أزمات تحرق الوطن - محمد مكى - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 2:32 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أزمات تحرق الوطن

نشر فى : السبت 13 فبراير 2016 - 10:30 م | آخر تحديث : السبت 13 فبراير 2016 - 10:30 م
أزمة مع المكسيك بسب استهداف سائحين، أزمة مع روسيا بسب الطائرة المنكوبة، أزمة مع إيطاليا بعد مقتل باحث الدكتوراه جوليو ريجينى، خلاف الصناع والتجار، أشعلا سعر الورقة الخضراء «الدولار»، شركات صناعية تهدد بالإغلاق والانسحاب من السوق، هل من مزيد؟ نعم، مشاكل سياسية واجتماعية وحتى رياضية بالجملة، مقابل غياب أخبار مفرحة إلا قليلا، تجعل من يفكر فى المستقبل لهذا الوطن فى حيرة كبيرة تحتاج معجزة فى زمن يخلو منها، ويخضع فقط لمعايير العلاقات الدولية ووضعية الاقتصاد.

الأزمات التى يعج بها الشارع المصرى تجعل السؤال المشروع، هل حاولنا ألا تتكرر تلك الأزمات، وهل تعلمنا منها؟، الإجابة فى معظمها «لا»، فحتى الآن على سبيل المثال لم نعرف سير التحقيق فى مقتل السائحين، الذين اقتربوا من منطقة محظورة، بالمناسبة المحاكمة تبدء من عند الشركة المنظمة والمرشد المرافق ووصولاً لمن ضرب الهدف. والمعنى الواضح أننا لا نعمل تحقيق سليم يمنع تكرار الأزمة. ناهيك عن عدم محاسبة المسئول الحقيقى فى كثير من القضايا، بداية من غرق المعديات النيلية وحتى ضرب الطائرات الجوية.

الأزمات المتكررة تجبرنا أن نبحث عن رجال المطافئ، والذين لا يأتون فى مصر إلا متأخرين وبعد اشتعال الحريق، فمسئولية الدولة تستوجب منع الحريق وكيفية إخماده بأقل الخسائر فى حالة اندلاعه، فعلى سبيل المثال منذ عدة أشهر، وهناك خلاف كبير بين المسثمرين والدولة ممثلة فى الجهات صاحبة الولاية على الأراضى، والتى أعطيت لهيئة الاسثمار فى القانون الجديد، لكن الجهات الأخرى، وهى «التنمية الصناعية والسياحية والزراعية وهيئة المجتمعات العمرانية» فى حروب داخلية والحال واقف.

أزمة الدولار مستمرة منذ فترة طويلة، ومن يعتقد أن الحل فى يد البنك المركزى وحده مخطئا، المركزى لا يطبع دولارات، وإنما يدير موارد، وقراراته التنظيمية دائما لا تلقى ترحيبا من أصحاب المصالح، وشح الموارد، خاصة من السياحة والتحويلات الأجنبية تزيد الموقف سوءا، ويحدث الأسبوع الماضى تسريب فاضح من الدولة عن سعر الصرف فى العام المالى الجديد حتى لو كان تقديرى يزيد الوجع ورجال الدولة يبحثون عن مبرارت.

الأزمات تجعل الشخص يشك أن هناك من يتعمد بقاء الحال على ماهو عليه، ولن أقول يريد إفشال النظام، متجاهلاً أن ثورة كبيرة حدثت فى مصر على نظام مبارك العتيق، لنفس الاسباب، أزمة أمناء الشرطة مع الاطباء نموذجا لمن يصنع الأزمة ولا يدرى العواقب. مثلها أزمة مرفق العدالة، وتصريحات تحتاج إلى ضابط فى حيوية صفوت الشريف وليس أفعاله.

أراك تسأل عن أخبار مفرحة أقول لك فوز الأهلى على الزمالك أسعد الأهلاوية، بالإضافة إلى ما قاله كير نيلسون، رئيس شركة «بلاتنيوم لإدارة الأصول» الأسبوع الماضى، إنه يعتقد أن سوق النفط وصل إلى أدنى مستوياته، وهو ما يعنى أن فاتورة المواد البترولية عندنا تقل، والأهم ما قاله عن نجاح الاكتشاف المذهل لشركة إينى فى حقل ظهر المصرى يجعلها أرخص من نظيرتها من الشركات العالمية يعنى ممكن المواطن المصرى يستفيد.

أزيدك من الفرح أمرا، أرباح الشركات العاملة فى مصر نهاية 2015 المعلن منها حتى الآن حققت أرباحا كبيرة، حتى الشركات التى هددت بوقف نشاطها فى السوق حققت أرباحا مرتفعة جدا، وهو ما يؤكد أن السوق المصرية رغم كل ما فيه من أزمات فيه عائد كبير، ويجب على الدولة أن تعمل على تعظيم مواردها من تلك الشركات، وليس من فقراء الوطن. شركة واحدة اقتربت أرباحها من 5 مليارات جنيه.

محتاجين أخبار مفرحة أكثر أقول لك من المتوقع أن تغيب الحكومة بكاملها أو وجوه منها على الأقل الشهر المقبل، وهذا يعنى التغيير، أتمنى أن تكون تلك المرة غير ما تعودنا عليه فى مصر من تغير شخصيات، وليس سياسات ـ ولا تسأل عن وزارة السعادة لأنها فى الأحلام فقط عندنا، هى عند أولاد زايد فى منطقتنا فقط.
التعليقات