإخوان من السلطة، حيث كانت تراهن عليهم فى خططها للمنطقة، وظل الكثير من دوائر الحزب الديمقراطى على اتصال وتواصل مع قيادات بارزة بالجماعة، واستضافت العديد منهم فى الكونجرس، وظهرت لتلك القيادات فيما بعد صورا وهم يؤدون الصلاة فى احدى قاعاته، وهو ما ازعج القاهرة كثيرا.

كذلك تعتبر القاهرة انه بانتهاء عهد أوباما، ستقل الضغوط التى كانت تمارسها ادارته، فى ملف حقوق الانسان فى مصر، وتنديدها المستمر بأية انتهاكات تحدث من قبل الأجهزة الأمنية، ورفضها الدائم لاى محاولة للتضييق على عمل منظمات المجتمع المدنى التى تتلقى تمويلات خارجية، كما ترى القاهرة ان سيطرة الحزب الجمهورى على الكونجرس، لن تؤدى إلى عرقلة المساعدات العسكرية الامريكية لمصر، أو التأخر فى تسليم بعض أنواع الأسلحة التى تطلبها القاهرة لمواجهة الإرهاب فى سيناء.

تعتقد القاهرة ايضا ان وجود ترامب فى السلطة، سوف يعطى دفعة أكبر ومساحة أوسع وفعالية أكثر، للرؤية التى تعتمدها فى التعامل مع ملفات جماعات الإسلام السياسى فى المنطقة والاوضاع فى سوريا وليبيا، لاسيما أن الرئيس الأمريكى المنتخب يعتمد إلى حد كبير نفس المقاربة المصرية، خصوصا فى مواجهة قوى التطرف الإسلامى، مثل تنظيم داعش الإرهابى، بل ويتهم ادارة أوباما بانها شجعت وسمحت خلال وجودها فى السلطة، بنمو هذه الظاهرة التى باتت تشكل تهديدا حقيقيا للدول الغربية.

اذن هناك فوائد حقيقية ــ من وجهة نظر القاهرة الرسمية ــ لوصول ترامب إلى الحكم، وبالتالى فان هذه الفرحة لها ما يبررها، لكن بالتأكيد هناك ايضا فواتير مؤجلة لتلك السعادة، ينبغى على الادارة المصرية والموالين لها الاستعداد لدفعها، وأهمها على الاطلاق، إن أى حديث مستقبلى عن «المؤامرة» التى تحاك ضدنا من قبل الامريكان لزعزعة الأوضاع فى مصر وحصارها اقتصاديا وسياسيا ودعم المعارضين للنظام، لن يكون جائزا أو مقبولا أو مصدقا.. فهل نشهد قريبا دفن نظرية المؤامرة فى الصندوق الأسود، أم سيأتى يوم ونقول «ترامب إخوان»؟.
التعليقات