سنة 3 ثورة 3 ــ الجيش ومسئولية الإعمار - جمال قطب - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 7:35 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سنة 3 ثورة 3 ــ الجيش ومسئولية الإعمار

نشر فى : الجمعة 13 ديسمبر 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الجمعة 13 ديسمبر 2013 - 8:00 ص

بعد 60 سنة عاشتها البلاد دون ديمقراطية حقيقية منذ 1952 وحتى 2011، هب الشعب مفتقدا ثلاث ضرورات لحياته أعلنها مدويا «عيش/ حرية /عدالة اجتماعية»، فسقط رأس الفساد ولكن الثورة ــ وحتى الآن ــ لم تصل إلى بر أمان لأسباب كثيرة أبرزها:

1ــ عجز جميع النخب السياسية عن التوافق والتقارب والإحساس بالآخر.

2ــ افتقاد الثورة لبرنامج توافقى يجتمع عليه الشعب.

3ــ افتقاد الثورة لقيادة مقبولة ملتزمة بالبرنامج الشعبى.

4ــ العناد والإعجاب بالنفس المسيطر على أغلب رموز القوى السياسية.

ولكل هذه الأسباب وأكثر منها، تحركت موجة 30 يونيو تعلن إحباط الجماهير وقلقها من تخوين السلطة والمعارضة بعضهما لبعض، حتى خشى الشعب على ثورته وطالب بتغيير المسار، وتجديد العهد، ولم الشمل.

وقد تصدى الجيش ليتحمل المسئولية ويتولى قيادة فترة الانتقال ــ التى طالت بغير حق ــ، وحتى الآن فما زال الجميع يبحث ويسأل نفسه «هل بدأ التغيير؟! أم بدأت فترة انتقال جديدة لا يعرف مداها؟!! أم أن الثورة قد تلاشت وحيل بينها وبين بلوغ الأهداف؟!!!» لهذا وجدت نفسى أفكر بصوت مسموع فكتبت ما يلى:

ــ1ــ

إذا كانت المهمة الرئيسية للجيوش هى حماية حدود البلاد، فإن قدرات وطاقات وإمكانيات الجيش المصرى أكثر قدرة على مهام أخرى وعظيمة تحتاجها البلادــ الآن ــ، بشرط توافق وتقارب الجيش من ناحية وكافة القوى السياسية دون إقصاء أو تهميش من ناحية أخرى، وكذلك عدم عناد أحد الأطراف، فبلادنا الآن لا تصلح دون الحوار والتوافق بين الجميع.

وحينما قال «قائد عام الجيش» مخاطبا الشعب: «مصر أم الدنيا، وهتبقى قد الدنيا»، فرحت الجماهير مشتاقة لبداية مسيرة الإعمار أملا فى عزم الجيش على تحمل تعديل المسار، ولكن طال الانتظار.

ــ2ــ

فمسيرة الإعمار تبدأ بـ«إيقاف الفوضى» واستقطاب الشباب الضائع بطالة ويأسا بلا هدف.

وهؤلاء الشباب شريحة كبرى جاهزة وصالحة للانتظام فى كتائب «التعمير والبناء» لا تقل عن خمسة ملايين، يمكن استثمارهم فيقوم مليون بـ«إعمارسيناء»، ومليونان بـ«إعمارتوشكى»، ومليون آخر يتم توزيعهم مع متخصصين فى «إصلاح وتجديد المرافق العامة والطرق»، والمليون الخامس يتم تدريبه فوريا على «الحرف التراثية المطلوبة للعالم الخارجى»، وهذا نموذج مطلوب للشعب وليس صعبا على الجيش.

وتمول هذه المشروعات من «الودائع طويلة الأجل»، فينجز الجيش والشعب معجزات: استثمار الأموال الراكدة، وسرعة إعمار البلاد، وإخراج الثورة من المأزق الذى وقعت فيه.

ــ3ــ

وأظن أن الجيش حاليا تحت تأثير تصديه وتحمله للمسئولية يستطيع أن ينجز مهاما إعمارية سريعة حتى لا يفقد الناس ثقتهم فى قدرات الجيش كما افتقدوها فى جميع السياسيين، فقيمة تدخل الجيش فى الحياة العامة لا معنى لها إلا بإعمار وتنمية سريعة.

ومن ذلك موضوع «دعم الوقود والمحروقات»، فـ«الغاز الطبيعى» سواء المصرى أو المستورد فى كل الأحوال «أرخص» من «البنزين والسولار»، كما أن الغاز لا يمكن «تهريبه» كما يحدث للبنزين والسولار.

فهل عسير على الجيش أن يفكر فى:ـ

• استصدار قانون يؤكد تعهد الدولة بتحمل فروق أسعار الغاز الطبيعى لمدة عشر أعوام من تاريخه تشجيعا للشعب للإقبال على استخدامه كوقود بديل للبنزين والسولار.

•سرعة إنشاء ورش لخدمة تعديل السيارات للعمل بالغاز الطبيعى، مع ضمان تكلفة معقولة للصيانة اقتداء بتجربة بداية إدخال استخدام الغاز للسيارات.

• قيام البنوك بتمويل المشروع قروضا على 5 سنوات أو أكثر تحريكا لودائعها الراكدة.

• قيام وزارات الحكومة والهيئات التابعة لها بإعادة تجهيز سياراتها للعمل بالغاز مما يوفر على ميزانية الدولة البلايين التى أثقلت كاهل الدولة والشعب.

ــ4ــ

فإذا شرع الجيش فى ذلك وأمثاله من مشروعات ملحة تستوعب الطاقات المعطلة وتستثمر الودائع الراكدة، كما تستقطب هؤلاء الرافضين لكل الأطياف السياسية فى مصرنا، فسوف تتقدم الثورة إلى الأمام وسوف تقوى ثقة الشعب فى جيشه، كما سيتعلم الساسة كيف يكون التوافق وكيف يتم الإنجاز وكيف يكون الاستمساك بالثورة وعدم التفريط فيها.

ــ5ــ

وقد سطرت هذه الكلمات وأنا أعلم علم اليقين أن ذلك ليس دور الجيش ولا مهمته، ولكن المرحلة الصعبة الحالية تفرض على الجيش أن يسارع بطفرات تنموية، كما تفرض على الشعب أن يشارك بالحوار إضافة وحذفا، ثم بالعمل الجاد حتى يتحقق ما زعمناه جميعا أن: الجيش والشعب إيد واحدة، تمهيدا لإخراج البلاد من شدائد فترة الانتقال، بعد أن يتعلم الجميع فيعود الجيش إلى ثكناته ويستأنف الساسة المسار الجديد، وتتبوأ مصر مكانتها اللائقة بين الأمم بقدرات شعب يدير ويبنى، وجيش يحمى الحدود.

جمال قطب   رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف
التعليقات