العالِمُ العربيُ الذى رأى - صحافة عربية - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 7:19 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

العالِمُ العربيُ الذى رأى

نشر فى : السبت 12 يناير 2019 - 10:55 م | آخر تحديث : السبت 12 يناير 2019 - 10:55 م

نشرت صحيفة الاتحاد الإماراتية مقالا للكاتب «محمد عارف» جاء فيه:
«لا يترك حجرا فوق حجر فى البحث تحت ضوء النهار عن معادلات وبراهين، لكنه يحلم ليلا تحت ضوء البدر السابح بين النجوم، ويتفكر بمعجزة السماوات. إنها تلهمه، وبدون أحلام لا مكان للفنون وللرياضيات فى حياتنا». قال ذلك أبرز علماء الرياضيات الأحياء، «مايكل عطية» الذى سيبلغ التسعين فى أبريل المقبل. وكان «عطية» موضوع أول تقرير علمى كتبته بالعربية عنوانه «العالم اللبنانى الذى يبحث عن نظرية لكل شىء». وتضمن التقرير المنشور فى عام 1989 تفاصيل حديث «عطية» فى «معهد الرياضيات» الذى كان يرأسه فى جامعة أكسفورد، حيث طور نظرية موحدة لتفسير الظواهر الطبيعية، تجمع بين النظرية النسبية وميكانيك الكم. وأينما تطلعنا اليوم نرى ما توقعه «عطية» من نتائج ثورية يحدثها استخدام علماء الفيزياء للرياضيات. وكما حدث فى الثورات العظمى، تكمن المعضلة فى «بحث العلماء المعاصرين عن وصف واحد للواقع، لكن علوم الفيزياء الحديثة تسمح بتوصيفات عدة تضاهى الواحدة منها الأخرى، موصولة عبر فضاء الرياضيات الفسيح». ذكر ذلك العالم الهولندى «روبرت جكراف»، أحد أبرز علماء الفيزياء الرياضية ومنظرى «النظرية الخيطية»، والتى ارتبطت باكتشاف «عطية» أن «الزمكان» لا يتكون من نقاط، بل بالأحرى من أنشوطات أو عقد خيوط هائلة الصغر. وأبعاد الكون، حسب هذه النظرية التى تخالف كلية رأى آينشتاين، ليست أربعة فقط، بل عشرة، وربما 11 بعدا. ويعنى هذا أن الكون الذى نعيش فيه واحد من أكوان عدة.
وتسأل نكتة يرددها علماء الرياضيات، المشهورين بالنكات: ما الجائزة التى لم ينلها عطية؟.. الجواب: القفاز الذهبى للاعبى البيسبول. وتستدرك النكتة: «لعله فاز به»! فالعالِم العربى، الذى مُنح لقب النبالة البريطانية (سير)، فاز بأكبر الجوائز المعادلة لـ«نوبل»، وبينها «فيلدزميدال» (1963) وجائزة الملك فيصل العالمية (1987)، كما فاز فى عام 2004 بجائزة «إيبل» التى يمنحها ملك النرويج لعالم واحد سنويا، وذلك عن اكتشافه البرهان على فرضية Index Theorema التى تجمع «الطوبولوجيا» وعلم الهندسة، والتى لعبت دورا متميزا فى بناء جسور جديدة بين الرياضيات و«ميكانيك الكم»، ويعتبرها «روبرت جكراف» «قطعة من علوم فيزياء القرن الـ21 ظهرت فى القرن الـ20 بالمصادفة.. ولفهمها نحتاج رياضيات القرن الـ22»!
و«مايكل عطية» يرى فى السياسة كما فى العلم، فهو واحد من الأعضاء السبعة فى «مجلس الحكماء» الخاص بملكة بريطانيا، لكن نيران المسألتين العراقية والفلسطينية التى أحرقت كثيرا من المسئولين وغير المسئولين، داخل بريطانيا وخارجها، لم تنل منه. وفى تصريح له عام 2003، قال عن ادعاء رئيس الوزراء «تونى بلير» الرغبة فى مساعدة العراقيين: «أنا أيضا أميل كُلى إلى مساعدة الشعب العراقى، لكنى أفضل أولا ألا أقتلهم». ذكرتُ ذلك فى مقالتى المنشورة هنا قبيل غزو العراق بأيام، وعنوانها «كبير علماء بريطانيا يقول: لا تقتلوا العراقيين»، وقد دعا أيضا إلى «إنقاذ الشعب العراقى من الحرب أولا، ورفع جميع أنواع الحظر المفروضة عليه منذ أكثر من 12 عاما، قبل التفكير بتغيير نظامه». وطالب «عطية» بدعم الأمم المتحدة بجميع الوسائل للإبقاء على المفتشين الدوليين فى العراق، مع زيادة عددهم، إذا اقتضت الضرورة، وتوسيع نطاق عملهم ليشمل الأغراض الإنسانية. «آنذاك سيبرهن العالم الخارجى على أنه صادق فى اهتمامه بمساعدة الشعب العراقى، وسيفتح تخفيف التوتر والمساعدات الخارجية والحضور القوى للأمم المتحدة فى العراق، آفاق التغيير الليبرالى الذى يؤدى بشكل مناسب إلى التغيير السلمى للنظام».
والقلب مُعلم العقل، وكلاهما ورثه العالِم العربى عن أبيه الكاتب اللبنانى «إدوارد عطية» الذى ذكر فى كتابه المنشور عام 1946 بالإنجليزية، وعنوانه «عربى يروى قصته»: «مصير فلسطين هو العامل الحاسم الذى سيحدد أكثر من أى شىء آخر اتجاه العلاقات الإنجلوعربية فى السنوات المقبلة».

الاتحاد ــ الإمارات

التعليقات