شراكات أكاديمية جديدة بعد رفع العقوبات عن إيران - قضايا تعليمية - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 6:05 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شراكات أكاديمية جديدة بعد رفع العقوبات عن إيران

نشر فى : الإثنين 12 سبتمبر 2016 - 9:30 م | آخر تحديث : الإثنين 12 سبتمبر 2016 - 9:30 م
نشرت مؤسسة الفنار للإعلام مقالا لـ«رشا فايق» تقول فيه إن إيران تعمل على إقامة شراكات مع أفضل الجامعات الأوروبية والأمريكية بعد الاتفاق على الحد من برنامجها النووى ورفع العقوبات الدولية عنها. لكن إقامة شراكات مماثلة مع المؤسسات الأكاديمية العربية يبدو بعيد المنال.

تشير فايق لقول آرشين أديب مقدم، أستاذ الفكر العالمى والفلسفات النسبية ورئيس مركز الدراسات الإيرانية فى مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية التابعة لجامعة لندن بأن «هناك رغبة قوية فى إكساب الجامعات الايرانية طابعا دوليا وتعزيز التعاون مع المؤسسات الأخرى سواء فى المنطقة وخارجها».

يعتقد أديب مقدم، الذى كتب مطولا عن العلاقات الأكاديمية بين إيران والدول العربية والذى كتب أيضا كتاب الثورات العربية والثورة الإيرانية: السلطة والمقاومة اليوم، أن «الجانب الإيرانى حريص على توثيق علاقاته فى هذا الشأن». لكنه يبدو متشككا بوجود اهتمام مماثل من الدول العربية، التى مازالت تعادى إيران بحسب ما يعتقد.

وتقول الكاتبة إن إيران حافظت وجيرانها العرب على علاقة حذرة طوال القرن الماضى. وتدهورت العلاقات بسرعة بعد الثورة الإسلامية فى عام 1979، إذ توطد الحكم الشيعى فى إيران واندلعت الحرب بينها وبين العراق. تتهم دول الخليج إيران أيضا بنشر الطائفية فى المنطقة. وتسبب دعم إيران للحوثيين المتمردين فى اليمن فى زيادة التوتر مع المملكة العربية السعودية، كما ساهم دعمها للحكومة السورية الحالية فى توسيع صراعها مع القوى الإقليمية والدولية. وفى المقابل، تبدو علاقات إيران أكثر حيادية مع دول شمال أفريقيا ولبنان والأردن مع وجود أصوات منتقدة للنفوذ الفارسى فى تلك الدول على نطاق واسع.

كما قال أستاذ جامعى عراقى مقيم فى الأردن، طلب عدم الكشف عن اسمه، إنه وعلى الرغم من كون «إيران بلد إسلامى، لكننى واثق أنه لا يوجد الكثير من الطلاب العرب الراغبين فى الدراسة هناك. الوضع معقد جدا.» وأوضح أنه يعتقد أن الطلاب العرب يفضلون الدراسة فى أوروبا واستراليا وكندا والولايات المتحدة، «ليس فقط بسبب التوترات السياسية، لكن أيضا بسبب الغموض المحيط بطبيعة المجتمع المحافظ هناك وواقع الحريات العامة». تتمتع إيران بتاريخ عريق فى الفن والأدب وصناعة السينما أيضا، لكن رقابتها الدينية الصارمة تمتلك شهرة واسعة أيضا.

***

وترى فايق مع ذلك، أن الانفتاح الإيرانى الجديد يلقى ترحيبا حارا من الأكاديميين الغربيين. إذ تم توقيع اتفاقيات شراكة بين ثلاث جامعات إيرانية رائدة وجامعة بوليتكنيك، واحدة من الجامعات العريقة فى فرنسا، وفقا لوكالة مهر للأنباء فى طهران. كما وقعت نفس الجامعات الثلاث: جامعة طهران وجامعة أصفهان وجامعة شريف للتكنولجيا اتفاقا مماثلا مع جامعات سويسرية.

بدورها، أظهرت الجامعات الأمريكية ترحيبا حارا بالمؤسسات الأكاديمية الإيرانية بعد رفع العقوبات خاصة أن إيران كانت فى وقت سابق المصدر الرئيسى للطلاب الدوليين للولايات المتحدة. وفى الاجتماع السنوى لهيئة المدرسين العالميين (نافسا)، فى يونيو الماضى، عُقدت جلستان لمناقشة فرص التعليم العالى فى إيران وسبل التشبيك الممكن.

