فى حب أحمد بهاء الدين - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 10:10 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فى حب أحمد بهاء الدين

نشر فى : الأحد 12 فبراير 2017 - 10:10 م | آخر تحديث : الأحد 12 فبراير 2017 - 10:10 م
يوم السبت الماضى مرت تسعون عاما على مولد الكاتب الكبير الراحل أحمد بهاء الدين. وما أحوجنا هذه الأيام إلى تذكر سيرة وحياة هذا الكاتب المحترم، بعدما امتلأت الساحة الصحفية بالكثير من النماذج الفجة.

بهاء الدين، ولد فى ١١ فبراير ١٩٢٧ بالإسكندرية ومسقط رأس أسرته قرية الدوير بمركز صدفا محافظة أسيوط. هو ترأس تحرير صحف صباح الخير والهلال والأهرام ومجلة العربى الكويتية، كما شغل منصب نقيب الصحفيين عام ١٩٦٨ لدورة واحدة فى فترة شديدة الصعوبة.

مساء السبت شرفت بتلبية دعوة كريمة من مؤسسة روزاليوسف لحضور الاحتفال بمرور ٩٠ سنة على مولده. الحضور كان يليق بقيمة وقدر الراحل. واستمعنا إلى نقاش عميق وممتع ورشيق، أداره الإعلامى الكبير مفيد فوزى وكان على المنصة د. مصطفى الفقى والفنان الكبير حلمى التونى والكاتب الصحفى والأديب محمد سلماوى. وكانت هناك قامات كبيرة داخل القاعة منها منير فخرى عبدالنور، إبراهيم المعلم ومحمد أبوالغار ومحمد فائق وعماد أبوغازى ومحمد عبدالقدوس ويوسف القعيد ونبيل ذكى ويحيى قلاش، وبالطبع الدكتور زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء السابق وشقيقته السفيرة ليلى بهاء الدين، وغالبية مسئولى روزاليوسف وكبار كتابها ومنهم عبدالصادق الشوربجى وأسامة سلامة وعصام عبدالجواد وعاصم حنفى ورشاد كامل وإبراهيم منصور ومن دار الهلال غالى محمد وسليمان عبدالعظيم، والعشرات من محبى بهاء.

الاحتفالية كانت ثرية للغاية، وتمنيت أن يحضرها أو يسمعها كل الصحفيين الشبان، ليعرفوا قيمة ومعنى الكلمة واحترام النفس بالنسبة للصحفى.

مفيد فوزى قال إنه سأل زياد بهاء الدين: ماذا ترك لكم والدكم بعد رحيله، فأجابه: لم يترك لنا شيئا ماديا لكنه ترك لنا أهم شىء وهو احترام الناس.

حلمى التونى قال عنه إنه كان صديق جميع الفنانين والمثقفين والأدباء، وحكى أنه وبهاء حاولا الاتصال بصلاح جاهين بعد نكسة ٦٧ فلم يرد وكان شديد الاكتئاب، وذهبا إلى منزله بالمهندسين، وصرخ فيه بهاء قائلا: «لست وحدك الذى هزم.. جميعنا فى مصر هزم، وعلينا أن نخرج من هذه الحالة بأقصى سرعة».

ليلى بهاء قالت إن أباها كان هادئا وصبورا وهادئا ولم يكن غضوبا بالمرة.

الدكتور مصطفى الفقى قال إن بهاء كان لديه مشروعان، الأول هو القومية العربية والثانى هو الوحدة الوطنية، مضيفا: «وهو من حمسنى لأختار موضوع رسالتى للدكتوراه فى لندن عن الأقباط والحركة الوطنية فى مصر».

مفيد فوزى سأل محمد فائق: هل كان بهاء ناصريا؟ فرد فائق أن عبدالناصر نفسه لم يكن يحب هذا المصطلح. لكن للإجابة الصحيحة ينبغى تحديد المصطلح وتعريفه بدقة. عبدالناصر كان أبعد ما يكون عن الدروشة، لكن كان له مبادئ وسياسات عامة وانحيازات سياسية واجتماعية واضحة، وبهاء كان مؤيدا لهذه التوجهات العامة.

يحيى قلاش حكى عن شجاعة بهاء فى التصدى لمحاولات التدخل الحكومى فى النقابة عام ١٩٦٨، وتحمله مسئولية صياغة بيان بهذا الصدد.

المهندس إبراهيم المعلم حكى عن علاقته الممتدة مع بهاء الدين خصوصا بعد أن عاد للأهرام من تجربة العربى الكويتية، قائلا: «أى علاقة مع بهاء كانت تتحول فورا إلى صداقة وأستاذية فى الفكر، وكانت لديه قدرة هائلة على الاستماع لكل الآراء من أجل الاستيعاب والاقتناع وبعدها يرد، كان شديد الدقة والتوثيق والمصداقية وكان يتذوق كل شىء حتى الأكل. والأهم أنه كان شديد الاهتمام والإيمان بفكرة الحرية وتنوع الآراء واحترام كرامة الإنسان».

الوزير الأسبق عماد أبوغازى، قال إن بهاء كان يكتب التاريخ بسهولة ويسر للناس وكان يرى هذا التاريخ «طالع نازل» حسب تعبيره، متذكرا كيف تعرف على بهاء الدين فى الإسكندرية «عندما كانت ليلى طفلة بضفاير وزياد ببرنيطة البحارة».

محمد سلماوى تحدث عن مدرسة بهاء الدين فى التحليل السياسى والفرق بينها وبين مدرسة هيكل وإحسان عبدالقدوس. وتحدث عن شخصية شديدة التواضع والإنسانية، وأنه لم يكن صنيعة أحد، كان متأملا صموتا ينظر كثيرا ويفكر جيدا. هو رجل احترم نفسه، فاحترمه الجميع، كما جاء على لسان مفيد فوزى فى ختام الندوة. والحديث موصول.
عماد الدين حسين  كاتب صحفي