قبل الانفجار - أشرف البربرى - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 11:47 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قبل الانفجار

نشر فى : الخميس 13 يونيو 2013 - 5:30 م | آخر تحديث : الخميس 13 يونيو 2013 - 5:30 م

إصرار الرئيس محمد مرسى على تجاهل يوم 30 يونيو والشحن الشعبى المتزايد له يمثل خطيئة كبرى يمكن أن تدفع ثمنها البلاد فى صورة حرب أهلية بعد أن وصل الشحن والاستقطاب إلى ذروته. وقد شاهدنا بروفة صغيرة لما يمكن أن يحدث امام وزارة الثقافة عندما اختار «اهل الرئيس وعشيرته» فض اعتصام رافضى وزير ثقافته بالقوة وبعيدا عن أجهزة الدولة ومؤسساتها فتحولت شوارع حى الزمالك الراقى إلى ساحة للكر والفر.

 

عناد الرئيس مرسى وتجاهله للسخط الشعبى المتزايد ولحركة تمرد التى وصلت بالفعل إلى كل بيت فى مصر تقريبا ليس دليل قوة ولا ثقة فى النفس بالنسبة لمؤسسة الرئاسة بل دليل قصور كبير فى الرؤية واستهانة بمقدرات العباد.

 

لقد كان المجلس العسكرى بكل عيوبه وأخطائه يبذل أقصى جهده من أجل تقليل أعداد النازلين إلى الشوارع قبل كل مليونية عندما كنا نجده يقدم «قربان الخميس» ممثلا فى قرار يستجيب لأحد مطالب الثوار بدءا من منع مبارك من السفر وصولا إلى وضعه داخل قفص محكمة الجنايات مرورا بإقالة وزراء وتجميد ممتلكات.

 

أما الآن فإننا أمام رئاسة تراهن على هبوب موجة حارة يوم 30 يونيو تمنع الناس من النزول إلى الشارع أو على تعب المتظاهرين سريعا وهى رهانات خاسرة بكل تأكيد فى ظل حالة سخط تتسع دائرتها كل يوم مع تزايد المشكلات الحياتية لكل المصريين.

 

لماذا لا يفكر الرئيس فى اتخاذ قرارات ثورية مادام يدعى فى كل ساعة أنه رئيس الثورة ويهتف دائما «ثوار أحرار هانكمل المشوار». يمكن للرئيس إجهاض مظاهرات 30 يونيو بنسبة 80% إذا ما أعلن قبول استقالة حكومة هشام قنديل وقبول استقالة النائب العام ومخاطبة مجلس القضاء الأعلى لترشيح نائب عام جديد وفقا للدستور وإخضاع مقار وتكليف الجهاز المركزى للمحاسبات ببدء مراجعة سجلات جماعة الإخوان المسلمين.

 

قد لا تكون الانتخابات الرئاسية المبكرة التى تطالب بها دوائر فى المعارضة مطلبا بالنسبة لمئات الآلاف الذين يعتزمون النزول إلى الشارع فى هذه اللحظة لكن تجربتنا مع ثورة 25 يناير ومع الرئيس المخلوع حسنى مبارك تقول إن سقف مطالب المتظاهرين يرتفع كل لحظة بعد نزولهم الشارع.

 

فكلنا يعلم أنه لو أقال مبارك وزير داخليته حبيب العادلى ومدير أمن السويس مساء يوم 25 يناير لما كان هناك جمعة الغضب يوم 28 يناير ولو كان حل مجلس الشعب ودعا إلى تعديل الدستور وأقال الحكومة مساء يوم 28 يناير لما تمت الإطاحة به. لكن مبارك كان دائما يتخذ القرار المناسب بعد فوات الوقت المناسب فنال ما يستحقه القادة الذين يفشلون فى قراءة الأحداث واستباقها.

 

ومازلت اتمنى ألا يكون مصير مرسى مثل مصير مبارك لأن المتضرر الأكبر فى النهاية سيكون مصر دولة وشعبا إذا ما تحولت مظاهرات 30 يونيو إلى مواجهات عنيفة بين معارضى الرئيس على كثرتهم ومؤيديه على قلتهم. فهل يفعلها الرئيس وينزع الفتيل قبل الانفجار؟

التعليقات