وبحسب جاكلين كاستين، مستشارة دولية فى التعليم والتسويق، فإنه «لا يمكن تجاهل بلد كإيران من حيث إمكاناتها فى مجال التعليم الدولى». مشيرة إلى ازدياد الاهتمام بإيجاد «أسواق جديدة لاستقطاب الطلاب الدوليين وخلق الشراكات العالمية».

ويعتقد المسئولون فى الكثير من الجامعات الدولية، التى تعتمد على الطلاب الدوليين لتحقيق عوائد مالية، أن التنوع أمر ضرورى. إذ لا يمكن الاكتفاء فقط بطلاب من الهند والصين، اللتين لطالما أرسلتا الكثير من الطلاب للدراسة فى الخارج سابقا.

شهد التعليم العالى فى إيران توسعا ملحوظا منذ عام 1979. إذ تمتلك البلاد ما يقرب من 4.5 مليون طالب وطالبة وفقا لأحدث الإحصاءات الحكومية، 60 فى المائة منهم إناث. وبحسب الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، فإن 58 فى المائة من الإيرانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 كانوا يدرسون فى الجامعات الإيرانية عام 2013. وبالمقارنة مع بقية دول الشرق الأوسط، فإن نظام التعليم الايرانى منافس قوى، حيث ينفق الأهالى 2.1 مليار دولار أمريكى سنويا على تعليم أطفالهم.

وخلال العقوبات الدولية، حافظت إيران على التبادل التعليمى مع العديد من البلدان – التى كانت لها معها علاقات دبلوماسية طبيعية – بما فى ذلك تركيا والهند وكوريا الجنوبية وماليزيا وتايوان وروسيا والصين واليابان وأستراليا.
اليوم، توجد بعض التحديات للعمل مع إيران حتى بالنسبة للأمريكيين.

قال ديفيد.ب. وودورد، رئيس منظمة التبادل الثقافى غير الربحية والذى ولد فى طهران وقضى فترة من شبابه هناك، «لسوء الحظ، فإن عدم وجود علاقات دبلوماسية طبيعية سابقا وغياب التعاملات المصرفية بين البلدين، إضافة إلى صعوبة حصول الأمريكيين على تأشيرات لدخول إيران حد من ازدهار التبادل التعليمى بين البلدين».

فى المقابل، ارتفع عدد الطلاب الايرانيين – خاصة المرشحين لنيل شهادة دكتوراه – المتجهين إلى الولايات المتحدة بشكل كبير خلال العقد الماضى.

قال وودورد «كان التبادل باتجاه واحد إلى حد كبير بالرغم من التدقيق الإضافى الذى يواجهه المواطنون الإيرانيون عند تقدمهم للحصول على تأشيرات دخول للدراسة فى الولايات المتحدة أو حتى عند وصولهم للمطارات».

فى عام 2014، فتحت الحكومة الأمريكية فرصا أوسع للتبادل الأكاديمى من خلال «تأشيرات ج» المخصصة للتبادل الأكاديمى. كما أتاحت فرصا للتعلم عبر الإنترنت من خلال بعض المؤسسات الأمريكية للطلاب الإيرانيين.

يوافق أديب مقدم مع وودورد أن إيران كانت على رأسها الدول المصدرة للطلاب. قال «تواجه البلاد أزمة هجرة الأدمغة بسبب طبيعة النظام التعليمى فيها الذى قدم طلابا رائعين استقطبتهم جامعات رائدة فى العالم، وأيضا بسبب طبيعة الاقتصاد الإيرانى غير القادر على استيعاب كل الخريجين فى سوق العمل». ولكن يعتقد أديب مقدم أن إيران قادرة الآن على اجتذاب طلاب أجانب خاصة فى مجال العلوم الصعبة والدراسات الدينية.

وتختتم فايق بأنه على الرغم من أن الوضع الدبلوماسى الجديد بدأ فى تحسين الشراكات المؤسسية بين إيران والعالم الغربى، إلا أن الطريق مازال طويلا، حيث قال ووردود «أعتقد أن قيام عمليات تعليمية عادية ستحتاج للمزيد من السنوات للاختبار والخطوات العملية لتعزيز تبادل الطلاب والباحثين فى اتجاهين».
التعليقات